قبل أن تبدأ في استقدام أفكار وأشياء وأشخاص جدت إلى حياتك؛ فمن الضروري أن توفر متسعا لها، وهذا يعني التخلص من الأشياء التي لم تعد تستخدمها أو تحتاج إليها، أو تحبها، أو لم يعد لديها متسع بحياتك؛ فلو أنك تريد القيام بإعادة تنظيم منزلك؛ فينبغي عليك أن تزيل كل الأشياء القديمة البالية قبل أن تحضر الأثاث الجديد إلى المنزل؛ وهكذا الأمر نفسه فيما يتعلق بحياتك سواء من الناحية الجسمية أو الشعور به؛ عليك أن تجد متسعا للأمور المستجدة بحياتك. ومن ثم عليك ألا تتساهل في التخلص من الأشياء والأفكار التي لم تعد بحاجة إليها. نظم شئون حياتك؛ فمن المستحيل أن تفكر بوضوح وأنت محاط بالمعوقات المادية فلتنظر حولك: هل هناك أكوام من الكتب، أو أجهزة الفيديو، أو الأسطوانات المضغوطة، أو الخطابات، أو الملابس التي لم تعد تحتاج إليها؟ إن كل تلك الأشياء توهن من قوتك؛ لذلك تخلص من كراكيبك . وبعد أن تفعل ذلك في منزلك، وفي محل عملك، انتقل إلى حياتك؛ ما هي الأشياء أو الأشخاص التي تحتاج التخلص منها؟ هل حان الوقت لأن تترك وظيفتك؟ هل حان الوقت لرفض القيام بخدمات طالما شعرت باضطرارك إلى تقديمها؟ في بعض الأحيان ستجد أن تحديد الفوضى الموجودة بحياتك أكثر صعوبة من تحديد الفوضى المادية الموجودة بمنزلك، ومع ذلك؛ فمن الأهمية التخلص منها. وربما ينتابك الخوف من هذه الفكرة؛ ولكنك في الوقت نفسه ستشعر بارتياح بالغ. تدريب أكمل العبارات الآتية: إن الشيء الذي أرغب في رفضه الآن هو ....................... كرر هذا خمس مرات أو أكثر إن احتجت إلى ذلك. الآن انظر إلى أكثر الأشياء وضوحاً بالقائمة التي سترفضها، اجعل لها الأولوية في التخلص منها بعيداً عن حياتك الآن، اتخذ كل الإجراءات اللازمة مهما كانت للتخلص من الشيء الذي لم تعد بحاجة إليه. وذكر نفسك بهذا الالتزام كل يوم. وربما يكون ذلك الشيء أمراً تحتاج إلى رفضه باستمرار، كأن يكون عادة مثلاً؛ لذا عليك أن تتسلح بكتابة العبارة الآتية كل يوم: "لن أتسامح في التخلص من .............................." وإذا كان الشيء المراد التخلص منه هو إحدى عاداتك؛ فإن الأمر ربما يستغرق منك أسابيع قليلة للتخلص منها؛ ولكن لا تيأس وسوف تنجح، وإذا كان ذلك الشيء عبارة عن مشكلة أكبر، كأن يكون شعورا بعدم السعادة في العمل، أو في علاقة ما فسوف تحتاج حينئذ إلى وضع خطة عمل لتحقيق ذلك. إن مجرد تحديد وكفاية الأشياء التي لم تعد بحاجة إليها قد وضع قدمك بالفعل على طريق التغيير، وكل ما عليك به هو أن تتابع السير في هذا الطريق خطوة بخطوة.