قال مسؤول رفيع في أمانة مجلس التعاون الخليجي إن دول الخليج ماضية في اتمام مشروع الوحدة النقدية وانها بحاجة أكثر من أي وقت مضى لاطلاق عملتها الموحدة في ظل اضطرابات الأسواق العالمية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "معظم العوامل التي يمر بها العالم حاليا هي في صالح مشروع الوحدة النقدية سواء ضعف الدولار أو الاضطرابات السياسية التي تمر بها المنطقة العربية وحتى مشاكل ديون بعض دول اليورو".
وأضاف "ضعف الدولار عامل ايجابي لبناء عملة خليجية جديدة قوية أو للتخلص من الارتباط بالدولار ولو جزئيا كما ان الوحدة النقدية ستعمق وحدة الخليج أكثر لمواجهة الاضطرابات التي تمر بها المنطقة حاليا".
وقال المصدر في مقابلة عبر الهاتف السبت إن ما يمر به اليورو حاليا سيوفر أيضا دروسا لتفادي السلبيات وأهمية الالتزام بسياسات نقدية ومالية واقتصادية موحدة وملزمة للجميع.
وأكد أن دول الخليج ماضية في تطبيق المشروع وانه في حالة اتخاذ القرار السياسي بانجاز الوحدة النقدية من قبل زعماء دول الخليج فان اصدار العملة والعمل بها لن يستغرق أكثر من عامين.
وتحاول دول مجلس التعاون الخليجي منذ نحو عشر سنوات اصدار عملة موحدة.
وقال محافظ البنك المركزي السعودي محمد الجاسر في تصريحات صحفية في مارس/اذار الماضي انه لا توجد مشاريع أو أعمال اقتصادية مهمة متوقفة على الوحدة النقدية ولذلك فان دول الخليج ستأخذ الوقت اللازم لها.
ولم يشر الجاسر الى اي موعد متوقع لاطلاق العملة الموحدة.
وفي مايو/ايار 2009 انسحبت الامارات ثاني أكبر اقتصاد عربي من خطط الوحدة النقدية لدول الخليج العربية لتصبح ثاني دولة من دول مجلس التعاون الخليجي الست التي تنسحب من اتفاق العملة الموحدة بعد سلطنة عمان.
وتعليقا على ذلك قال وديع كابلي استاذ الاقتصاد والخبير السابق لدى صندوق النقد الدولي "لا شك ان ملف الوحدة سيتأثر كثيرا بما يحدث في العالم من تغيرات سواء الاضطربات السياسية في المنطقة أو مشاكل الديون الاميركية والاوربية".
واضاف أن النظام المالي والتجاري العالمي متشابك جدا ولن يتمكن المسؤولون عن الاتحاد النقدي من اقرار سياسات نقدية ومالية واضحة في ظل المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد العالمي.
من جانبه قال عبد الله باعشان الخبير المالي "العالم يتابع كيف اصبحت العملة الاوروبية عبئا على دول اليورو. ودول الخليج يمكن ان تكون ذات اقتصاديات متقاربة الا انها ذات توجهات اقتصادية مختلفة".
وأضاف باعشان "لا يمكن معرفة كيف ستسير الامور في ملف الوحدة النقدية الخليجية. ولكن هناك العديد من العوائق والمتغيرات العالمية وفي هذه الظروف العملة الموحدة قد تكون عبئا جديدا على دول الخليج".