كما كان لثورات الربيع العربى دور كبير فى تحرير جوانب كبيرة من إعلام الدول التى شهدت هذه الثورات ، خاصة الدول التى تحررت من الانظمة الديكتاتورية العتيقة على غرار تونس ومصر.
فقد كان ايضا لهذه الثورات انعكاس ايجابي على جانب لا يستهان به على الاعلام الغربى، للتحدث بشجاعة مشوبة بالتعاطف مع الشعوب العربية من جهة، ومن جهة اخرى انتقاد العدو التقليدى للعرب وفلسطين وهو اسرائيل، وكشف وجه القبح الاسرائيلى، وهو ما لم تكن تجرؤ وسائل الاعلام ذاتها على الاقتراب منه او المساس به من قبل. وفى هذا تشير دراسة من جامعة روزفلت بولاية شيكاغو الامريكية، عن تحرر الاعلام الغربى من قيود كان يحترمها من قبل، وأصبح يتحدث بكل حرية حول الشرق الاوسط ومشاعر الكراهية ضد اسرئيل والدولة اليهودية، وهو دور جديد لعبته بعض وسائل الاعلام الدولية فى عهد الثورات العربية. ورغم ان الدراسة تنتقد هذا االتوجه الجديد للاعلام الغربى ومهاجمته اسرائيل ، لكنها اكدت فى ذات الوقت انه حتى أعرق وسائل الاعلام على غرار البى بى سى ، ووكالة رويترز ، بدأت تسير فى شكل منهجي على طريق الدعاية و التأثير على القارئ لمصلحة الفلسطينيين والدول العربية . كما لم تنج الصحف الاوروبية من انعكاسات الثورات العربية ، واصبح الجمهور الغربي في المعسكر المؤيد للفلسطينيين ، وهو الامر نفسه الذى دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لرفض قبول دعوة من صحيفة نيويورك تايمز لاستضافة عمود يكتبه ، وكان رفض نتنياهو لان الصحيفة سمحت من قبل للرئيس الفلسطيني محمود عباس بكتابة عمود بها . وشهدت الأشهر الثلاثة الماضية عدد من 19 الى 20 افتتاحيات في صحيفتى النيويورك تايمز وهيرالد تريبيون تتناول اسرائيل بالانتقادات لسياستها الاستيطانية والمعوقة للسلام وفقا لما ورد بهذ الافتتاحيات واستعرض البروفيسور هنري سيلفرمان صاحب الدراسة 50 مقالا من وكالة رويترز حول الشرق الأوسط ، ووجد ان عدد 22 مقالة او موضوعا منها اعطت موقفا محايدا تجاه الصراع في الشرق الأوسط او موقف مؤيد للفلسطينيين ، بعد أن كان الامر عكس ذلك قبل الثورات . ولم يقتصر الامر على ذلك ، بل ظهرت بعد انطلاق الثورات العربية عشرات الافلام الوثائقية ، وثبت ان 88% منها تظهر الوجه السلبى للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين . واذا كانت الدراسة الامريكية قد أظهرت المخاوف الاسرائيلية من استمرار توجه الاعلام الغربى نحو المزيد من انتقادها ، والانحياز للعرب وفلسطين " وفقا لها " مع استمرار موجة الثورات العربية فى الشرق الاوسط . فإنه من المثير للتساؤل ان هذا الاعلام الغربى يخضع فى معظمة لرؤوس الاموال اليهودية ، كما يخضع للوبى الصهيونى المتمثل فى مؤسسات الضغط على صناع القرار الاوروبيين ، وهو ما يؤكد ان نغمة جديدة من مغازلة العالم العربى بدأت فى الاعلام الغربى ، واعنى جزءا منه لا ككل . وان هذا الغزل يضع فى اعتباراته المتغيرات الديمقراطية التى يمكن ان تعترى العالم العربى ، ويعى لتصاعد موجة العداء والكراهية المعلنة من قبل الاسلاميين ، هؤلاء الذين صعدت اسهمهم بقوة فى عدد من بلدان الربيع العربى . وبالتالى تتحسب لايجاد مكان لها لدى المستهلك الاعلامى العربى ، بدلا من نبذها وعزلها ، اذا ما استمرت فى لغة التصفيق والتهليل والحماية لاسرائيل التى كانت من قبل .
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - الثورات العربية حررت بعض الإعلام الغربى من تبعيته لإسرائيل ♥·٠•● Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ اضف تعليق Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ ●•♥·٠
♥·٠•● Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ اضف تعليق Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ ●•♥·٠