كيف تتجنّبين سرطان عنق الرحم؟
يعدّ سرطان عنق الرحم ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء، ويشكّل حوالي 20% من بين كل أنواع السرطانات التي تصيب المرأة، وعادةً ما تزداد احتمالات الإصابة به مع التقدّم في السن، خصوصاً ما بين سنّ 40 و55 عاماً. وهو نادر الحدوث عند المراهقات، ولكن من المحتمل أن تصاب به النساء في العشرينيات من العمر وفي بواكير الشباب أيضاً، حيث إن حوالي 6% من حالات الوفاة بهذا المرض تحدث لنساء في عمر أقل من الخامسة والثلاثين.وتتمّ الوقاية عبر التشخيص المبكر والمتمثّل في إجراء فحص مسحة عنق الرحم Smear Test بشكل دوري.
وإذا كنت على وشك القيام بهذا الفحص أو متردّدة في اتّخاذ هذه الخطوة، إليك هذه الحقائق التي تعينك على اتّخاذ القرار للوقاية:
أسباب الإصابة :تفيد الإحصائيات أن حوالي 900 امرأة تقضي كلّ عام في بريطانيا وحدها من جرّاء الإصابة بسرطان عنق الرحم، علماً أن الغالبيّة لم تخضع لفحص مسحة عنق الرحم بشكل منتظم أو تغافلت عنه. ورغم غياب الأسباب المحدّدة للإصابة بهذا النوع من السرطان، إلا أن هنالك عوامل يمكن أن تساعد في ظهوره، أبرزها:
الالتهابات الفيروسية والإصابة بـ "الإيدز" وعدم استعمال موانع انتقال الأمراض، كما تدخين المرأة أو الزوج، فضلاً عن أسباب أخرى غير معلومة ما تزال قيد الدراسة والبحث. ولكن، قد يقوم بعض النساء بتفادي كل الأسباب آنفة الذكر، ولكنّهن يصبن بسرطان عنق الرحم! وعموماً، فإن سرطان عنق الرحم غير معدٍ، كما أنّه لا يتعلّق بالجينات الوراثية، ما يعني أنه لا يورث من الأم إلى ابنتها.
أعراضه...
لا تظهر أية أعراض واضحة في المراحل المبكرة لسرطان عنق الرحم، ولكن بعد أن يستفحل ويتطوّر،
يمكن ملاحظة العوارض التالية:
- نزيف غير عادي أثناء العلاقة الزوجبة أو بين الدورات الشهرية.
- نزيف حاد رغم وصول المرأة إلى سن انقطاع الطمث.
- خروج سوائل غير مألوفة من منطقة المهبل.
- آلام شديدة أثناء العلاقة الزوجية.
- آلام في منطقة أسفل الظهر.
- فرط التبوّل.
- ظهور الدم مع البول.
- نزف شرجي من منطقة الأمعاء الغليظة (المستقيم).
- الإسهال.
- سلس البول.
واذا شعرت ببعض أو كل هذه الأعراض أو كنت قلقة من أي عارض غير عادي، يجب أن تستشيري الطبيب بأسرع وقت ممكن. ولكن لا تقلقي، لأن هذه الأعراض يمكن أن تكون مؤشّراً لعدد من الأمراض التي لا علاقة لها بالسرطان. كما أن بعض النساء المصابات لا يلاحظن أية أعراض غير عادية، ما يجعل فحص عنق الرحم بشكل منتظم أمراً ضرورياً للكشف عن هذا المرض.
ما هو فحص مسحة عنق الرحم Smear Test؟
عنق الرحم هو عضو اسطواني يقع في أسفل الرحم ويفصل فجوته عن المهبل، وفي وسطه فتحة تؤدّي إلى القناة الرحمية. ويمكن للطبيبة أن تكتشف التغييرات التي تطرأ على الخلايا المحيطة به عبر أخذ شريحة منها وفحصها في المختبر والتعرّف على طبيعة هذه الخلايا وما إذا كانت قد تغيّرت استعداداً للتحوّل إلى خلايا سرطانية. وهذا الفحص بسيط وسريع وآمن، يمكن أن تقوم به الطبيبة أو الممرّضة المتمرّسة. ويتمّ عبر إدخال منظار طبّي في المهبل، وهو قطعة صغيرة من الفولاذ تعمل على فتح المهبل كي ترى الطبيبة عنق الرحم وتتأكّد من عدم ظهور أية علامة تدلّ على وجود التهاب أو نتوءات أو ثؤلول في المهبل أو في عنق الرحم، علماً أن هذه النتوءات تزيد من فرصة الإصابة بسرطان عنق الرحم وتجدر إزالتها بعمليات جراحية صغرى. بعدها، تأخذ الطبيبة عيّنةً من الخلايا التي تقشرها برفق من منطقة الجلد المحيط بعنق الرحم، وترفعها بواسطة آلة معقّمة خاصة وترتّبها على شكل شريحة وترسلها إلى المختبر.ولا يتطلّب هذا الفحص عادةً أي استعمال لمخدّر عام أو موضعي، وهو غير مؤلم، ولكن قد تشعر المرأة بشيء من عدم الراحة أو بعض الألم الخفيف، خصوصاً إذا كانت متخوّفة أو تعاني من الشدّ العصبي.
