ثمنُ الأختيار - قصة قصيرة

( في بعض الأحيان يعتقد المرء أنه يمتلك كل شيء )

تلك الجملة لا تُغيِبُ عن ذهني أبداً عندما أتذكرهُا أغرق نفسي في أحزانىِ

وأجلسُ هادئةٌ متأملةٌ الماضي في خيالي , أحسُ ببعض الوهن في جسدي , وقلبي يَخفق قليلاً

وعيوني تدمع وأشعرُ وكأنَّ هناكـ ضجيجٌ شديد في رأسي في كل مرة أجلسُ منتظرةُ اللحظة الموعودة

وهى رجوعي إلي الماضي وتذكر كل لحظة مرت عليَّ في حياتي أنني الآن امرأة عابسةُ الوجه علي مشارفــ

الخمسين , أغلقتُ عيوني لحظة وأنا فاقدة الأحساس بالواقع وينتابني شعور بالقلق والخوف دائماً

وأنني الآن وحيده في هذا العالم لقد توفي والديَّ وأنا صغيرة لم أتجاوز وقتها العاشرة من العمر ليس لدي الأن

قريب أو حتى زوج أصبحتُ وحيدة وسأظلُ وحيدة لم أجد أحد بجانبي يدفعنى ويشجعنى للنجاح وتحقيق أهدافي

والأستمرار في حياتي لقد وجهتُ أهدافي وعملتُ علي تحقيقها بنفسي وللجهة التى أريدها ...

أصبحتُ طبيبة وأعملُ علي مساعدة الآخرين ولا أجد من يساعدنى في حياتي

يَغمُرني شعور بالسعادة والرضا عن نفسي عندما أساعد الأخرين وأعملُ علي راحتهم النفسية

ولكنى لم أسمح وقتها لأحد من التقرب منىِ ودخول حياتي خوفً من الأستسلام والرجوع عن أهدافي

و مستقبلي , لقد أضعتُ منىِ الكثير وخسرتُ أشخاصاً كثيره في حياتي .

ليت وقتها كنتُ أعلم أنني أخفقتُ في الأختيار ولكن الوقت مضيّ

لقد توقفت حياتي الأن ولايمكن الرجوع أو الأستمرار . . .