أدارت ( المسكينة ) مُحرّكات بصرها لساعة حائطها فإذا بموعد العرض الأكبر على ( صاحبات السحر الأنثوي ) اللاتي لن يهمهن بالدرجة الأولى إلا ( الستايل ) الخاص بها قد أزف على الرحيل .. مدخل فلسفي : الجمال ( الاستاطيقا ) يصنفه النقاد على أنه علم وفن في الأعمال الإبداعية والإنسانية ، ويجعلونه حَكماً لهم في مختلف آرائهم وأحكامهم . ويوماً دنت ذاكرتي مني لتسألني ـ بموجب ذلك ـ سؤالاً ( استخباثيا ) قد علمتُ مقصدها منه فقالت: ما معايير الجمال في التصوّر ( النسونجي ) ؟؟ شمّرت ساعدَيّ للإجابة ، فذهب ( خيالي ) لغرفة ( مكياجية ) تناثرت فيها ( علب الميك آب ) و ( أقلام الروج ) و( مراويد الكحل ) و ( بودرات التدليس ) و ( عطور سهرة قد مصرعت البطن صرعا) و ( مظللات عيون عائمة اللون ) ... فكانت هذه الفضيحة ( السرابية ) لفتاة مازالت ترضع لبن التقليد ( وما أبغضهن على نفسي ) !! دخلت ( المبروكة ) غرفتها تتألم الألم (الدلعي) شدته ؛ لأن ( مناسبة ) غالية بعد ساعات ولم تحضّر ( سطح بشرتها ) بمزيد من الأصباغ الملوّنة ( والبويات والأدهان ) !! بعد أن استوت ( صاحبتنا ) على ( جُودي كُرسيّ الاعتراف ) نظرت إلى عينيها فرأت أنهما ليستا واسعتين بما يكفي ، فتناولت ( مرود الكحل ) وشرعت ترسم حولهما دائرتين، ثم مدت من زاوية كل منهما شرطة جنب العين ، ورسمت تحت كل منهما خطّا عريضا مما ترى أنه أنسب لعينيها من ( الأشكال الهندسية المعروفة ) ؟؟!! ثم نظرت إلى جفنيها فقالت لنفسها ـ وهي تغلق باب غرفتها ـ : ( يا ندامتي ) فبادرت إلى علبة فيها مسحوق أزرق اللون أو بنفسجي ( وربما فستقي ) ترشه على الجفنين وتدعكه فيهما حتى تأكدت أنه قد زال منهما كل أثر للون الطبيعي ( القبيح ) على حد زعمها ! رفعت بصرها إلى حاجبيها فبدا من أمرها أنها رأت شيئا مضحكا، إذ ابتسمت وهزت رأسها قائلة : (( أما الطبيعة دي مش حلوة أوي ، آل عاملة لي شعر فوق عينيه آل )) فتناولت أقرب ملقاط وبدأت في نتف حواجبها شعرة شعرة ، ثم استخرجت قلما أسود اللون أو بنيا أو أخضرا وبدأت في رسم الحاجبين من جديد ... ساعتان ونصف من الزمن على حساب ( الهباء المنثور ) وهي ترسم وتمسح كأنها في امتحان دبلوم الفن ، علماً أنها لم تتعدى (المساحة البصرية ) من جسدها الشريف ، وتناست ( تلك الجميلة الخارقة في الجمال ) أن تذهب إلى الرسام العالمي ( بيكاسو) في قبره ليُمضي توقيعه في أسفل الرقبة حيث تنتهي تلك الأصباغ والألوان المضيئة لنرسم معا لوحة تشكيلية عجز الزمن أن يهب مثلها !! أدارت ( المسكينة ) مُحرّكات بصرها لساعة حائطها فإذا بموعد العرض الأكبر على ( صاحبات السحر الأنثوي ) اللاتي لن يهمهن بالدرجة الأولى إلا ( الستايل ) الخاص بها قد أزف على الرحيل .. فأطلقت كلمة ( رومانسية ) معروفة تنطلق عادة من الأفواه النسائية عند الشعور بضيق وألم يصدر خلف منابع اللاشعور الوجداني ، مصحوبة بدموع نفاقية : ( أوووووه ) .. خرجت (المزيونة) من غرفتها بعد أن خرج ( المعازيم ) من ( الحفلة التنكّرية) لتجد زوجها ( مستحق جمالها الأول ) قد قبع فوق أريكة الصالون ( يحتسي كوبا من الشاي ويشاهد فلماً عربيا كئيبًا ) فقالت بالحرف الواحد : وااحسافة كل هالوقت بس !! فبرزت أيقونة على سطح ( بشرتها )