على الرغم من استقرار أوضاع معظم القطاعات المختلفة بعد تعرضها للإضطراب فى الفترة الأخيرة نتيجة الغياب الأمني فى البلا ، إلا أن قطاع الملابس الجاهزة مازال يعاني، منذ أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير مرورًا بأحداث التحرير الأخيرة، على حد قول المتخصصين، الذين أكدوا تأزم وضع قطاع الملابس الجاهزة. وأعرب خبراء وعاملون في قطاع الملابس عن أملهم فى تغير الأوضاع وعودة الرواج لسوق الملابس الجاهزة بعد انتهاء الإنتخابات البرلمانية واستقرار الأوضاع السياسية والأمنية فى البلاد. أكد محمود الدعور، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالقاهرة، أنه بعودة الأمن للشارع المصري يعود الاقتصاد، ويحدث رواجا فى حركة البيع والشراء بشكل عام، مضيفا "منذ الإنفلات الأمني عقب أحداث ثورة 25 يناير ووضع سوق الملابس متدهور للغاية، فالمواسم يتم ضربها، نتيجة الاحتجاجات المستمرة والوضع الإقتصادي السيء، وخوف الناس من أعمال البلطجة، بالإضافة إلى خوف الناس على الجنيه الذي تملتلكه لإنها لا تعرف كيف ستكون الأوضاع مستقبلا " ، متابعا "ومنذ بداية العام وكمية الخسائر فى هذا القطاع كبيرة جدا، لكن لا نستطيع الآن معرفة القيمة بالضبط ، إضافة إلى أن المصانع خفضت إنتاجها بما يقرب من 40% نتيجة لحالة الركود التى تسيطر على ذلك القطاع". وأشار "الدعور" أن الفترة القادمة ستشهد عمل أوكازيون لتحريك سكون قطاع الملابس ، مؤكدا أن ذلك الوضع لن يستمر طويلا، وسيحدث تحسن ورواج فى حركة البيع والشراء فى قطاع الملابس بعد الانتخابات البرلمانية واستقرار الأوضاع السياسية والأمنية فى البلاد. ومن جانبه، قال لويس عطية،رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إن العمل فى قطاع الملابس شهد انخفاضًا وصل إلى 60%، موضحا "وذلك بسبب الحالة الإقتصادية فى البلاد وبدء دخول المدارس ، بالإضافة إلى الإحتجاجات الكثيرة وغياب الأمن عن الشارع وهو ما يعطل العمل " ، مشيرا إلى أن محلات الملابس تقوم بعمل خصومات بشكل تلقائي محاولة منها لجذب المستهلك والخروج من حالة الركود، قائلا "لو دخلت أي محل اليوم وطلبت منه تخفيضًا، هيعمل خصم يوصل لـ 10 أو 20 أو 30%، من أجل جذب الزبون"، مؤكدا خسائر الموسم الماضي وصلت إلى 40 %، مضيفًا "الإنتاج المحلي إنخفض بنسبة 50 %، كما أن الاستيراد إنخفض بنسبة 60% " . وأشار "عطية" إلى أن المرحلة القادمة تتسم بالضبابية، مضيفا "البعض يعتقد أن الوضع سيتحسن بعد الإنتخابات ، لكنني لا أجد أي مؤشرات لذلك، وأعتقد أن الفترة القادمة غير واضحة المعالم، فمن الممكن أن تكون جيدة ومن الممكن أن تكون سيئة للغاية سواء سياسيا أو اقتصاديا". وأكد أيمن صالح، صاحب محل ملابس بوسط البلد، أن الوضع الحالي سيء، متابعا " أحيانا بيفوت إسبوع دون بيع أي قطعة من الملابس، وفى أيام الاحتجاجات والضرب بأغلق المحل، وهذا حدث كثيرا منذ يناير الماضي، وبالتالي تعرضت لخسائر كبيرة جدا". وأضاف "صالح" : "أعتقد بعد إنتهاء الإنتخابات، ووجود مؤسسات فى البلد ستستقر الأوضاع السياسية، وبالتالي ستتحسن الأوضاع الاقتصادية ويحدث رواج فى بيع الملابس"، متابعا "لأن الناس فى تلك الفترة حريصة جدا على أي قرش تملكه، خوفا من عدم إستقرار الأوضاع، فتوفره للسلع الضرورية، والملابس ليست من الضروريات جدا، ممكن يرتدى الشخص ملابسه القديمة فى أوقات الأزمات". أما ماجد شاكر، صاحب محل ملابس بإحدى المولات الكبرى، أكد أن الوضع تحسن نوعا ما عن الفترة التى أعقبت ثورة يناير، قائلا "بعد الثورة، وانتشار البلطجة والانفلات الأمني، لم تكن هناك أي مبيعات، وفكرت في تصفية المحل، وعدد كبير من المحلات فعلت ذلك وقتها، لكن الآن الوضع تحسن نوعا م ، وفيه مبيعات متوسطة فى هذه الفترة "، مضيفا "أعتقد إن الفترة القادمة ستكون أفضل بكثير بعد إنجاز الانتخابات ، لأنه سيكون هناك استقرار سياسي وأمني وسيطمئن الناس للخروج فى الشارع، وسيطمئنوا بشكل أكبرإلى أن إعادة بناء البلد بدأ يحدث على خطوات متتالية، وسيتحسن الوضع الاقتصادي، وتستقر كل قطاعات البلد بما فيها قطاع الملابس الجاهزة".