. ’, .
لا يختلف مذاق التوت البري (الأحمر) عن المذاق اللاذع لليمون الأخضر الحامض. لكن الهنود الحمر سكان أميركا الأصليين استخدموا حموضته لمكافحة العدوى، واعتقد المستوطنون الأوروبيون الأوائل أن مركبا بقشرته الحمراء يكافح داء الإسقربوط الناتج عن فيتامين (ج).
ويدرس العلماء حاليا عشرات المركبات الموجودة بهذا النبات تعزز الصحة، فحسب الباحثة دايان ماكاي بجامعة تفتس في الولايات المتحدة، يحتوي التوت البري "مركبات تساعد على منع البكتيريا مثل "إي كولاي" E.coli والمكورات العنقودية من الالتصاق بخلايانا". أي أن هناك بعض الحقيقة في قصة قديمة تقول إن شرب عصير التوت البري يساعد في منع التهابات مجرى البول.
وقد استخدم الكيميائيون اليوم في المختبرات تحليل السوائل اللوني وقياس الطيف الكتلي لكشف ما بداخل التوت البري. ووجدوا مركبات لم يعرفها العلماء قبل عقدين.
وساعدت المختبرات في تطوير أسلوب شامل لكشف وقياس آلاف المركبات نباتية الأصل بالفاكهة والخضار.
ويعد إيجاد وسائل لكشف وقياس هذه المركبات هاما، نظرا لأن الأشخاص الذين يكثرون أكل الخضراوات والفاكهة أفضل صحة، لكن ليس واضحا كيفية عمل هذه المركبات وأيها أكثر فائدة.
ويدرك جيم هارنلي، قائد فريق الباحثين، من تجاربه السابقة، أن التوت البري وأنواع التوت غنية بمضادات الأكسدة "البوليفينولات".
والمعلوم أن الأوكسجين -وهو مادة الحياة- يفتت الأنسجة الحيوية، بعملية الشيخوخة، لذلك فمضادات الأكسدة هي المركبات التي تمنع أو تبطئ أكسدة الجسم، ولهذا فإنها أيضا مضادات للشيخوخة.
أثبت العلماء أن لـ"بوليفينولات" التوت البري تأثيرا مضادا للأكسدة في أنابيب الاختبار. لكنهم لم يتمكنوا من تحديد مقادير هذه المضادات للأكسدة العاملة بالجسم.