لطالما حيرت هذه الصفحة المفقودة الباحثين والمؤرخين، واليوم، وبعد بحث وتفتيش مذهلين، عُثر على هذه الصفحة بين أجزاء قديمة في دير السريان في مصر.. إنها أقدم الوثائق المسيحية المؤرخة الموجودة حالياً.
يذكر أن بعد سنة من رحيل الجنود الرومان في العام 410 للميلاد وتركهم بريطانيا تحت رحمة الأنغلوسكسون، كان كاتب في إديسا، أو ما يعرف اليوم بتركيا، يعدّ لائحة بأسماء الشهداء الذين لقوا حتفهم دفاعاً عن الإيمان المسيحي الحديث نسبياً في بلاد فارس.
ودوّن الكاتب في الهامش تاريخ كتابة هذه الوثيقة، تشرين الثاني 411 ومن المحزن أن التاريخ نسي هؤلاء الشهداء. ففي مرحلة ما، انفصلت هذه الصفحة عن الكتاب الذي كانت جزءاً منه. منذ سنة 1840، صار هذا المجلد كنزاً من كنوز المكتبة البريطانية، وهو لا يحمل أي اسم غير الرمز الذي أعطي له عند الفهرسة، أي ADD 12-150.
وقد عُثر على هذه الأجزاء مع مئات من الأجزاء الأخرى تحت أرضية دير السريان، الذي يضم مجموعة نفيسة من الكتب القديمة. يعمل الدكتور بروك حالياً، بمساعدة زميله الدكتور لوكاس فان رومباي من جامعة ديوك في كارولاينا الشمالية، على أول فهرس للمخطوطات الكثيرة التي تعود إلى أكثر من 1000 سنة مضت. وقد صرح بروك، الباحث السرياني المشرف على عملية التفتيش والذي حدد هوية هذه الأجزاء، أن الصفحة كانت مكتوبة باليد بخط مميز وكان من المثير حقاً تحديد هويتها.