عندما نسمع كلمة حب فأول ما يخطر على بالنا المشاعر والأحاسيس التي نحسها تجاه الطرف المختلف عنا بالجنس …شعور الانجذاب اللذيذ الذي يملأ حياتنا فرحاً وسعادة بوجود شخص يقبلنا ويبادلنا المشاعر الني نحسها على مدار الساعة ….لكننا للأسف دائماً ما نقع في نفس الخطأ لأن ما تقدم ليس حباً بل عشقاً، وهو حالة شعورية جميلة لكنها أقل بكثير من أن تكون حباً فما هو الفارق بين الاثنين وماهو الحب ؟ العشق كما أسلفنا حالة شعورية وبالتالي هي خاضعة للتغيرات أو الظروف التي تحكم العلاقة مع الطرف الآخر،وهو أمر لا نستطيع التحكم به دائماً وهو أمر يعرفه جميع العشاق ، أما الحب فهو في المقام الأول موقف يشتمل على مجموعة من الأفعال والقيم الأخلاقية التي أساسها الآخر وليس نحن،وهذا الموقف نتخذه بملء الإرادة فإما أن يكون الإنسان محباً أو لا يكون ….وهذا المفهوم يجعل الحب أمراً ينحسب على العلاقات الإنسانية جمعاء وليس على العلاقة بين الرجل والمرأة فحسب …فأن أساعد أحداً في الطريق هو موقف حب، وأن أقول الحق هو موقف حب ….وأحياناً قد أقوم بموقف حب دون أن أعرف الطرف الآخر المستفيد من هذا الأمر كأن أتبرع لجمعية خيرية ،وأحد أسمى وأكثر مواقف الحب شمولية يكمن في الإصغاء للآخر والاهتمام بمشاكله ،فالإنسان بحاجة دائماً للتعبير وأفضل طريقة لسد هذه الحاجة هو الأذن المصغية …وسيكون لنا يوماً حديث مفصل أكثر عن الإصغاء ومفهومه . عندما نتحدث عن الحب بين الرجل والمرأة فنحن نتحدث عن علاقة يعتبر العشق فيها محوراً أساسياً، لكن الاحترام المتبادل والإصغاء والتفاهم والرغبة في العيش المشترك هي أركان الحب الأخرى التي تمنحه الاستمرارية والديمومة لأن المشاعر وحدها لا تكفي أبداً خاصة أنها لن تبقى نفسها بعد الزواج بل ستتغير كثيراً وتصبح أقرب إلى الصداقة ،وعندما تتغير هذه المشاعر ستظهر للطرف الثاني بأنها خفت وهنا ستظهر مشاكل لم تكن في الحسبان إن لم تكن الأركان الأخرى متواجدة وقوية … وهذا ما يفسر انهيار العديد من العلاقات التي يجمع بين طرفيها مشاعر عميقة وحارّة …ومن كان له إذنان مصغيتان فليسمع