التهاب الكبد C
تحوي حمة التهاب الكبد C الرنا وهي تنتمي لمجموعة Flavivirur التي لا يمكن استنباتها حتى الوقت الحالي رغم أنها قادرة على إحداث الخمج عند الرئيسيات Primates (انظر الشكل 22).
الشكل 22 (اضغط على الشكل للتكبير): رسم توضيحي لحمة التهاب الكبد C:
مناطق تشفير الرنا (C: بروتين لبي، E: بروتينات المحفظة، NS: البروتينات اللابنيوية).
يبدو أن الإنسان هو المصدر الوحيد للإصابة، وإن انتقالها عبر الدم ومشتقاته هي الطريقة الأشهر للعدوى. تسبب هذه الحمة ما يزيد عن 90% من حالات التهاب الكبد التالي لنقل الدم وذلك كان قبل استحداث التحاليل المخبرية المصلية القادرة على كشف إصابة المتبرع، كذلك فإنها مسؤولة عن نسبة كبيرة من التهاب الكبد المزمن عند مرضى الناعور.
إن سبر دماء المتبرعين ومعالجة ركازات عوامل التخثر بالحرارة، إن كلا هذين الإجرائين سيمنعان الإصابة في المستقبل. لاتزال خطورة إصابة المدمنين على الأدوية الخلالية بهذه الحمة مرتفعة. تحدث إصابات فرادية بهذه الحمة دون القدرة على معرفة طريقة العدوى. قد يحدث انتشار جنسي أو عمودي لهذه الحمة ولكنهما أقل مما يحدثان في حالة الحمة B.
تحدث الإصابة المزمنة عند حوالي 70-80% من المرضى وهي تستمر مدى الحياة عادة. لا يعاني معظم المرضى من داء حاد. يعاني المرضى المزمنون من التعب الخفيف أحياناً ولكنهم في الغالب يبقون لاأعراضيين.
تشمل المظاهر خارج الكبدية كلاً من وجود الغلوبولينات القرية في الدم والتهاب الأوعية والتهاب المفاصل والتهاب الكبب والكلية. في حال عدم تطبيق العلاج للمريض المصاب بهذه الحمة يجب اتخاذ جميع الإجراءات للحد من انتقال المرض للأشخاص الآخرين وذلك طوال حياته.
1. الاستقصاءات:
تحوي حمة التهاب الكبد C العديد من المستضدات التي تؤدي لاصطناع أجسام ضدية متعددة عند الأشخاص المصابين بها، وتستخدم هذه الأضداد في وضع التشخيص. سابقاً كان التشخيص يعتمد على كشف ضد موجه لمستضد حموي وحيد (C100-3)، ولكن هذا الاختبار أعطى نتائج إيجابية زائفة، ولاسيما في حالات التهاب الكبد المناعي الذاتي المترافق مع فرط غلوبولين الدم، كذلك فإنه أعطى العديد من النتائج السلبية الزائفة.
يعتمد التشخيص المخبري حالياً على كشف أضداد موجهة لعدة مستضدات حموية. هذه الاختبارات تكشف عموماً الإصابة المزمنة لأن الأضداد المشخصة تظهر بشكل غير منتظم في الدم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من المرض.
يمكن لتفاعل سلسلة البوليميراز (PCR) أن يكشف HCV-RNA في الدم، وحالياً يزداد استخدامه لتأكيد التشخيص عندما تعطي اختبارات تحري الأضداد نتائج ملتبسة ولاختيار المرضى الذين يحتاجون للمعالجة ولمراقبة استجابتهم لها.
2. التدبير:
إن فعالية الإنترفيرون المستخدم لوحده محدودة، حيث يستجيب حوالي 50% من المرضى ولكن النكس شائع، وإن حوالي 10-20% فقط من المرضى يبدون استجابة طويلة المدى. تتألف المعالجة المنتخبة حالياً لالتهاب الكبد المزمن بالحمة C من الإنترفيرون المشرك مع محضر ريبافيرين.
إن هذا الأخير مماثل صنعي للنوكليوزيد يقلد الغوانوزين. إن تأثيره الجانبي الرئيسي السمي هو إحداثه لفقر دم انحلالي ولذلك يجب تجنبه عند المرضى المصابين بفقر دم مستبطن أو بمرض رئوي قلبي. كذلك فهو يسبب الإجهاض عند إعطائه للنساء أو لشركائهم الذكور، ولذلك يجب تطبيق طريقة فعالة لمنع الحمل عند استخدامه.
إن إشراك الإنترفيرون بجرعة 3 ملايين وحدة 3 مرات أسبوعياً مع ريبافيرين بجرعة 1000 أو 1200 ملغ يؤدي لاستجابة كبيرة (يزول HCV-RNA من الدم بعد 6 أشهر من إتمام العلاج) عند 40% من الحالات.
يحتاج المرضى الذين أصيبوا بالحمة C من النمط الجيني الأول للعلاج لمدة 12 شهراً. إن الـ Pegylated Interferons طويلة أمد التأثير تعطي أملاً واعداً في الدراسات الحديثة.
