شتان بينهما، أم تعذب طفلها حتى الموت، وأخرى تعثر على طفل فى مقلب زبالة فتدعو الله أن يعينها على تربيته، بما يعكس الاختلاف الذى ركبه الله فى طبيعة الإنسان، وجعل منه شيطانا وملاكا تتنازعهما روح واحدة وجسد واحد فى آن. فى الوقت الذى ستفقد فيه أم أى صلة لها بالأمومة أو حتى أبسط ما توجبه عليه إنسانيتها، فتعذب نجلها البالغ من العمر 3 سنوات حتى الموت، نجد على الجانب الآخر امرأة من شبرا الخيمة تصر على اصطحاب طفل رضيع عثرت عليه فى الزبالة وتضمه إلى أبنائها الأربعة. الواقعة الأولى بدأت عندما أزهقت والدة الطفل هانى.م، 3 سنوات، روحه تعذيبا، ثم نقلته إلى مستشفى قصر العينى بدعوى سقوطه من شرفة منزله، وبتوقيع الكشف الطبى عليه تبين وجود إصابات بالغة وآثار تعذيب فى أنحاء متفرقة من جسد الطفل، الأمر الذى دعا الأطباء إلى الشك فى رواية الأم، وتأكدت شكوك الأطباء عندما أخبرهم الطفل قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بأن أمه هى من فعلت به هذا، وعلى الفور تقدم أطباء المستشفى ببلاغ إلى الهيئة العامة للأمومة والطفولة والتى تقدمت بدورها ببلاغ إلى نيابة التبين، حيث انتقل أحمد شعير وكيل النيابة إلى المستشفى، وبالاستماع إلى أقوال الأم تخلت عن رواية سقوطه من شرفة المنزل، إلا أنها ادعت أن منزلها مسكون بالجان، وأنهم قاموا بتعذيب الطفل، فأمرت النيابة بإخلاء سبيل الأم لحين الاستدلال وورود تحريات المباحث حول الواقعة ومعاينة النيابة للمنزل. وفى شبرا الخيمة وعلى الرغم من حياتها الصعبة قامت ربة منزل بتبنى طفل رفضت أمه أن تعتنى به وألقت به فى مقلب زبالة بدائرة قسم ثانى شبرا الخيمة. انتصار عبد السميع، 37 سنة، الأم البديلة قالت إنها تعمل فى أحد المصانع فى شبرا الخيمة، ولديها 4 أولاد أصغرهم يبلغ من العمر 14 عاما، ليس لهم عائل سواها، وعندما كنت متجهة إلى العمل صباح أمس سمعت صوت طفل يصرخ فى مقلب زبالة، وعندما ذهبت لاستطلاع الأمر وجدت طفلا صغيرا حديث الولادة بداخل كيس بلاستيك ومن دون ملابس، فحملته إلى المستشفى، وهناك قام الطبيب بقطع الحبل السرى للطفل وجلست بجواره حتى استقرت حالته، ثم توجهت بعدها إلى قسم ثانى شبرا الخيمة، من أجل تحرير محضر، قبل أن تطلب من أحمد عمران وكيل نيابة قسم ثانى شبرا الخيمة الموافقة على إعطائها الطفل لكى تضمه إلى أبنائها الأربعة، وعليه وافق رامى رمضان مدير نيابة قسم ثانى شبرا الخيمة، على أن يعطيها الطفل وبعد أن تعهدت المرأة بتربيته وتحمل مسؤوليته