بتـــــاريخ : 8/20/2008 2:56:18 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1183 0


    العلاقات الإنسانية ...}

    الناقل : العلا | العمر :36 | الكاتب الأصلى : الأرجواني | المصدر : www.3rbe.com

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة رجل امراة طفل
    العلاقات الإنسانية ...}







    من الناحية المعنوية..

    يتكون الإنسانة من مجموعة من القيم والعادات والمشاعر والأحاسيس والتي تكون جزء لا يتجزأ من شخصيته وتكوينه النفسي و المعنوي..


    فالبشر عموماً يعيشون ضمن جماعات إن كان داخل محيط الأسرة أو خارجها , و ليس البشر وحده من يعيش في جماعات متجاورة , كذلك الحيوانات والتي بعضها يعيش على شكل قطعان أو أزواج وهي نوع من العلاقات التي تنشأ بالفطرة لدى بعض الكائنات والبشر على رأس هذه الكائنات الحية..

    ولكن هناك علاقات تميز الإنسان عن باقي الكائنات وهي العلاقات الإنسانية , فالحب والعاطفة وبر الوالدين وصلة الرحم و التواضع... وغيرها كل هذا الأمور هي علاقات إنسانية إما أنها فطرية فُطر عليها الإنسان أو مكتسبة يكتسبها من خلال التجربة..

    فالإنسان لا يستطيع أن يعيش منعزلاً عن محيطه الاجتماعي مهما حاول ذلك ولو ولد إنسان ما في غابة معزولة أو مكان معزول تماماً عن المحيط الخارجي ولم يكن حوله أحد من البشر أو الكائنات الحية لأخترع شخصية وهمية يتحاور معها و ويتعايش مها ويسميها باسم كذلك وربما صنع من الحجارة أو الخشب أو أي من المواد المتوفرة حوله أو رسم على الجدار شخصية مقربه منه يتحدث معها محاولاً قتل الوحدة التي تلازمه فهذا السلوك فطري عند البشر ومن المستحيل تماماً أن يعيش أي إنسان بعيد عن محيط اجتماعي معين مهما حاول ذلك..

    و للعلاقات الإنسانية أشكال مختلفة و حالات متفاوتة :

    فهناك علاقة الابن بأبويه , وعلاقة الزوج بزوجته و علاقة الوالدين بابنهم والعلاقة الإنسانية في العمل وفي الشارع وغيرها من العلاقات التي تنشأ فطرياً أو مكتسبة بين البشر..

    وسأتحدث بشكل عام دون الخوض في التفاصيل حتى لا يتشعب الموضوع ويطول ..

    يقول الله تعالى في محكم التنزيل { وتعاونوا على البر والتقوى }

    وهي إشارة لنوع من العلاقة الإنسانية القائمة على التعاون بين شريحة أو طبقة معينة من الناس على فعل أمر حسن يقود إلى منفعة ذاتية وعامة للجميع..

    والعلاقات الإنسانية منها الحسن و منها ما هو قبيح ويدركها كل شخص منا حسب انطباعه عن الشخص المقابل له

    يقول عليه الصلاة والسلام { وتبسمك في وجه أخيك صدقة } ويقول عليه الصلاة والسلام { افشوا السلام بينكم }

    فهذا السلوك يولد انطباع لدى الطرف الأخر شعور بالارتياح و بالسرور كونه كون في ذهنه صورة جيدة عن الطرف الأخر وبتالي نشؤ علاقة مشجعة بين الطرفين أو مجموعة الأطراف

    والعكس لو مر أحدنا على شخص ما ووجده ينظر إليه بوجه مكفهر أو لم يرد السلام عليه تولد شعور تلقائي بعدم الارتياح وحالة من النفور وبتالي فشل محاولة بناء صلاة مشتركة وتكوين علاقة إنسانية ناجحة..



    لهذا السبب بين ديننا الحنيف مبادئ يبنا عليها النجاح في العلاقات الإنسانية منها:


    1-التواضع : قال الله تعالى { واخفض لهما جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } الشعراء(215 )
    وهي صفة يجب أن تتوفر في الشخص المسلم الراغب في بناء علاقة بمحيطه الاجتماعي حتى يتكمن من التواصل الاجتماعي والإنساني وكسب محبة من حوله ..

    2-حسن الخلق : يقول تعال تعالى { وإنك لعلى خلق عظيم } وهو خطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم وهو القدوة لنا جميعاً في حسن الخلق , فمن المهم جدا ان يكون الإنسان في علاقاته بمن حوله ذا خلقٍ حسن وهو من كمال الإيمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم{ أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم } رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح..

    3-التعاون : قال تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان }
    فمن المستحيل أن تكون هناك علاقة إنسانية سليمة بدون أن يكون هناك تعاون قائم على مصلحة الفرد والجماعة ولا تتأتى مصلحة الفرد من دون مصلحة الجماعة , والسبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو بالتعاون بين افرد المجتمع المسلم ..

    4-الشورى : قال تعالى { وشاورهم في الأمر } فالتشاور والمشورة بين مجموعة من الناس يفضي إلى مصلحة عظيمة تخدم الجميع و تقود إلى الرأي السديد في المواقف التي تتطلب رأياً أو مشورة ..

    5-القدوة الحسنة : قال تعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة }
    فالنبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة والمثل الأعلى لنا جميعاً و الإقتداء به واجب علينا كمسلمين لتثمر علاقاتنا الانسانية وتكون مثال يحتذى لغيرنا من البشر ..


    فالاتصال والتواصل الاجتماعي سبب في نشوء علاقة صحيحة داخل المحيط الذي نعيش فيه ...

    فالعلاقات الإنسانية بشكل عام نوعان :

    الأول : علاقات متينة : وهي عبارة عن التواصل المستمر والاتصال المباشر بين طرفين أو مجموعة من الأطرف , فهذه العلاقة تكون قوية ومتأصلة في النفس أكثر كعلاقة الإبن بوالديه أو العكس أو علاقة الزوج بزوجته وغيرها من العلاقات الأسرية أو علاقات القربه او الصداقة القريبة..

    الثاني علاقات هشة: وهي التواصل المنقطع أو الغير مستمر والمباشر ,فهذا النوع من العلاقات يكون هشاً وسرعان ما يتلاشى بسبب قلت التواصل أو ربما بسبب عدم الثقة بين طرفين على سبيل المثال أو مرور عابر لم يتم توثيقه وتقويته..
    وهذا النوع ينشأ في سوء تقدير أو في حالة خلل في سوء الاتصال لدى طرف من الطرفين أو كلاهما
    ينتج بسببها علاقة هشة وفاترة سرعان ما تزول ..


    وعلى أي حال تبقى العلاقات الإنسانية جزء مهم من حياتنا اليومية التي نعيشها ولا يمكن إلا أن نكون جزء منها نتفاعل معها سلباً أو إجاباً بحسب المواقف التي نتعرض لها أو الظروف المحيطة بحال كل شخص منا و طريقة تفكيره ومنهجيته ..

    لكن تبقى العلاقات الإنسانية في النهاية والتي تقوم على الفهم، التعاطف والمحبة تأتي كجزء من الخارطة البشرية الشاملة في تعاملاتها ولإثبات مدى التواصل الروحي ما بين البشر..

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة رجل امراة طفل

    تعليقات الزوار ()