بتـــــاريخ : 8/27/2011 12:13:16 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1444 0


    من على شريط الحدود حكايات المصريين فى سجون إسرائيل 100 سجين مصرى فى السجون الإسرائيلية يطالبون العسكرى و شرف بصفقة تبادل للإفراج عنهم

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : أسامة خالد وصلاح البلك وأحمد أبودراع | المصدر : www.almasry-alyoum.com

    كلمات مفتاحية  :

        أسامة خالد وصلاح البلك وأحمد أبودراع    ٢٧/ ٨/ ٢٠١١


    والدة بريكات تحمل صورته
    على بعد ٢٠٠ متر من الحدود الإسرائيلية وفوق تبة عالية، جلست أم ياسر ترقب حدود العدو، تترقرق عينيها بدموع متحجرة لا تقدر على منعها أو إسقاطها، من خلف برقع بدوى يكشف جزءاً من عينيها، تنظر الأم الملتاعة لفراق ولدها الوحيد إلى الأسلاك الشائكة بحسرة: «ابنى محبوس هناك ولا أستطيع أن أصل إليه، أو أطمئن عليه»، تصمت أم ياسر قليلا لتعاود نطق كلامها بلهجتها البدوية وبقوة «ولدى ليس مهرب مخدرات ولا هو لص لكنه مقاوم ووطنى ومن أجل ذلك حبسه اليهود»، تعاود المراة البدوية الضغط على كلماتها لتخرج قوية «ولدى لم يدخل إسرائيل ليحبسوه هناك لكنه دخل أرضنا أرض فلسطين المحتلة المحبوسة هى الأخرى خلف هذه الأسلاك الشائكة، كل جريمة ابنى أنه حاول إدخال السلاح لإخوته فى فلسطين المحتلة نحن وطنيون ولسنا مهربين أو لصوصاً».
     
