|
اللوحة التي حيرت الجميع... |
|
ويعتقد على نطاق واسع أن اللوحة التي تحمل اسم "الجيوكندا" هي لزوجة حاكم البندقية فرانسيسكو ديل جيوكوندو، والجيوكندا باللغة الإيطالية تعني المرأة الرائعة واللطيفة. ففي بحث فريد من نوعه، خرج عدد من علماء الكمبيوتر برأي يقول إن صاحبة اللوحة الأكثر شهرة في العالم لم تكن سعيدة تماماً عندما جلست أمام العبقري ليوناردو دافينتشي ليرسمها، وهناك من يقول إن ابتسامتها غير المكتملة فيها الكثير من التكلف، بل إنها ربما كانت تريد التعبير عن الملل والضيق من الوقت الطويل الذي كانت تضطر فيه إلى الجلوس أمام الرسام كما يقول البروفيسور الأميركي فرانك فهرنباخ أستاذ تاريخ فنون عصر النهضة الأوروبية في جامعة هارفارد.
ويقول خبراء كمبيوتر من جامعة أمستردام في هولندا إنهم استخدموا برنامجاً مطوراً لقراءة تعبيرات الوجه لتحليل وجه الموناليزا فكانت النتيجة أن صاحبة الابتسامة المحيرة كانت سعيدة بنسبة 83%، ومشمئزة وتشعر بالقرف بنسبة 9%، وخائفة 6%، وغاضبة ومتضايقة، 2% والغريب جداً أن تحليل الوجه بالكمبيوتر أظهر أن صاحبة الصورة كانت طبيعية بنسبة تقل عن واحد في المائة فقط، وأنها لم تكن مندهشة أو مستغربة لما يحدث لها أو أمامها أثناء عملية الرسم.
وعلى الرغم من أن خبراء الكمبيوتر الذين قاموا بهذه الدراسة أكدوا أن عملهم كان مجرد تطبيق للتكنولوجيا الحديثة لكنه مع ذلك يظل ناقصاً لأن العمل المتكامل يجب أن يقارن بين تحليل صورة الوجه عندما يكون صاحبه في حالة طبيعية تماماً وصورته عندما لا يكون كذلك، وبالتالي فتحليل اللوحة الشهيرة بمفردها لا يعطي النتيجة العلمية الدقيقة، لكنه ربما يفتح الطريق لإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث.
لكن ما سر شهرة الموناليزا؟ هل هي حقاً أفضل عمل فني أبدعه رسام؟
لا أحد يستطيع التشكيك في روعة اللوحة من الناحية الفنية، لكن بعض الخبراء يقولون إن عدة مصادفات تاريخية لعبت دوراً رئيسياً في التقييم العالمي لهذه اللوحة ، كذلك فإن موجة الرومانسية التي ميزت أعمال عشرات الفنانين والروائيين الأوروبيين في القرن التاسع عشر جعلتهم يستخدمون هذه اللوحة بالذات لتجسيد خيالاتهم وللتعبير عما يجيش في نفوسهم من أحاسيس ومشاعر.
ويضيف هؤلاء أن اللوحة كانت تعرض بصورة عادية جداً في المتحف الباريسي، وفي العام 1911 تعرضت للسرقة حيث انشغل العالم في متابعة أخبارها، وكأن الناس لم يعد لديهم أي مشكلة أخرى ينشغلون بها، وعندما استعيدت في العام 1913 وسط ضجة إعلامية كبيرة، تم تسليط أضواء الشهرة عليها ولاتزال هذه الشهرة تكبر مثل كرة الثلج. والغريب أن هناك الكثير من النظريات حول "سرقة" اللوحة، وحول هوية الفاعل، وهناك من يقول إن العملية كلها مفبركة من الأساس بهدف إضفاء هالة من السحر والغموض والأهمية على الموناليزا، ويشير أصحاب هذا الرأي إلى حقيقة أن عدد زوار المتحف الباريسي لمشاهدة هذه اللوحة يزيد على عدد زوار أي متحف آخر في العالم.
|