خطوات الإسعاف السليم لصعق الكهرباء
قد يكون بالغ التأثير في الجسم بدون آثار بادية على الجلد.. وضرورة حماية المُصاب والمسعف معاً
يحصل التعرض للإصابة بحوادث الصعق الكهربائي حين ملامسة الجلد أو أحد أجزاء الجسم للتيار الكهربائي أو نتيجة الإصابة بصواعق البرق، الأمر الذي قد يؤثر على الجلد بدرجات متفاوتة وكذلك الأعضاء الداخلية في الجسم. وبلغة طبية مجردة وفق قوانين الطبيعة الحيوية للجسم والفيزيائية للكهرباء، فإن نجاة الإنسان عند التعرض إلى الصعق تعتمد على مقدار شدة التيار أو قيمة الجهد الكهربائي التي تعرض لها المُصاب، ومستوى حالته الصحية، ومكان الإصابة من جسمه، والسرعة والدقة في تقديم الإسعافات والعلاج له.
* لماذا تُؤذينا الكهرباء؟
سبب تأثرنا بالتيار الكهربائي، أياً كان مصدره، نابع من حقيقة مهمة وهي أن جسم الإنسان مُوصل جيد جداً للكهرباء، وأن كثيراً من آليات عمل الجسم عبارة عن تيارات كهربائية سارية كما في القلب أو الدماغ أو العضلات، حتى في الحيوانات المنوية. ولذا فمجرد سريان تيار كهربائي خارجي قد يكون مميتاً أحياناً بالرغم من قلة الآثار على الجلد، لأن التلف والضرر آنذاك يكون بليغاً فيما تحته من أعضاء الجسم كالقلب والدماغ والعضلات. وبشكل عام، فإن التيار الكهربائي قد يُؤذي الجسم عبر ثلاث آليات:
ـ سكتة القلب وتوقفه عن العمل نتيجة سريان تيار كهربائي يُشل عضلة القلب عن الحركة ويقضي على مصدر كهرباء عملها الطبيعي.
ـ تلف العضلات والأعصاب والأنسجة الداخلية نتيجة مرور التيار الكهربائي ذي الخصائص المدمرة لبنية الأنسجة وعملها.
ـ الحروق الحرارية نتيجة ملامسة مصادر التيار الكهربائي.
* الأعراض تتنوع الأعراض التي تنجم عن الصعق الكهربائي لدى المصابين،
لتشمل حروق الجلد والشعور بالوخز فيه، والشد العضلي في أماكن شتى مع ألم فيها وهو ما يحول أحياناً دون إفلات المُصاب من التصاق التيار به واستمرار تعرضه له، وحتى حصول تفتت وكسور في العظم. إضافة إلى ظهور نوع من الإحساس بالضعف العام والصداع، وربما نوبات من التشنج مع تدهور في السمع، إلى درجة فقدان الوعي. كما أن البعض قد يُعاني من اضطرابات في نبض القلب أو حتى من السكتة القلبية المميتة. ومن كل هذا فإن تداعيات الصعق الكهربائي تتنوع وقد تكون بليغة التأثير على الحياة والأهم أنها ربما تحصل بسرعة فائقة.
* الأسباب والوقاية يحصل التعرض لحوادث الصعق الكهربائي بكل تداعياته نتيجة لأحد العوامل التالية:
ـ ملامسة أجزاء مكشوفة من الجسم عن طريق الخطأ لمصدر التيار الكهربائي أو أسلاكه العارية.
ـ الأطفال حينما يلوكون الأسلاك الكهربائية أو يعضونها، أو يضعون عن طريق العبث قطعاً معدنية في لوح مخرج التيار الكهربائي من الجدران.
ـ التعرض للصواعق البرقية.
ـ حوادث الآلات الكهربائية في المصانع أو المنازل.
