قال علماء ان طارد الحشرات "دييت" يحول دون تمكن البعوض وغيره من الحشرات من استنشاق رائحة عرق الانسان الذي ينبهه بوجود وجبة دم ادمي على مقربة. وقال العلماء ان الاكتشاف الجديد يمكن أن يساعد في صنع مواد جديدة طاردة للبعوض تستند على نفس المبدأ ولكن دون مخاطر صحية محتملة.
وصنعت هذه المادة الكيميائية لاول مرة على أيدي علماء بهيئة حكومية في عام 1946 بعدما دفعت اشتباكات بالادغال خلال الحرب العالمية الثانية الى ضرورة الحماية من البعوض وغيره من الحشرات. واتيحت المادة للناس منذ عام 1957.
والمادة كما ذكرت رويترز هي الاوسع استخداما بكافة أنحاء العالم ضد البعوض وغيره من الحشرات التي تتغذي على دم الانسان. فهي تطرد البعوض الذي ينشر الملاريا وهي احدى الاسباب الرئيسية للوفاة ببعض المناطق في الدول النامية وأيضا حشرة القرادة التي تنشر مرض "لايم " (الذي يصحبه عادة طفح جلدي وحمى والام بالمفاصل وصداع). لكن هذه المادة لا تقتل الحشرات.
وحتى الان لم يتمكن العلماء من معرفة كيف تعمل المادة بالضبط. فالبعوض ينجذب بشدة لرائحتين من الانسان وهما عرقه وثاني اكسيد الكربون الذي يخرجه الانسان خلال عملية التنفس وتستخدم البعوض مستقبلات مختلفة بجهاز الشم لديها للكشف عن هذه الروائح وتحديد مواقعها.
وقالت ليسلي فوسهول رئيسة معمل الاعصاب والسلوك بجامعة روكيفيلر في اتصال هاتفي "الانسان دائما له رائحة مميزة لذلك فهناك عدد كبير من العناصر التي تجذب البعوض."
وفي تجارب على البعوض وذباب الفاكهة توصل فريقها الى ان مادة "دييت" تمثل نوعا من قناع كيميائي يغطي عدة روائح بشرية.
وتعقب الباحثون النشاط الكهربي للخلايا بجهاز الشم لدى البعوض عند تعرضه للمادة. واكتشفوا انها تحول دون استنشاق الحشرات لرائحة جسم الانسان ولكنها تستطع شم ثاني اكسيد الكربون الخارج في التنفس. وقال العلماء انه دون رائحة الجسم لا يمكن للحشرات ادراك وجود شخص غزيز العرق على مقربة منها.