دراسة تبين أن ثلثي الحالات يتم تشخيصها في مراحل متقدمة ارتفاع نسبة إصابة السعوديين بالسرطان!! للسرطان آثار نفسية كبيرة أظهرت آخر الاحصائيات الصادرة عن السجل الوطني للأورام في المملكة العربية السعودية ارتفاع حالات السرطان وتقدم سرطان القولون والمستقيم الى المرتبة الأولى من أنواع السرطان في الرجال، بينما سجل سرطان الثدي لدى السيدات في المملكة النسبة الاعلى حيث يقدر عددهن في السعودية بنحو 2741 حالة. وبالنظر إلى أرقام حالات السرطان التي سجلها السجل الوطني للأورام في الأعوام العشر الماضية نجد أن هذه الحالات في تزايد مستمر بحيث أنها أصبحت اليوم تشكل تقريباً ضعف ما كانت عليه قبل تسعة أعوام لدى السعوديين في المملكة العربية السعودية مقارنة بالاعوام السابقة حيث تمثل هذه الزيادة 70% خلال السنوات التسع الماضية. هذه الاحصائيات والارقام تجعلنا نسلط الضوء على هذا المرض واسباب انتشاره، فالسرطان هو ورم خبيث ينشأ عن نمو احدى خلايا الجسم نمواً غير عادي وهو خاضع لقوانين التغذية والنمو العادي في جسم الإنسان وليس لهذا النمو نهاية. وبشكل عام يطلق هذا المصطلح على عدد من الأمراض تزيد على 250 نوعاً نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: سرطان الثدي والبروستاتا والقولون والمستقيم والمثانة والمبيض والرحم والمعدة والكبد والقناة الهضمية والدم . إن السبب الحقيقي وراء السرطان لا يزال مدار بحث بين العلماء، لكنهم توصلوا إلى المسببات التي تؤدي إلى السرطان ومنها المواد الكيماوية المسرطنة وبعض الأمراض الفيروسية مثل التهاب الكبد الفيروسي وأخيراً الإشعاع الذري والنووي والتدخين. إن أي إنسان معرض للإصابة بالسرطان، بمعنى أنه لا يوجد إنسان لديه مناعة ضد الاصابة عوضاً عن أنه ليس هناك لقاحات واقية من المرض. وتشير الإحصائيات إلى أنه يتم اكتشاف ما يقارب 2 مليون حالة جديدة مصابة بالسرطان سنوياً في العالم. وبعد الدراسة والبحث، تبين أن ثلثي الإصابات في المملكة يتم تشخيصها في مراحل متقدمة، بينما يتم تشخيص الحالات المتبقية في مراحل مبكرة. وتعود اسباب ذلك الى عدم استجابة الكثير من المرضى لاجراء الفحوصات اللازمة وعدم مصارحة الاطباء للكشف عن المرض وخصوصاً السيدات منهم مما يؤدي الى انتشار هذا المرض بشكل اكبر. بالاضافة الى التغيرات الجينية وتلوث البيئة هي أيضاً من العوامل التي ساعدت في انتشار المرض في السعودية. ومن جهتها أكدت الدكتورة ام الخير عبدالله ابو الخير، استشارية الاورام في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض، أنه حسب تقارير منظمة الصحة العالمية فان حالات سرطان الثدي في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا في تزايد مستمر. واعتبرت ان سرطان الثدي هو اكثر انواع السرطانات التي تصيب السيدات حيث يتراوح متوسط عمر الاصابة بين 45 و50 سنة في السعودية كما اكدت ان نسبة استئصال الثدي في الدول العربية عالية نسبياً بالاضافة الى زيادة نسب الوفيات بسبب هذا المرض. سرطان القولون وقد أوضحت الدكتورة ام الخير انه لا توجد أسباب واضحة تبين لنا الاسباب التي تؤدي الى الاصابة بسرطان الثدي الا ان تأخير سن الزواج وعدم الرضاعة الطبيعية تعد من عوامل الخطورة لسرطان الثدي بالاضافة الى تاريخ الوراثة العائلي والجينات. وفي ختام هذا اللقاء توجهت الدكتورة بالدعوة الى الفحص الدوري للسيدات مما يساعد في الكشف المبكر للمرض ومن ثم تحقيق العلاج والشفاء منه تماماً بإذن الله. وفي هذا الاطار أشارت الدكتورة ام الخير أنه يتم سنويا إجراء تشخيص مبكر ل 800 ألف إصابة بسرطان الثدي لدى النساء في مختلف أنحاء العالم، وأن ثلاثة أرباع هذا العدد مؤهل لتلقي العلاج والشفاء التام. ويؤكد الدكتور باتريك تشوفسكي الاستشاري في مجال علاج السرطان في كل من بلجيكا هولندا ولوكسمبورغ على هامش فعاليات منتدى الأورام لدول إفريقيا والشرق الأوسط في دبي وشهد هذا المنتدى حضور أكثر من خمسين دولة من هذه المنطقة، وتمت فيه مناقشة أحدث البحوث في هذا المجال، وأبرز الأدوية التي توصل لها علم الأورام والتطور في علاج سرطان الكليه المنتشر وقد ضم العديد من الانشطة.. يؤكد ان الوفيات الناجمة عن السرطان تأتي على قمة اسباب الوفيات في العالم وأضاف الدكتور باتريك ان خطورة الخلايا السرطانية وشراستها تكمن في عدم اعتمادها على التغذية العادية بل تخلق ظروف تغذيتها بتكوين أوعية دموية خاصة بها. وهناك عوامل خارجية وداخلية تؤدي الى تكاثر الخلايا السرطانية والتي لا يمكن كشفها بالفحص العادي او الاشعة المقطعية. وقد تطول فترة تكاثر هذه الخلايا الى عشرين عاماً الا اننا يمكننا التنبه الى عوامل الخطورة التي تساعد على اجتناب هذا المرض. سرطان الثدي