نتيجة الفحص:لا يعمل هذا الفحص على تشخيص السرطان، وإنما يهدف إلى معرفة الحالة الصحيّة لخلايا عنق الرحم، وإن كان ثمة احتمال لتحوّلها إلى خلايا سرطانية في المستقبل القريب. ويؤكّد علماء بحوث السرطان في بريطانيا أن حوالي 4500 امرأة تنجو من الموت باعتماد هذا الفحص الذي يمكن أن يمنع هذا السرطان بنسبة تصل إلى 75 %! وعندما تخرج المرأة من عيادة الفحص، ترسل الطبيبة شريحة الخلايا، مرفقة بكل المعلومات المطلوبة عن المرأة. وبعد 3 إلى 6 أسابيع، تظهر النتيجة التي يمكن أن تحمل نوعين من الأخبار:
الأخبار السارّة : تصل دقّة النتائج في هذا الفحص إلى ما بين 70 إلى 90%، وعادة ما تكون مطمئنة بنسبة تصل إلى 90 %، وفي هذه الحالة يُدوّن في التقرير أن النتائج سلبية وأن الخلايا طبيعية. ولكن، من المحتمل أن يطلب المختبر إعادة الفحص، وهذا ليس بأمر يدعو إلى القلق، ولكن لأن الفحص لم يكن مقنعاً بسبب قلّة عدد الخلايا المأخوذة من عنق الرحم وعدم كفايتها لإجراء الفحص أو لأن الخلايا أو الشريحة مغطّاة بالدم أو أن الشريحة قد تلفت أو بسبب وجود التهابات في المنطقة غيّرت من شكل الخلايا. ويجدر بالمرأة، في هذه الحالة، أن تتناول المضادات الحيوية قبل أن تعيد الفحص.
الأخبار غير السارّة :في حالات قليلة، تأتي النتائج غير مريحة، وتظهر فيها خلايا متغيّرة تختلف عن مثيلاتها. وإذا كانت التغييرات طفيفة، فإن الطبيبة تطلب منك إعادة الفحص. أمّا إذا ظهر ما يستدعي العلاج السريع، فإن الطبيبة توصي بإرسال المريضة حالاً إلى قسم ناظور المهبل من أجل دراسة الحالة بشكل أكثر دقّة. وعموماً، فإن امرأة واحدة من بين عشرين امرأة تواجه هذه المشكلة، وامرأة واحدة من بين كل عشرين امرأة تعيد الفحص ربما بسبب وجود بعض الالتهابات التي يجب معالجتها.
أفضل المواقيت:يمكن القيام بهذا الفحص في أي وقت يسبق أو يلي الدورة الشهرية، خصوصاً بعد 10 إلى 20 يوماً من بداية آخر دورة شهرية، كما أن هذا الفحص لا يصلح للحوامل أو بعد الولادة مباشرة، ومن الأفضل أن تنتظر المرأة ستة أسابيع وتعطي فرصة للخلايا كي تستقرّ وتبني نفسها قبل إجراء فحص مسحة عنق الرحم.
للوقاية:
رغم عدم وجود تدابير ناجحة مائة بالمائة لتفادي الإصابة بسرطان عنق الرحم،
إلا أن الخطوات التالية يمكن أن تقلّل من مخاطر الإصابة، وتشمل:
- المداومة المنتظمة على فحص مسحة عنق الرحم Smear Test.
- الاستمرار بالخضوع لهذا الفحص حتى تبلغ المرأة الخامسة والستين من عمرها، مع استشارة الطبيبة في هذا الشأن.
- استخدام بعض الموانع أثناء العلاقة الزوجية.
- التوقّف عن التدخين، وهذا الأمر يشمل الزوج أيضاً
عافانا الله واياكم من كل سوء