أدى سكان العاصمة الليبية طرابلس صلاة الجمعة في المساجد ورفعوا أكفهم إلى السماء حمدا لله على سقوط العقيد معمر القذافي وذلك على الرغم من أن المدينة لا تزال مغلقة وشوارعها محفوفة بالمخاطر في وقت يقتفي فيه الثوار أثر العقيد المخلوع والهارب من وجه العدالة.
وفي أحد مساجد طرابلس، ألقى الإمام خطبته أمام عدد قليل من المصلين في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الفضيل، وقال فيها إن سقوط القذافي نعمة بعد أربعة عقود مما وصفه بالظلم وإشاعة الخوف، مضيفا أن حكومة القذافي كانت تستخدم المسجد أداة للدعاية الحكومية.
وقد تمكن الثوار الليبيون انطلاقا من مدينة بنغازي في الشرق ومدن أخرى، من السيطرة على طرابلس واقتحموا باب العزيزية، معقل القذافي الحصين، دون مقاومة كبيرة ليجبروه على الاختباء.
وفي الوقت الذي يستعد فيه المسلمون للاحتفال بعيد الفطر رأى الكثير من الليبيين ومؤيدوهم في الغرب أن الأولوية القصوى هي القبض على القذافي أو قتله.
وبدأ الثوار في تعقب العقيد الهارب وتخوض بعض فرقهم معارك يومية مع فلول كتائب القذافي التي لا تزال تسيطر على بعض الجيوب في مناطق بجنوب طرابلس ومدينة سرت مسقط رأس الزعيم المخلوع.
ولا تزال جموع المعارضين لنظام القذافي تعرب عن ابتهاجها بسقوطه وهي تجوب شوارع المدينة ملوحة بأعلام الحرية وشاهرة البنادق وقاذفات الصواريخ ومرددة التكبيرات وهتاف "ليبيا حرة".
والمعروف أن ليبيا دولة منتجة للنفط وكان من المفروض أن تكون غنية لكنها تعاني من الفقر والبطالة، ومعدل مواليد مرتفع، وغياب الفرص، والبنية التحتية المتداعية.