أكبر تهديد للاقتصاد البريطاني العام المقبل قد لا يأتي من منطقة اليورو ولكن من مضيق هرمز، ذلك أن سدس إنتاج النفط العالمي يمر عبر عنق الخليج العربي هذا، وإغلاقه يمكن أن يخنق الاقتصاد العالمي.
ذلك ما أوردته صحيفة تايمز البريطانية بافتتاحيتها حيث عبرت عن مخاوف من إمكانية قيام إيران بتعطيل إمدادات النفط وارتفاع سعره. وإنه إذا ردت إيران، كما زعم نائب الرئيس، على فرض عقوبات على صادراتها النفطية بالتأكيد على أنه لن تمر "نقطة واحدة" من نفط الدول الأخرى عبر المضيق فإن السعر سيرتفع كثيرا. وهذا سيكون بمثابة ضربة مضاعفة للاقتصاد البريطاني. حيث إن هذه الزيادة ستضعف الطلب مباشرة وترفع التكاليف الصناعية، ولكنها قد تجبر بنك إنجلترا أيضا على زيادة أسعار الفائدة ليظهر تصميمه على مكافحة التضخم. أما الجيش الأميركي فقد رد على التهديد الإيراني أمس بأنه لن يكون هناك تسامح مع أي انقطاع، وأن الأسطول الخامس الأميركي متمركز في البحرين لضمان بقاء هذا الشريان الحيوي مفتوحا.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الطريق البحري على الحدود الإيرانية يضيق إلى أربعة أميال عند نقطة معينة، وقد حاولت طهران تعطيل حركة الشحن قبل ذلك بتلغيم المضيق أثناء حربها مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي. وفي استعراض للقوة تجري البحرية الإيرانية حاليا مناورات حربية في مضيق عُمان المجاور، بما في ذلك اختبار طوربيدات وإسقاط ألغام في البحر.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك درجة من استعراض القوة على الجانبين، وأن تقييد صادرات النفط الإيرانية سيدفع بالأسعار للارتفاع ويضر بالاقتصاد العالمي ما لم يقنع الأميركيون منتجين آخرين مثل السعودية والعراق لسد الفراغ. ومن غير الواضح أن هناك قدرة كافية متاحة حتى مع بدء النفط الليبي في التدفق مرة أخرى. وبالمثل إيران تعلم أن عرقلة مضيق هرمز فيه مخاطرة بثأر كبير من جانب الولايات المتحدة يمكن أن تكون وطأته شديدة على اقتصادها الهش.
ويعتقد بعض المحللين أن تصريح نائب الرئيس الإيراني بإغلاق المضيق كان مجرد إيماءة قصد منها استعراض للقوة برفع سعر النفط. لذا من المهم الاستمرار في الضغط على إيران.
لكن في المقابل يجب على الغرب أن يتفادى إجراءات تزيد سعر النفط بدون تقييد الصادرات الإيرانية. لأن هذا الأمر سيضر بالاقتصاد العالمي بينما يزيد قدرة إيران على تمويل برنامجها النووي.
♥·٠•● Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ اضف تعليق Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ ●•♥·٠