الرحمة تقتضي الحزم لا الإهمال
إنَّ الرحمة صفه تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد وإن كرهتها نفسه وشقَّت عليها، فهذه الرحمة الحقيقية، فأرحم الناس بك من شقَّ عليك في إيصال مصالحك ودفع المضار عنك. فمن رحمة الأب بولده: أن يُكْرِهه على التأدُّب بالعلم والعمل، ويشقُّ عليه في ذلك بالضرب وغيره، ويمنعه شهواته التي تعود بضرره، ومتى أهمل ذلك من ولده كان لقلة رحمته به، وإن ظنَّ أنه يرحمه ويرفِّهه ويريحه ، فهذه رحمة مقرونة بجهل. ولهذا كان من تمام رحمة أرحم الراحمين: تسليط أنواع البلاء على العبد، فإنه أعلم بمصلحته، فابتلاؤه وامتحانه ومنعه من كثير من أغراضه وشهواته: من رحمته به.
المرجع: موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم -
إعداد مجموعة من المختصين بإشراف :
صالح بن عبد الله بن حميد
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن ملّوح
الجزء: 6 ص:2064