EBM
التهاب الكبد بالحمة C ــــ فعالية إشراك ريبافيرين مع إنترفيرون ألفا:
أظهرت تجارب عشوائية مضبوطة أن الاستجابة الجيدة بلغت 33% عند المرضى الذين عولجوا بمزيج من الريبافيرين والإنترفيرون ألفا مقارنة مع 6% عند الذين عولجوا بالإنترفيرون لوحده وذلك عند استمرار الشوط العلاجي لمدة 24 أسبوعاً. النتائج المقابلة خلال تطبيق العلاج لمدة 48 أسبوعاً هي 41% للمعالجة المزدوجة مقابل 16% للعلاج بالأنترفيرون ألفا لوحده. بالنسبة للمرضى الناكسين (الذين استجابوا للإنترفيرون لوحده ولكنهم نكسوا خلال 6 أشهر بعد العلاج الأولي) كانت معدلات الاستجابة 49% في حالة العلاج المزدوج مقابل 5% في حالة العلاج الأحادي (باستخدام الأنترفيرون لوحده) وذلك عند استمرار الشوط العلاجي لمدة 24 أسبوعاً.
3. الوقاية والإنذار:
حالياً لا يوجد وقاية فاعلة أو منفعلة ضد الإصابة بالحمة C. وإن حوالي 80% من المرضى يصابون بالتهاب كبد مزمن، والذي يبقى لا أعراضياً لعدة سنوات ولا يترافق مع ارتفاع باكر في نسبة المواتة، على كل حال يصاب البعض بالتشمع والبعض الآخر يصابون بكارسينوما الخلية الكبدية.
إن حوالي 20% من المصابين بالتهاب كبد مزمن بالحمة C سيصابون بالتشمع بعد 20 سنة، و 50% سيصابون به بعد 30 سنة، وترتفع هذه النسب عند المرضى الذين يسيئون تناول الكحول. وعندما يتطور التشمع نجد أن 2-5% من المرضى سنوياً سيصابون بكارسينوما الخلية الكبدية
التهاب الكبد D
إن حمة التهاب الكبد D هي حمة ناقصة الرنا لا تستطيع البقاء مستقلة حيث أنها تحتاج للحمة B للاستنساخ وتبدي نفس أنماط المصادر وطرق الانتشار الخاصة بالحمة B.
يمكن لها أن تصيب الأشخاص بشكلٍ متزامن مع الحمة B، أو أنها تتراكب على الحمة B عند الأِشخاص الذين يشكلون حملةً مزمنين لها (للحمة B).
غالباً ما يؤدي تزامن الإصابة بالحمة D و B إلى تطور التهاب كبد حاد يكون شديداً في معظم الأحيان ولكنه يميل للتراجع عند الشفاء من الإصابة بالحمة B. إن الإصابة بالحمة D عند الحاملين المزمنين للحمة B قد تؤدي لالتهاب كبد حاد مع شفاء عفوي، وأحياناً يحدث توقف متزامن في الإصابة المزمنة بالحمة B.
كذلك يمكن أن تحدث إصابة مزمنة بالحمة B والحمة D التي من الشائع أن تؤدي لالتهاب كبد مزمن مترقٍ بسرعة وللتشمع. حالياً سجلت حالات معزولة من الإصابة بالحمة D (أي بغياب الحمة B) تلت زرع الكبد. ولكن من غير المعروف كيف تستطيع الحمة D المحافظة على نفسها في هذه الحالات.
إن الحمة منتشرة في أرجاء العالم، وهي مستوطنة في بعض مناطق حوض البحر المتوسط وأفريقيا وأمريكا الجنوبية حيث تنتقل بشكل رئيسي بالتماس الصميمي الشخصي مع المصاب، وأحياناً تنتقل عمودياً من الأم الحامل والمصابة بهذه الحمة والحاملة أيضاً للحمة B إلى وليدها. في المناطق غير الموبوءة بهذه الحمة نجد أن إدمان المخدرات الخلالية هو السبيل الرئيسي لانتقالها.
1. الاستقصاءات:
تحوي الحمة D مستضداً وحيداً يشكل المريض ضداً موجهاً له (anti-HDV). يظهر المستضد دلتا في الدم بشكل عابر فقط، وفي الممارسة نجد أن التشخيص يعتمد على كشف anti-HDV.
إن الإصابة المتزامنة بالحمة B والحمة D المتبوعة بالشفاء الكامل تترافق عادةً مع ظهور تراكيز منخفضة من anti-HDV من النمط IgM خلال عدة أيام من بداية المرض. يختفي هذا الضد خلال شهرين عادةً، ولكنه قد يستمر عند البعض.
إن تراكب الإنتان بالحمة D على إصابة كبدية مزمنة بالحمة B يؤدي لإنتاج تراكيز مرتفعة من anti-HDV تكون في البداية من نمط IgM وفي المرحلة لاحقة تصبح من النمط IgG.
قد يتطور عند مثل هؤلاء المرضى خمج مزمن بكلا الحمتين وفي هذه الحالة تكون مستويات الهضبة لـ Anti-HDV مرتفعة.
2. الوقاية:
تتم الوقاية الفعالة من التهاب الكبد بالحمة D بالوقاية من التهاب الكبد بالحمة B.