1/8/2011
نعم شوفت العصفورة لا بل العصافير هل رأيتها ام لا هذا ما آل اليه الحال فى هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر حيث اصبح التعامل مع الشعب المصري على انه فئران تجارب كي يختبروا مدي قوة رغبته فى التغيير ومع كل هذا العدد من الضحايا او الشهداء على يد النظام السابق الا ان اعضاء الحزب المنحل "الفلول" وبلطجيتهم او "شبيحتهم" كما بالنظام السوري ومعهم اشباه الرجال من امن الدولة ومخبريهم لم يقتنعوا حتى الان بأنتهاء دورهم فى حياة مصر لانهم افسدوها ودنسوها واصبحت مصر على ايديهم خرابا الا ان الاحداث المتتالية من جمعة "طالبان" لاحداث العريش وتكالب الاخوان المسلمون على السلطة ومحاولات السيطرة على الحياة السياسية فى مصر واستغلالهم لفئات فقيرة جاهلة كالكتل السلفية المتأسلمة التى تنادي بالشريعة الاسلامية التى اتفق عليها الجميع داخل الدولة حتى الاقباط على ما اعتقد لا ينكرون حق الاغلبية المسلمة فى مصر الا ان جمعة طالبان انقلبت لشعارات تنادي بالاسلام وبالشريعة واقامة الصلاة !!! كأننا فى قريش وشعب مصر كفار لا يعرف صلاة ولا صوم ولا زكاة ولا يعرف دينا اسمه اسلام من الاصل وبالطبع لا ننسي الشعارات المؤيدة للمجلس العسكري والمشير طنطاوي وتثبت مقولة عدم جواز الخروج على الحاكم وان كان فاسد !!
هناك من استفاد من ما حدث يوم الجمعة الماضي فهناك الاخوان الذى استفاد مما حدث حيث انه كان هناك اتفاق بين القوي السياسية فى التحرير وبين القوي الاسلامية من اجل تجنب حدوث صدام بينهم داخل الميدان وان تكون سلمية معبرة عن اراء توافقية بين جميع التيارات على الرغم من الاختلافات بينها الا اننا نجد ان الكتلة المسماه بالسلفية انقلبت على الاتفاق ورفعت شعاراتها المنادية بالشريعة وبالاسلام وتأييد الحكم العسكري معلنة نقضها الاتفاق ضاربه بعرض الحائط الهدف الاساسي من هذا اليوم ونجد بالطبع جماعة الاخوان المسلمون متفرجة على هذا الوضع بل كانت تحاول التوسط لدى الكتلة السلفية من اجل التهدئة وهذا لا يخلو من هدف ما وهو ايصال فكرة مفاداها انهم الفصيل الاسلامي المعتدل الوحيد بمصر وانهم يستطيعون الولوج للحياة السياسة بسلاسة دون اى صدامات من الممكن ان تحدث بين كتلة السلف والمجتمع ككل مثلما حدث سابقا فى عقود الارهاب بمصر وفى نفس الوقت استطاع العسكرييون ان يستفادوا من هذا الامر ايضا فأن المطالب لدي القوي السياسية فعليا كانت متفقة على الغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين وتسريع محاكمات قتله الثوار مستمدين من وجود اهالي الشهداء القوة للمطالبة بهذا الحق وايضا محاكمة مبارك وزبانيته فى محاكمات علنية عاجلة اى القوي تريد ان تحس ان هناك فعلا ثورة بمصر لا انقلاب عسكري على الديموقراطية مثلما حدث فى فبراير 1954 بعد انقلاب عبد الناصر على من قاموا بالثورة وصاحبو الفضل عليها كي يستأثر بالسلطة وحده هو وشلته المنتفعة التي عاثت فسادا وخلقت الطبقة الاولي من شعب الخنوع السياسي واثروا على الحياة الاجتماعي وبالتالي استشرى الفساد والسلبية واللامبالاة داخل مصر نتيجة هذا الحكم القائم على القوة والقهر والاستبداد بالرأي وتآليه الحاكم حتى وان كان ظالم انها نفس الاحداث والاشارات والظروف التي حولت من مصر من المسار الديموقراطي الذى نادي به ظباط الثورة الحق امثال الرئيس محمد