زعمت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن المشير "محمد حسين طنطاوى" القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية ورئيس المجلس العسكرى الحاكم تدخل فى اللحظات الأخيرة لوقف قرار سحب السفير المصرى "ياسر رضا" من تل أبيب، بعد أن حزم الأخير امتعته استعدادا لعودته إلى القاهرة على خلفية مقتل وإصابة عدد من قوات الأمن المصرية على الحدود يوم الخميس الماضى.
وقال محرر الشئون السياسية بالصحيفة العبرية "ايلى بردنشتاين" إنه وفى اللحظة الأخيرة تماما، تدخل رئيس المجلس العسكرى الأعلى فى مصر، لحل أزمة سحب السفير المصرى، مضيفا أن طنطاوى استدعى رئيس الوزراء "عصام شرف" ووبخه بشدة، وفرض عليه إلغاء القرار، على حد قوله.
وأشارت "معاريف" إلى أن خلفية الأزمة هى قرار مجلس الوزراء برئاسة شرف، إعادة السفير المصرى إذا لم تعتذر إسرائيل عن مقتل الجنود المصريين.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن شرف تكلم عن الموضوع على موقع الـ"فيس بوك" وكتب على الصفحة الخاصة به "الدم المصرى أغلىٍ جدا من أن يسفك دون رد".
وأوضحت معاريف أن وزير الدفاع الإسرائيلى "ايهود باراك" أعرب عن أسفه يوم السبت الماضى على مقتل الجنود المصريين على الحدود، وأنه بعد وقت قصير من ذلك أعلنت مصر بأن البيان عن إعادة السفير المصرى يعود إلى مصدر خاطئ.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية خلال تقريرها الذى نشرته صباح اليوم، الاثنين، على صدر صفحتها الأولى أن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة شرحت لها أن خلفية تدخل طنطاوى هى الرغبة فى منع التدهور فى العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، وذلك بعد مكالمة أجراها معه أول أمس "إيهود باراك".
وأضافت معاريف أنه وفقا لتلك المصادر فإن إسرائيل أوضحت أنها ستضطر إلى إعادة سفيرها فى القاهرة ردًّا على إعادة السفير المصرى، وأن المصريين فهموا أنه ستنشأ أزمة شديدة فى العلاقات بين الدولتين سيكون من الصعب رأب صدعها.
وأوضحت تلك المصادر السياسية الإسرائيلية الرفيعة لمعاريف قائلة: "إذا غادر السفير الإسرائيلى القاهرة، فإنه لا يمكن لأى حكومة فى القاهرة، الحالية أو أى حكومة مقبلة فى أعقاب الانتخابات القادمة أن تسمح للسفير الإسرائيلى بالعودة إلى مصر بسبب الرأى العام المصرى".
وأضافت المصادر الإسرائيلية أنه إذا كان قد حدث ذلك فإن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب ستتدهور بشكل كبير، مؤكدة أن المسئولين المصريين والإسرائيليين لا يريدون الوصول إلى وضع خطير كهذا.