قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واجب العزاء في شهيد الوطن حسن بن مسفر القحطاني الذي وافاه الأجل مغدورا برصاصات إرهابية لدى اتجاهه لعمله في قنصلية المملكة في كراتشي في باكستان صباح أمس الأول. واتصل الملك هاتفيا بوالد حسن ظهر أمس، وأعرب له عن حزنه لفراقه، معتبرا إياه أحد أبنائه، متمنيا نقل تعازيه لكافة أفراد الأسرة. وكان العشرات قد شيعوا جثمان حسن القحطاني بعد صلاة ظهر أمس في جامع الملك خالد في أم الحمام في الرياض، تقدمهم سفير المملكة في باكستان عبدالعزيز الغدير، وقد ووري جثمانه الثرى في مقبرة الجامع واتجه الجميع بعد ذلك مباشرة للقصر الذهبي في حي البديعة جنوب الرياض مقر العزاء الذي توافد عليه جمع غفير من المعزين توافدوا من مناطق عدة للوقوف مع أسرة الشهيد وتقديم التعازي والمواساة لهم.
وبين المتواجدين وقف مسفر القحطاني والد الشهيد لتلقي العزاء، ورغم حزنه العميق على فراق ابنه حسن، إلا أنه بدا متماسكا، وقال لـ«عكاظ»: «أحمد الله تعالى على كل حال، وأعتبر ابني شهيدا للواجب الوطني» مؤكدا أنه لن يبرح ذاكرته ولن يفارقه أبدا وسيظل متواجدا بين أهله دائما رغم الفراق، مقدما التعازي لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني لأن حسن ابنهم أيضا وسيظل هو بنفسه في خدمة ولي الأمر دائما.
وأشار القحطاني إلى أنه تلقى اتصالا هاتفيا للتعزية من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وقال «هاتفني صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في التاسعة من صباح أمس الأول بعد الحادث مباشرة وعزاني وأبلغني بتجهيز طائرة خاصة أقلته لباكستان أحضرت في وقت مبكر من فجر أمس جثمان الشهيد، فيما حضر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لمنزلي وقدم واجب العزاء، مبلغا عائلته بوقوفه لجانبهم وترقية ابنهم استثنائيا لرتبة رقيب أول في عمله في قوات الأمن الخاصة، كما حضر أيضا الأمير خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجية في ساعة متأخرة البارحة الأولى وقدم واجب العزاء . من جهته قال شقيق الفقيد جار الله مسفر القحطاني الذي أصيب في وقت سابق في ظهره فداء للوطن لدى عمله في الذود عن حدود الوطن الجنوبية في الحرب الأخيرة مع الحوثيين «إن مصابنا جلل بفراق حسن، وأمه حزينة عليه لأنه هو وحيدها مؤكدا أن آخر عهد له بهم كان في شهر صفر الماضي عندما قدم من باكستان لأداء اختباراته الجامعية بصفته طالبا منتسبا في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، أما بعد ذلك فقد اتصلوا به للاطمئنان عليه بعد إلقاء قنابل يدوية على مبنى القنصلية قبل أسبوع ثم اتصل هو بهم ليلة الأحد بعد انتهاء عشاء العقيقة لابنته المولودة قبل أسبوعين.
من جهته أكد الشيخ حامد القحطاني أنه وبالنيابة عن قبيلته آل زهرة، أن حسن لم يعد ابنهم وحدهم وإنما ابن الوطن بأكمله، مبديا فخره بوقوف القيادة حفظها الله مع الأسرة في هذا الحدث الأليم، مطالبا السلطات الباكستانية التعاون مع نظيرتها السعودية للوصول للجناة بأسرع وقت. وكان حسن البالغ من العمر 38 عاما على وشك الانتهاء من مهمة عمله في قنصلية المملكة في كراتشي إذ كان مقررا عودته في الأول من رجب المقبل لينهي رحلته في عمله في سفارات المملكة في اليونان وروسيا وباكستان، قبل أن يختار له الأجل أن يموت شهيدا قبل قدومه للوطن بأيام.