ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة عدم قدرة الشباب على تحمل المسئولية بشكل واضح في جميع شئون حياتهم ولا سيما في الزواج والعلاقات العاطفية، فنجدهم يرغبون في الحديث مع هذه ومقابلة تلك وحب أخرى ولكن وقت الجد والزواج .. للخلف در!
لا شك أن الضحية الوحيدة في تلك الحالة هي الفتاة بل وأهلها الذين يمكن أن يكونوا قد استعدوا لزواجها أو خطبتها، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث يصطدمون بأن من أحبته ابنتهم ليس سوى شخص غير قادر على تحمل المسئولية وإتمام تلك الخطوة حتى النهاية.
ومع زيادة تلك الفئة من الرجال في مجتمعاتنا العربية كان لابد من التحري ومعرفة الأسباب الكامنة وراء تلك المشكلة، والتي سنستعرضها معكم في الأسطر القادمة. - فكرة أن يكون هو العائل:- من المعروف أن الرجل أو الشاب هو عمود أي أسرة وسندها، فهو من يخرج للعمل من أجل الكسب ويأتي بأثاث المنزل وسلعه المختلفة. ومع اقتراب الزواج لم يصبح الأمر بالفرصة الجيدة بالنسبة له، لأنه ذاق شقاء العمل وتحمل المسئولية ولا يريد أن يظل عبداً لها مدى الحياة. فبالنسبة للرجل يعتبر الزواج تقييداً لحريته وعبئاً عليه لما يشكله من الضغوط الهائلة، أما المرأة فهي ترغب كثيرا في الزواج وترى أنه أكثر حرية بالنسبة لها وتستطيع تجربة أشياء لم تجربها من قبل كتربية الأطفال مثلا. - خوفه من التدني وانحطاط قدره:- ففي حين أن المرأة تقدر الدراسة والعمل والنجاح كثيرا، يفضل الرجل الراحة والكسل وعدم الاكتراث بالأشياء حوله. فالمرأة تستطيع العمل وتربية الأطفال وتحمل مسئولية الأسرة، وبالتالي يعمل هذا على ترك الرجل بلا دور يشغله في الأسرة ومن ثم تدنيه أو انحطاط قدره. هنا تقوم الزوجة بكلا الدورين؛ سواء مادي (أن تكون هي العائل)، أو روحي (كونها الأم) تاركة للرجل القليل من المهام والأدوار. فأين دوره المادي؟ وأين دوره المعنوي؟ فلقد تقلص من كافة مسئولياته وأدواره، وهذا هو سبب تراجعه عن فكرة الزواج. - الرجال يحبون اللعب: يميل الرجال بطبيعتهم إلى فترات اللعب والمرح ويفكرون بالزواج على أنه ساحة للهرج والمرج، باختلاف النساء التي تنظر للزواج على أنه علاقة حب وصداقة ومسئولية لاشك. ومن هنا يبدأ الرجل في التفكير فى تلك المسئولية وتربية الأطفال التى ستعوقه دون تحقيق أولوياته في الحياة! والنتيجة الطبيعية هي التراجع عن تلك العلاقة الجادة. - الخوف من الفشل:- فالحب أو الزواج يولد القلق والخوف والعديد من المخاطر التي تظهر مع امتداد الحياة، ونتيجة نشأة الرجل منذ الصغر أن يكون مصوبا هدفه نحو الفوز دائما، فهو يشعر بالخوف في حالة فشل الزواج أو انتهاؤه، ليس حزنا على حب سيضيع منه أو أطفال وزوجة، ولكن على ما قام بشراؤه ودفع فيه من أمواله خلال تلك الفترة! ونصيحتنا إلى شباب تلك الأيام المتذبذبين تجاه فكره الزواج، هي آلا تتردد ولا تخف فالزواج سنة الكون ونصف الدين. ولتكن آخر كلماتنا إليك: نَظرَةٌ فَاِبتِسامَةٌ فَسَلامٌ فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ، فَاِتَّقوا اللَهَ في قُلوبِ العَذارى فَالعَذارى قُلوبُهُنَّ هَواءُ.