طلبت فتاة في الثامنة من عمرها مساعدة قاضي إحدى المحاكم لتطليقها بعد شهرين من إجبارها على الزواج برجل (30 عاما) في اليمن. وذكرت تقارير صحفية امس أن الزوجة وتدعى نجود محمد ناصر رفعت دعوى في محكمة بالعاصمة صنعاء الاسبوع الماضي ضد والدها الذي أجبرها على الزواج من رجل يكبرها بـ 22 عاما وطلبت من القاضي الحكم بتطليقها.
وكانت الطفلة نجود تعيش لمدة شهرين كاملين في جحيم متواصل بسبب زوجها الذي كان يقوم بضربها وأهانتها من اجل ممارسة الجنس معها، مع العلم انها لم تصبح بالغة الى حد الان... فنجود تحكي وتقول قصتها انها كانت تركض هربا من غرفة الى غرفة هربا من زوجها فائز، و لكنه كان يلاحقها ومن ثم ضربها وبعد ممارسة الجنس معها بالقوة (اغتصابها)...
وطلبت نجود من أبوها وأمها وعمتها بان يخلصوها من ظلم هذا الشخص ولكنهم رفضوا رفضا كاملا وقالوا لها "اذا تريدي هذا روحي المحكمة واشتكي، نحن ما نتدخل" فذهبت نجود الى المحكمة، فسألها قاضي محكمة غرب الامانة محمد القاضي ايش في؟ قالت اريد الطلاق!!! فالكل استغرب وتعاطف معها.. وقالت انها تشتكتي على أبوها و زوجها.. فأمر قاضي المحكمة بالقاء القبض على الأب والزوج بعد الاستماع لشهادة الفتاة حيث اتهمت زوجها بالاعتداء الجنسي والبدني عليها. وأطلق سراح الاب في وقت لاحق لأسباب صحية.
وتقول نجود، ان ابوها اغصبها بالزواج من هذا الرجل وضربها... مع العلم بان الأب هو مريض نفسي و كان يعمل سائقا في البلدية وتم طرده من العمل ووصل به الحال الي أن أصبح متسولا...
وقالت الزوجة الطفلة عن زوجها أنه اعتاد أن يأتي بأفعال سيئة معها وأنها لم تكن لديها فكرة عن معنى الزواج. واضافت أنها كانت تعدو من حجرة لأخرى للهرب منه ولكنه في النهاية كان يتمكن من الامساك بها وضربها ومواصلة فعل ما يريد، مشيرة الى أنها عندما كانت تريد اللعب في الفناء كان يضربها ويطلب منها الذهاب لحجرة النوم معه. واستمر ذلك الحال لشهرين. ويذكر أن الزواج المبكر متفش في المناطق الريفية والحضرية في اليمن حيث أنه لا يوجد قانون يحدد سن للزواج.
وتواجدت المحامية الناشطة في حقوق الانسان شذى علي ناصر وبالصدفة في المحكمة وتعاطفت مع الوضع، فقامت بتولي القضية من اجل الدفاع عن حقوق نجود. وتقول المحامية شذى: في القانون اليمني للأحوال الشخصية بقرار جمهوري في عام 1992.. المادة رقم 15 "انه لا يجوز زواج الولد او البنت اقل من سنة الخامسة عشر". ولكن هذه المادة عدلت في عام 1998 وأصبحت "يجوز للأب ان يقوم بزواج ابنته وابنه اذا وجد في ذلك مصلحة. ولكن لا يجوز للزوج (العاقد) ان يدخل على البنت الا اذا اكتملت بنيتها وجسمها وأصبحت بالغة".. والمعروف انه نجود لم تبلغ الى الان..
من ناحيته يروي خال نجود (طلب عدم ذكر اسمه) القصة قائلا: "قبل 8 سنوات أقدم شخص اسمه محمد محمد صالح من حجة من عزلة بني الروحاني بخطف إحدى بنات محمد ناصر (والد نجود) و قام بممارسة الجنس معها.. وخوفا من الفضيحة، قاموا بالعقد فيما بينهم... بعد أن أنجب محمد محمد ناصر من زوجته طفلين.. جاء بكل وقاحة الى والد نجود وقال لها "أريد انا اخذ هذه البنت (نجود) و اذا ما تعطيها لي، هدده وقال بالغصب بأخذها منك تفهم او لا؟؟؟".
وذهب والد نجود و اشتكي لشيخ القرية هناك والذي اسمه الشيخ بدر الروحاني وشرح له الوضع.. ماذا فعل الشيخ بدر الروحاني؟؟؟ قال لوالد نجود، أنت بناتك مش بنات ناس وعاهرات، وأنت عار علينا، واذا تشتي تجلس عندنا لازم تدفع ثور من أجل ان تمكث معنا - على أساس أنها إحكام قبلية.....
وأضاف خال نجود: "لا قانون ولا دولة و لا شيخ.. لأنه ابو نجود انسان مسكين والخاطف من المدعومين الذين يلعبون بشرف بنات الناس بكيفهم... تشتكي لمن وتعتمد على من؟؟؟.. فقام أبو نجود بتزويج بنته الى فائز علشان يحميها من شر الاغتصاب.. وكرد فعل على ذلك قام محمد محمد صالح بخطف بنت ابو نجود الأكبر سنا و التي هي متزوجة.. وزنا بها".