    منذ سبع سنوات والأم البدوية تنتظر ابنها الوحيد ياسر مرعى أبوزينة، المحبوس فى سجن «هاردين» بإسرائيل، بعد اتهامه بتهريب السلاح إلى الفلسطينيين، ثلاث سنوات كاملة عاشتها ولا تعلم أم ياسر مكان ابنها المختفى حتى جاءتها مكالمة هاتفية من غزة تخبرها أن ابنها محبوس فى السجون الإسرائيلية بتهمة تهريب السلاح.
    أمسكت والدة السجين ياسر مرعى أبوزينة بآخر صورة أرسلها لها ابنها من السجن، وقالت: «بعدما فقدت الأمل فى أن أجد ولدى، جاءتنى مكالمة هاتفية من فلسطينى يعيش فى قطاع غزة أخبرنى أنه عائد من زيارة ابنه المحبوس فى إسرائيل وعلم أن ابنى محبوس هناك فى سجن (هاردين) ومحكوم عليه بالسجن ١٢سنة بتهمة تهريب السلاح، بعدها اتصل هو بى لكنى لم أستطع أن أزوره أو أطمئن عليه، هذه الأسلاك الشائكة تقف بينى وبينه».
    ياسر مرعى أبوزينة، واحد من عشرات المصريين المحبوسين فى سجون إسرائيل بلا حس أو خبر لا أحد يعلم عنهم شيئاً ولا يوجد من يهتم لأمرهم، لا من السفارة المصرية فى تل أبيب ولا من وزارة الخارجية المصرية، بالتالى حسب الإحصاءات غير الرسمية تجاوزت أعداد المصريين المحبوسين فى إسرائيل المائة فرد، آخرهم كان أربعة أطفال من البدو ألقى القبض عليهم على بعد أمتار قليلة من سلك الحدود مع إسرائيل، والمختفية دائما تحت تلال الرمال المتحركة بين حدود الدولتين، إلا أن تقريراً للمنظمة العربية لحقوق الإنسان رصد وجود ١٦٩سجيناً عربياً فى إسرائيل منهم ٦٩ مصريا زادوا بعد القبض على الأطفال الأربعة.
    وحسب الإحصاءات نفسها فإن الغالبية العظمى من هؤلاء السجناء محبوسون بتهم تتعلق بالتهريب، بدءاً من تهريب السجائر التى تدر ربحاً خيالياً على مهربيها، وحتى تهريب المخدرات، إلا أن هناك فئة أخرى هم المحبوسون أمنياً ولأسباب سياسية تتعلق بدعم ومساندة المقاومة الفلسطينية.
    وتبلغ أعداد السجناء الأمنيين حوالى ٢١ سجيناً كلهم من بدو شمال سيناء، إلا واحداً فقط من القاهرة ويدعى محمد السيد، وقبض عليهم أثناء مساعدتهم المقاومة الفسطينية داخل الأراضى المحتلة، ومعظمهم محبوسون بين سجن رامون وسجن النقب، والمتواجد فيه وحده حوالى ١٩ سجيناً أمنياً مصرياً، أرسلوا عدة رسائل إلى الحكومة المصرية وإلى المجلس العسكرى لإنقاذهم وإخراجهم من سجون إسرائيل، عارضين على الحكومة والمجلس العسكرى إبرام صفقة تبادل بينهم وبين الجاسوس الإسرائيلى «إيلان جرابيل»، حسب المطالب التى عرضها السجناء المصريين فى عدة رسائل إلى المجلس العسكرى والحكومة المصرية، والتى تولى مهمة إرسالها السجين المصرى مساعد إبراهيم البريكات المسجون فى سجن «كتسيعوت» بإسرائيل منذ ٦ سنوات بعد اتهامة بتهريب أسلحة للمقاومة الفلسطينية والذى تولى مهمة التحدث باسم جميع السجناء الأمنيين المصريين فى السجون الإسرائيلية.
    وفى خطاب أرسله إلى «المصرى اليوم»، كشف «مساعد» عن مطالب السجناء التى أرسلوها إلى وزارة الخارجية والمجلس العسكرى ورئيس الوزراء، قائلاً: «نكتب هذه الكلمات من خلف القضبان ومن داخل زنازين الاحتلال الصهيونى، ورغم الألم والبعد والحرمان من كل حقوقنا كأسرى أمنيين، أسرى شرفاء، فنحن لسنا مهربى مخدرات أو تجار بشر، بل نحن من ذهب لدعم إخوتنا فى فلسطين التى تخاذل عن نصرتها كل الأنظمة العربية المتواطئة، الأطفال هنا تقتل والنساء تعدم والشيوخ يهانون والأنظمة تشجب وتدين لا أكثر لذا قمنا بدورنا وواجبنا وحاولنا نصرة إخوتنا حتى ألقى القبض علينا داخل فلسطين وتصل أعدادنا إلى ١٩ مسجوناً أمنياً (سياسياً)».
    ويضيف المتحدث باسم الأسرى معاتباً «الغريب أننا خلال سنوات طوال فى الأسر لم نسمع بأى مسؤول مصرى يخرج للمطالبة بإطلاق سراح الأسرى المصريين من السجون الإسرائيلية، ولكن للأسف عندما ألقى القبض على الصهيونى ابن المحامى (فلدمان) بعد تسلله إلى سيناء بكاميرات وأسلحة، سلمته إلى إسرائيل ونحن هنا لا أحد يسأل عنا حتى مسؤولو السفارة المصرية فى إسرائيل لا يعيرونا أى اهتمام».
    ويعرض الأسير المصرى فى سجون إسرائيل مطالبه وزملائه، قائلاً: «نطالب بالإفراج الفورى عنا والسماح بإدخال ملابس لنا لأننا نعيش عالة على زملائنا الأسرى الفلسطينيين والسماح لأسرنا فى مصر بزيارتنا»، ويضيف قائلاً: «والطلب الأهم ألا يتم الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلى إيلان جرابيل إلا بالمبادلة بالأسرى الأمنيين المصريين والأسيرات والمرضى الفلسطينيين».
