عائشة القذافى
كتب أحمد براء
امتلأت حياة سيدة ليبيا الأولى، أو "كلوديا شيفر ليبيا" كما يلقبها شعبها بالجدل والإثارة، حيث عاشت حياتها بين القيل والقال، عائشة القذافى، الأمين العام لجمعية واعتصموا الخيرية، وابنة العقيد الليبى معمر القذافى، ولدت عام 1976 من زوجته الثانية، واختار لها القذافى اسم والدته عائشة، وتم تدريبها على استعمال المسدس والكلاشينكوف والغدارة والرمانة.
تخصصت فى القانون أثناء تلقيها دراستها الجامعية وحصلت على الليسانس، ثم الماجستير من جامعة الفاتح، وكانت بصدد الحصول على دكتوراة فى القانون الدولى عام 2003 من جامعة السوربون بفرنسا حين قررت قطع رسالتها، حيث قالت وقتها: "إنه من العبث إضاعة الوقت فى دراسة شيء لا وجود له"، فى إشارة منها إلى الحرب الأمريكية البريطانية على العراق، ولكن بعض المصادر رجحت قطع دراستها فى باريس بسبب أزمة نفسية حادة إثر مسألة زواجها، وتضاربت الأقوايل حول أنّ عائشة اختلفت مع والدها ووالدتها فى مسألة الزواج، مما أثر على نفسيتها وجعلها تتوقف عن مواصلة دراستها فى فرنسا بعد أن أقامت فيها لفترة زمنية من أجل الحصول على شهادة الدكتوراة فى القانون الدولى".
صدر عنها كتاب عام 2009 بسويسرا تحت عنوان "عائشة معمر القذافى: أميرة السلام".
انضمت عائشة إلى قافلة المدافعين عن الرئيس العراقى المخلوع صدام حسين، ولقى هذا التوجه أمواجاً من التأييد والرفض فى الأوساط السياسية والإعلامية، ولكن عائشة لم تعر ذلك اهتماماً، حيث إنها كما يقول بعض المراقبون لها تصرفات مثيرة للجدل، فتجد لها خطابات سياسية تدعو للجهاد تارة، وخطابات أخرى تؤيد العمليات الإرهابية الإيرلندية تارة أخرى، مما حير المراقبين حول أفكار وأيدولوجيات عائشة.
تتناقل الصحف الأجنبية والعربية قصصاً مثيرة لعائشة القذافى تعكس طريقة تفكير والدها، ومما تناقلته الصحف الغربية عن تصرفات عائشة هى قصتها مع "ركن الخطباء" فى حديقة الهايد بارك الإنجليزية، فقد ذكرت صحيفة الصنداى تايمز أن عائشة زارت ركن الخطباء وألقت خطابا مثل أبيها تؤيد فيه الجيش الجمهورى الإيرلندى، وأضافت الصحيفة أن الخطاب الذى ألقته فى ركن الخطباء بلندن خلال عطلة نهاية الأسبوع قد شكل انتهاكا للبروتوكول الدبلوماسى، وأدى إلى حالة من الاستنفار الأمنى، ولذلك أشعلت عائشة غضب الجهات الأمنية البريطانية إزاء زيارات سرية يقوم بها أفراد من أسرة معمر القذافى إلى لندن.
وبما أن ليس لعائشة أى منصب سياسى يبرر تدخلاتها وخطاباتها السياسية فقد أنشأت جمعية سمتها جمعية عائشة الخيرية والتى غيرت مسماها فيما بعد إلى جمعية "واعتصموا الخيرية"، ليكون بحسب بعض النقاد منبراً لها للمشاركة، والمناضلة فى الأمور السياسة التى تحبذ أن تتدخل فيها مثل قضية فلسطين سابقا.
تنقل مصادر إعلامية أحاديث من مقربين لبيت القذافى بأن العقيد يعد ابنته لتخلفه فى الرئاسة متجاهلاً أولاده الثلاثة الذين لا شغل لهم سوى تبذير أموال ليبيا على أندية الكرة الإيطالية.
ولعائشة خطابات ومشاركات سياسية عدة حيث نادت مراراً بتحرير فلسطين عن طريق الجهاد وكان شعارها "نعم للانتفاضة ولا للاستسلام"، ولكن سرعان ما تجاهلت هذه الخطابات وبدأت تنقل عيناها إلى الوضع الإفريقى مثل والدها زاعمة أن فلسطين لن تتحرر وأن العرب نائمون.
وبعد انقطاعها عن الدراسة وعودتها الى طرابلس تم منحها دكتوراة فخرية فى القانون الدولى من جامعة ترهونة ترضية لها ولطموحها. واقيم حفلا كبيرا بهذه المناسبة فى جامعة طرابلس حضره المسئولون فى الدولة وأساتذة الجامعات وأعضاء السلك الدبلوماسى.
بدأت علاقة عائشة بالرئيس العراقى المخلوع منذ عام 2000 حين ترأست الوفد الليبى فى أول رحلة جوية إلى بغداد فى تحد واضح لكسر الحظر الجوى المفروض على العراق منذ 1990، بواسطة الأمم المتحدة.
وعندها قالت: "قمنا بهذه الرحلة دون أن نأخذ إذن من أحد لأن زيارتنا هذه تمثل الإنتقال من غرفة إلى أخرى داخل منزل واحد فلا داعى لأخذ أى إذن بذلك". وأضافت عائشة "هذه الزيارة تعكس الأخوة والتآزر مع أهل العراق".
اجتمعت عائشة بوفد من الشبكة العربية للمنظمات الأهلية، ترأسته السيدة أمانى قنديل المدير التنفيذى للشبكة ويقول متابعون إن الاجتماع يأتى فى إطار البحث عن شرعية للجمعيات الخيرية التى برزت فى ليبيا فى السنوات الأخيرة والتى اقتصر تأسيسها على أبناء العقيد القذافى والمقربين إليه.
لكن لعائشة مشكلة مع الشبكة وهى أن مقر الشبكة العربية للمنظمات الاهلية هو العاصمة اللبنانية بيروت، وبيروت "محرمة" على أبناء القذافى، ليس سياسياً، ولا دبلوماسياً، وإنما بسبب التهديد المباشر من أنصار موسى الصدر، المختفى فى ليبيا، الذين هددوا بالتعرض لأبناء القذافى إذا سنحت لهم الفرصة بالخطف أو القتل فى أى وقت، ولهذا لا يتوقع أن تزور عائشة بيروت، على الأقل ليس علنا.