عزيزتي الأم:لاشك أننا نسعى لتحقيق النجاح والتفوق لأولادنا، ونرجوهم أفضل منا لدرجة تجعلنا نفرط أحيانا في الخوف عليهم من الفشل وعدم التوفيق, وكثيرا ما نغالي في المحاسبة والعقاب؛ لدرجة تجعلنا سببا في تأخرهم الدراسي، وإحباطهم بدلا من نجاحهم و تفوقهم. ومن أجل الوصول لنجاح أبنائنا بأسرع الطرق، وبأفضل الأساليب هيا بنا نستوضح بعض النقاط المهمة: علينا أن نتعرف على بعض العناصر التي تعين على التعلم والمذاكرة والتفوق بشكل سليم: أولها: التغذية السليمة خاصة البروتينات، ويراعى الاعتدال في تناول كميات الغذاء، حتى لا تسبب في الكسل. العنصر الثاني: الاهتمام بمكان الاستذكار، وابتعاده عن أية مؤثرات ومشوشات تشتت الانتباه، وتجنب المذاكرة في السرير؛ لأنه دافع قوي للنوم. العنصر الثالث: الاهتمام بالجلوس بطريقة مريحة، وبكمية إضاءة كافية. أما العنصر الرابع: الاهتمام بجدول المذاكرة؛ لأن جهازنا العصبي يحتاج لوقت لتثبيت المعلومات، مثل: (الكاميرا) مع أخذ الفترات الكافية للراحة مع الاهتمام بالمراجعة اليومية ثم كل يومين، ثم كل أسبوع؛ لأن المعلومة تحتاج دائما إلى تجديد الاهتمام بها وتثبيتها حتى لا تتعرض للطمس أو الاختفاء في الذاكرة البعيدة. وهناك عامل مهم من عناصر عملية التعلم والمذاكرة السليمة، هو تعزيز الأسرة، وتشجيعها لأولادها ووصفهم بالأوصاف الطيبة الإيجابية، مع ضرورة توفير المودة والحب داخل الأسرة. ويجب علينا تقديم كشف حساب نقف فيه على أسباب عدم التوفيق، نناقش فيه أبناءنا ونتحاور معهم بكل صدق وشفافية, ونتعرف على مواطن القوة والضعف لكل منهم. لابد أن نعترف أن شخصية كل فرد تختلف عن الآخر, فعلينا أن نراعى هذه الفروق الفردية الطبيعية ولا نعاقبهم عليها، ومن الضروري أن تهيئ الأسرة لأبنائها المساعدة على العملية التحصيلية في تأدية الواجبات باستقلالية تامة مع التوجيه والمتابعة. لابد أن نساعدهم على المشاركة في جميع الأنشطة الأخرى؛ لأن التفوق هو تفوق في كل شيء علميا ورياضيا واجتماعيا وثقافيا، وأساس التفوق والتميز الرضا، وتقبل النفس، فيجب علينا تخفيف حدة التوتر والتخلص من المخاوف؛ لأن ذلك ولاشك ينعكس عليهم، بل الواجب أن نطمئن ونبث روح الاطمئنان فيهم بالثقة بالله أولا، وزيادة ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم ثانيا. عزيزتي الأم أيتها المربية الناجحة: كوني قريبة من ابنك، أشعريه دوما بالأمن وتقربي إليه. وليكن نصب عينيكِ دائما أن لابنك احتياجات نفسيه ضرورية لابد من إشباعها وسدها، فانظري دوما لحالته النفسية وأسبابها أولا بأول، واحذري من الإيحاءات السلبية، وإياك والتشاؤم واليأس, كوني دوما متفائلة، وتخلصي من مشاكلك وعالجي غضبك معهم، واحرصي على الابتسامة المشرقة وأنت تودعينهم و أيضا و أنتِ تستقبلينهم. وعيك أولا و آخرا بالتسلح بالدعاء: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ" سورة الفرقان.