كان هنا بالأمس .. كان يملأ الأركان بشموخه و هيبته .. كانت ضحكاته تزلزل كل الزوايا .. كان هنا بالأمس يجلس معي و يرشف فنجان قهوته .. إبتسامته تشع نوراً و صفاء .. وحديثه يزهو بالفرح .. كنت أراقبه و أجلس بجواره ..و أحب التحدث إليه .. أشاكسه و يشاكسني ..و أمازحه و يمازحني .. كم أحب ذلك ..و مازلت أحبه .. كم أنا اليوم أحتاج لحضنه .. ولكن أين هو الأن ..؟؟ إختار الرحيل .. و ذهب .. و تركني لي منه ذكريات .. و أهات أعجز عن عدها .. أناديه .. ولا يستمع إلي .. ليتك تعود .. لست وحدي من يناديه ..!! كل تلك الأماكن و الزوايا التي كان يجلس بها تبكي على ذكراه .. وذلك الفنجان الذي كان يشرب منه قهوته يشتاق لرشفة شفتيه .. ليته يسمع ندائي .. ليته يسمع إشتياقي .. لكن ..!! لم ستعود إلينا .. أنستحق أن تترك الخلد .. لتعود للشقاء و العناء ..!! لتعود للألام و الأوجاع ..!! هل ستجد الهناء بيننا بعد الرحيل ..؟؟ لا .. لا هناء بيننا في دار الفناء و الألتياع .. ولن تجد هنا سوى .. نحن .. و الشقاء و العناء ..ومن ثم الفناء .. سأنتظر يوم اللقاء .. ولقاء رب السماء .. وسيبقى شوقي للقياك يفطر قلبي ألماً و حزناً على فرقاك .. وإن ذرفت عليك الدمع عمري .. لن يوفي شوقي للقياك .. فآآآآآآآآآآآآآه على غربتي و حزني على فرقاك .. ولا أملك إلا الدعاء .. " أسأل الله أن يجعل جنة الفردوس مقامك و مثواك " اللهم أغفر له و أرحمه و أعفوا عنه و أكرم منزله .. ووسع مدخله لجنان الخلد .. و أغسله بالماء و الثلج و البرد ونقه من ذنوبه و خطاياه .. و آجمعني به في جنة الفردوس الأعلى .. آمين