    ومن سجن «كتسيعوت» بإسرائيل إلى منطقة الجورة بالقرب من الحدود الإسرائيلية بشمال سيناء، هنا عشرات من قصص الأمل والألم والانتظار لأبناء وأزواج وإخوة محبوسين فى سجون إسرائيل، كان ياسر على جهينة يجلس فى منزله البسيط بقرية الجورة حمل ياسر صورة شقيقة «براك» بعفوية قائلاً: «منذ ٢٠٠٥ وهو محبوس فى سجون إسرائيل، دخل هناك بحثاً عن عمل بعد أن وجد نفسه لسنوات عاطلاً بلا أى مورد رزق ينفق منه على ابنيه الاثنين»، هذا ما قاله شقيق براك وما لم يقله لنا ما هو نوع الرزق الذى دخل من أجله أخوه إلى إسرائيل، ياسر البدوى الذى لم يخرج طيلة حياته من سيناء، لم يكن يعلم بإلقاء مصر القبض على جاسوس إسرائيلى ولكنه علم بقيام ثورة أطاحت بالرئيس، قال بنبرة حزن واضحة: «لم نكن نعلم أن الجيش الإسرائيلى ألقى القبض على أخى، هو سبق له أن دخل ثلاث مرات إلى هناك للعمل وأعاده إلى مصر بعد إمساكه لكن فى آخر مرة جاء إلينا فلسطينى من غزة مر من خلال أحد الأنفاق وأبلغنا أن أخى قبض عليه وحكم عليه بالسجن عشر سنوات».
    وعلى مقربة من منزل براك يقع بيت خالد محمد جهينى، الشاب الذى لم يكمل عامه الـ٢١ بعد أمام منزله كان يجلس شقيقه عادل قال لنا «أخى قبض عليه هو ونسيبه أحمد يوسف زيادة أثناء قيامهما بعملية تهريب عبر الحدود مع إسرائيل، وهو محبوس فى سجن بئر العبد وحكم عليه بالسجن أربع سنوات فى محاكمة بدون أى محامين، هو اتصل بنا وطلب منا أن نرسل له ما قيمته ٣ آلاف جنيه لتوكيل محام لكننا لم نجد أى طريقة تمكننا من إرسالها له».
    ومن قرية الجورة إلى نجع شبانة القريب من الحدود الإسرائيلية، كانت أسرة أحمد سلامة سويلم فى انتظار اتصال من السفارة المصرية فى إسرائيل للاطمئنان على ابنهم المسجون الأمنى فى إسرائيل، كان عبدالله شقيق أحمد الأكبر يقرأ رسالة أخيه والدموع تذرف من عينه حزنا على أخيه الصغير الذى ضاع مستقبله بعد حبسه فى إسرائيل منذ عامين «أخى كان يعمل مزارعاً هو خريج ثانوية أزهرية اختفى فجأة ثم جاء إلينا خطاب منه يخبرنا فيه أنه مسجون فى سجن رامون بإسرائيل، ويضيف «عبدالله»: «أجريت عدة اتصالات بالسفارة المصرية فى إسرائيل للاطمئنان على أخى ولم يردوا على ومنذ خمسة أيام طلبوا مهلة لزيارته وإخبارنا بأوضاعه هناك، وللآن أنا فى انتظار مكالمة منهم لأعرف مصير أخى وحالته ووضعه»، «عبدالله» المزارع البسيط ناشد الحكومة التدخل للإفراج عن أخيه واستبداله بالجاسوس الإسرائيلى المحبوس فى مصر، لكنه أضاف: «ياريت يجروا عملية التبادل تلك، لكن إذا كانت مصر شايفة حاجة تانى مفيش مشكلة ننتظر من أجل مصر».
    بالقرب من منزل أحمد سلامة كان «يوسف سليمان على» العائد للتو من السجون الإسرائيلية بعد رحلة حبس استمرت لعام ونصف العام خرج منها برصاصة مازلت تترك آثارها على جسده، خرج يوسف ذات مساء منذ عامين ونصف مع شقيقيه إسماعيل وعبدالله لتهريب السجائر والمعسل عبر الحدود الإسرائيلية لكنه بمجرد أن دخل لـ٢٠٠ متر فقط إلى داخل الأراضى الإسرائيلية حتى انهالت عليهم الرصاصات من كل جانب وألقى القبض عليه وأخويه الاثنين: «كنت مجرد شيال فى تلك التهريبة أحمل الكراتين مقابل ٢٠٠ جنيه فقط أحملها لمسافة ٢٥٠ متراً داخل الحدود مع إسرائيل وأسلمها إلى واحد من بدو إسرائيل، وبعد مائة متر أطلقت علينا النيران وأصبت وألقى القبض على شقيقى»، هكذا قال يوسف مضيفاً: «لم أجد أنا وإخوتى وكل أبناء سيناء أى منفذ آخر نأكل منه غير هذا الطريق، هناك من يموتون غرقا فى البحر أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية ونحن هنا ليس لنا أى مورد رزق غير التهريب مع إسرائيل، نحن ٢٦ أخاً وكلنا لا نعمل وليس لنا مورد رزق آخر غير التهريب، ونحن لا نقترب من المخدرات نهرب السجائر والمعسل فقط».
    بعصبية شديدة تدخل أخوه «عبدالفتاح» قائلاً: «عندما عاد يوسف من السجون الإسرائيلية كان معه ٥ آخرون من أبناء الوادى عادوا كلهم إلى منازلهم إلا أخى لأنه بدوى حكم عليه بالحبس سنة فى قضية تسلل، وأنا لا أعرف لماذا تحدث هذا التفرقة بين أبناء سيناء وأبناء الوادى»، ويضيف «عبدالفتاح» منفعلاً: «هنا نقطة أخرى، ما هو دور السفارة المصرية فى تل أبيب، أخواى الاثنان المحبوسان الآن لا يسأل عنهما أحد والسفارة ترفض التدخل، اتصلت بالسفارة لأطالبهم بمساعدة أخوى لكنهم لم يردوا ثم طالبونا بالاتصال فيما بعد ولم يفعلوا لنا أى شىء».
    وأكد «عبدالفتاح» أنه يجرى اتصالات مع أسر وعائلات المصريين المحبوسين فى السجون الإسرائيلية لتنظيم وقفة أمام مقر محافظة شمال سيناء، لنطالب بحسن رعاية أبنائنا هنا من قبل السفارة المصرية، ونطالب بتنظيم عملية تبادل أسرى بين مصر وإسرائيل على أن يأخذوا جواسيسهم المحبوسين عندنا ويسلمونا أبناءنا، وقد سبق وقدما عدة طلبات بهذا المعنى منذ عامين كان هناك قضية سليمان عودة، ومطالبات إسرائيل المستمرة بتسلمه، وقتها طالبنا بإبرام صفقة تبادل مع إسرائيل من أجل عودة أبنائنا إلى مصر ولم يستمع إلينا أحد والآن سنعيد تجديد مطالبنا من أجل إبرام صفقة تبادل مع إسرائيل لاستعادة أبنائنا.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()