ولهذه الأسباب وغيرها فإن الوقاية منها تشمل جملة من الأمور أهمها:
ـ وضع موانع من تعرض الأطفال للعبث بالكهرباء، مثل غطاء على مصادر التيار الكهربائي في الجدران وغيرها.
ـ إبعاد الأسلاك الكهربائية عن الأطفال خاصة عند تنظيف المنزل أو عن توصيلات الإضاءة المنزلية.
ـ الحرص على إفهام وتعليم الأطفال مخاطر الكهرباء ومصادر الخطر عليهم منها.
ـ اتباع إرشادات السلامة في المنازل أو المصانع أو المكاتب أو غيرها من الأماكن.
- تجنب استخدام الأجهزة الكهربائية في الأماكن القريبة من الماء كدورات المياه أو غيرها أو أثناء المطر، وتجنب استخدام أو ملامسة ما يجذب الصواعق البرقية من أجهزة الراديو أو الهاتف الجوال وغيرها.
* بعض خطوات الإسعافات الأولية للصعق الكهربائي
* لو أمكنك، حاول إقفال مصدر التيار الكهربائي، كإخراج القابس أو أداة التوصيل الكهربائي للسلك من صندوق توزيع الكهرباء، أو إيقاف تشغيل الجهاز الكهربائي نفسه كالمنشار أو المكيف الكهربائي أو غيره.
* الإسراع بطلب معونة فريق الإسعاف.
* لو لم يكن من المُمكن إيقاف مصدر الكهرباء، فحاول استخدام أحد الأشياء الجافة وغير المُوصلة للتيار الكهربائي في إبعاد المُصاب عن مصدر التيار، مثل العصا الخشبية أو الكرسي أو قطع الأثاث الأخرى. وتجنب الاقتراب من المصاب إلى بضعة أمتار، حينما يكون بالقرب من مصدر حي للكهرباء.
*بمجرد أن يُصبح المصاب في مأمن التيار الكهربائي، افحص سلامة مجرى التنفس أي الفم أو الأنف والحلق من أي إعاقة أو سدد يمنعه من التنفس، وتأكد من جريان عملية التنفس عبر الإحساس بخروج هواء من الأنف أو الفم وبحركة الصدر، إضافة إلى التأكد من نبض قلبه عبر شرايين الرقبة أو حتى المعصم. ولو كان هناك أي توقف في القلب أو التنفس، ابدأ في خطوات الإنعاش القلبي الرئوي.
* لو كانت لديه حروق جلدية، حاول، إن أمكن ذلك بسهولة، أن تنزع أي ملابس تغطيها، واسقها بماء بارد جار حتى يخف الألم فيها.
* لو بدت عليه علامات الصدمة من إغماء أو شحوب لون الجلد عن اللون الطبيعي، حاول وضعته على الأرض مع إبقاء الرأس في مستوى أقل من بقية الجسم مع رفع الساقين والفخذين إلى أعلى شيئاً يسيراً، كي يتم تزويد الدماغ بالدم، مع تغطيه بأردية جافة كالبطانية أو غيرها.
* البقاء مع المصاب حتى قدوم فريق الإسعاف، مع ملاحظة وجود أي إصابات مصاحبة من كسور أو جروح والاهتمام بها ما أمكن ذلك.
وهناك بعض الأمور يجب تجنبها أثناء إسعاف المُصاب، وهي:
ـ تجنب لمس المُصاب طالما كان قريباً أو ملامساً لمصدر الكهرباء إلا بعد استخدام عازل كقفاز من القماش السميك أو الجلد.
ـ تجنب نزع الجلد المتهتك على الحرق أو تمزيق الأكياس المائية على سطحه.
ـ تجنب وضع ثلج أو زبدة أو مرهم أو أدوية أو أغطية قطنية على الحروق، ما عدا الماء الجاري والبارد لتخفيف الألم.
ـ تجنب التحريك العشوائي لجسم أي مُصاب ما أمكن ذلك.
م-ن