نجيب ويوسف صديق وغيرهم الكثريون الى مسار اخر ديكتاتوري لا يعرف اخر غيره المجلس العسكري استطاع ان يوقع بين الشعب والشعب ولم يستطع هذه المرة ان يقول الشعب والجيش ايد واحدة ولا حتى يستطيع القول ان الشعب والشعب ايد واحدة الايادي كثرت وتصارعت على كعكة لم تنضج بعد كعكة من الممكن ان تفسد ولا يسطيع احد ان ينال منها شيئا نتيجة طمع البعض وانتهازيته ورغبته فى الحصول على نصيبه "نااااشف" ، وفى خضم هذه الاحداث جاءت احداث مواكبه بالعريش ومثلما رفعت ورايات الجهاد وايضا اعلام السعودية فى ميدان طالبان رفعت ايضا فى العريش ولكن هذه المرة معها سلاح وزخيرة وعربات دفع رباعي ومجاهدين ملثميين يريدون اقامة امارة اسلامية بالعريش مع العلم ايضا ان هناك ملثمون منذ فترة ليست بالبعيدة يفجرون خطوط الغاز كلما ضاق الخناق على المجلس العسكري او طالبته القوي السياسية بثورتها التي ضحت من اجلها وتري بعينها ان المباركات السعودية والامريكية تنهال على جماعة الاخوان المسلمين وايضا
على المجلس العسكري وتريد النموذج التركي ان يطبق بمصر والذى سوف يفشل بالفعل ان طبق فى مصر لان تجربة تركيا جاءت بعد عقود من التجارب والظروف التى كان نتاجها دولة قوية عسكريا واقتصاديا قادرة على احتواء كافة الاختلافات الفكرية والايدلوجية داخل الدولة فالجيش علماني الفكر وحكم تركيا منذ سقوط الخلافة العثمانية ومن بعدها طبق الفكر العلماني على يد كمال اتاتورك ومن ثم بدءت دورة بناء الدولة القوية التي انتجت ديموقراطية تأتي فى يوما من الايام بحزب اسلامي يحكم هذه الدولة ، اى التجربة ادت لنضوج الدولة
وهذا ما تحتاجه مصر اي يجب ان تمر بتجربتها هي الاخري كي تصل لمرحلة النضوج التى تتوج بقوة سياسية وعسكرية واقتصادية فى نهاية المطاف لكن ليس هذا ما تريده امريكا او السعودية او جماعة الاخوان او العسكر بمصر اى يريدون ان تتجه الثورة فى اتجاه هم فقط يريدونه اى لا يكون هناك نموذج ديموقراطي اقتصادي قوى خارج عن السرب الامريكي بالمنطقة
فلا ننسى ان النموذج التركي الذى ينادي بالاسلام والقضية الفلسطينية هو عضو بحلف الناتو وصاحب قاعدة انجرليك الداعمة لمشاريع الامريكان فى الوطن العربي وصاحبة العمليات المشتركة مع اسرائيل , اصبحت تنادي بالقضايا العربية الاسلامية الان فقط بعد ان كانت تتسول الموافقة الاوروبية كي تنضم للاتحاد الاوروبي وهي نفسها التي دعمت ضرب ليبيا وتريد الان ان تغزو سوريا ان النموذج التركي براغماتي حتى النخاع لا يعرف سوي مصلحته فقط سواء كان بأيدي صهيونية او عربية فنغمة المقاومة تعلو كي يبتز الغربي او الامريكي كي يحصل على وضعه ونفوذه داخل الوطن العربي انها حرب باردة ساخنة بين الايرانيين وبين الاتراك كى ينظروا لانفسهم كلاعبين رئسيين فى الشرق الاوسط وهنا نري ان هذا النموذج من الصعب ان تكونه مصر فى الفترة الحالية الغير مستقرة نتيجة تكالب القوي المصرية ولعب العسكر بهم من اجل الحصول على نفوذ او قطعة من الكعكة
فى اخر القول اريد فقط ان اقول ان هناك من يريد ان يشغل شعب مصر عن ثورته وان يوقع بين شعبها حتى لا يعرف من هو العدو الحقيقي له ومن يريد ان نرجع لحكم العسكر من جديد او الوصاية الدينية على شعب بأكمله اى نرجع لحاله الخرس والشلل من جديد واتمني الا يحدث هذا وان ننتبه جميعا لما يحاك لنا وماذا يحدث خلف الابواب المغلفة