عزف منفرد على قيثار دمشقي (1)

الناقل : المحب لدينه | الكاتب الأصلى : من إيميلي



1 - ياسمين

ليس للياسمين الدمشقيّ نَابٌ

ولا خوذةٌ.

أُتركوه لأحلامهِ ولأشـواقهِ وللعاشقينْ.

أُتْركوا للِشّموع التي تتقطَّرُ من عِطْرهِ

أن تُبَعْثِرَ هَالاتها أَلَقاً وافتتاناً على طُرقِ المارقينْ.

2 - أسوار

منذ خمسين عاماً،

أَتقصَّى المتاريسَ، أَقرأُ أَسْوارَها وأَنْفاقَها

وَأرى كيف يُقْذَفُ بالنّاسِ فيها.

وأقولُ: مَتى تَمَّحي

وَيمضي إلى الله أصحابُها

وحُرّاسُها؟

منذ خمسين عاماً

لم أكنْ أتساءَل إلاّ:
كيف أزرعُ ورداً على باب بَيتي؟

3 - الجحيم النّعيم

الجحيمُ النَّعيمُ هنا في وريدكَ،

في شريانِكَ، لا فُرْقَةٌ ولا شُرْكةٌ.

فلماذا، بِحَقّ التُّرابِ وميراثهِ، وَبِحَقّ الهواءْ

لا تُريد السمَّاءُ لِجسمك أن يتحرّرَ مِن أَسْرِهِ،
وأَن يلبَس الفضاءْ؟

4 - عُطلة

لا أُحِّدث عن واحدٍ يثور،

على رأسهِ مَلاَكٌ.

لا أُحدّث عن رايةٍ أو هُتَافٍ

لِدَمٍ، أَوْ رَصاصٍ.

5 - غناء

ألمح الحُزْنَ في الشّام، يأخذُ قيثارَهُ

ويغني بلا كلماتِ.

6 - جوع

كلّما خرَج الشُهداءُ جِيَاعاً إلى اللهِ،

حَتّى يُزيّنَ أفواههم،

بِملاعقَ مِن فِضَّةٍ،

خرح الجوعُ في الأرض، يبكي،

ويندبُ أَحْوالَهُ.

7- نخلة

يَدّعي

أنّه عاشقٌ نخلةً

لم تَجئ مِن مُتُونِ البساتينِ،

أو مِن كتاب الفصولْ.

قال: فيها سِهَامٌ

تُصيب القلوبَ،

وتنزلُ فيها كوحيٍ.
نَخْلةٌ ليس في جِذْعها الآنَ غيرُ الطُّلولْ.

8 - شِباك

تَهبطُ المدنُ العربيّةُ في سُلّم

وتصعدُ في سُلَّمٍ:

خطواتٌ - حقولٌ

بلا زارعٍ، ولا سَائِسٍ.

خطواتٌ - شَوارِعُ مَسْدودةٌ.

أيّهذا الهَواءُ النقيُّ الذي يُوقِظ الأفْقَ

مِن نَوْمِه،

قُلْ لهذي المدائنِ: أَلقي شـِبَاكَ الهجوم

على الظُّلماتِ، على الخَوْفِ،

وَامْتَزجي بالفضاءْ.

قُلْ لها، أيّهذا الهَواءْ.

9 - حلم مشتَرك

عسَلٌ في جِرَار الشّوارعِ للمتْعبَينْ

والثّواني قنابِلُ موقوتَةٌ

تَتَنقّل مَرْسُومةً

بأشكالِ رَقْصٍ،

بِمُغنّين أصواتُهم

تَتَنزَّلُ مَنّاً وسَلْوَى.

عَسلُ السَّائرينَ إلى أرض أحلامهم،

عَسلُ الَّرافضينْ.

10- رقابة

مَا لِجسْمي يُراقِبُ جسْمي؟

ودرُوبي إليهِ،

كُلَّ يَوْمٍ تُغَيّرُ أَقفالُها

ومَفَاتيحُها.