تابعت وسائل الإعلام العالمية باهتمام بالغ التطورات السياسية الحالية في مصر, في محاولة لشرح التطورات الجارية أو وصفها مع محاولة تصور
ما قد يحدث في المستقبل, فقد أكدت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن طبيعة العلاقات بين مصر وإسرائيل ستتغير, وعكست ذلك في عنوانها إسرائيل ستفتقد مبارك, واعتبرت أن انتخاب محمد مرسي وتوليه الرئاسة المصرية سيفتح صفحة جديدة في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب. وأوضحت الصحيفة أن مرسي سيستنسخ في علاقاته مع إسرائيل صيغة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو التي أعلنها في تعامله تجاه الفلسطينيين إذا أعطوا سيأخذون.. إذا لم يعطوا لن يأخذوا. وأضافت أن الرئيس الجديد سيكون أكثر اهتماما بنبض الشارع مقارنة بالرئيس السابق مبارك. وزعمت الصحيفة أن الرأي العام المصري يتعرض لحملة دعائية من منتقدي معاهدة السلام, الذين يتهمون نظام مبارك بخداع الفلسطينيين والتخلي عن المسجد الأقصي, مشيرة إلي أن العمل المعتاد في المستوطنات وعملية السلام لن يصاحبه العلاقات المعتادة بين مصر وإسرائيل. ونشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تحليلا بعنوان مصر جديدة تماما, ودعت فيه إسرائيل علي الاعتياد علي الحقيقة المزعجة أن مصر المعادية يحكمها الإسلاميون. وقالت الصحيفة إن مصر لم تعد كما كانت, والحدود لم تعد كما كانت, ومعاهدة السللم تموت, ومن الأفضل البدء في تغيير طريقة التفكير في إسرائيل. وزعمت الصحيفة أن شبه جزيرة سيناء تحولت إلي منطقة تحكمها مجموعات من أقوي وأخطر الجماعات الإجرامية في العالم, وأن الجمهورية الثانية في مصر تحت قيادة الإسلاميين ستوجه التوترات بين مصر وإسرائيل من عدم اتفاق حول السياسة والأرض إلي صراع ديني. وأكد التحليل أنه من الأفضل الاعتياد علي حقيقة أن كل الحدود الجنوبية لإسرائيل, هي حدود معادية, وحدود مواجهة, وأن النظام المصري تحت الحكم الإسلامي لن يمكنه قبول الغارات الجوية الإسرائيلية علي قطاع غزة, وأنه عندما يتولي مرسي السلطة وتقع غارات جوية علي القطاع مما يسفر عن مقتل مدنيين أبرياء, فإن ذلك سيكون يوم انتهاء العلاقات الرسمية بين مصر وإسرائيل. ونشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرين مطولين بعنوان جنرالات مصر ينفذون انقلابا ناعما بينما يتنازع مرشحان حول إعلان الفوز بالرئاسة, وسحب العاصفة تخيم علي سماء مصر. وقالت الصحيفة في التقرير الأول إنه علي الرغم من إعلان مرسي تحقيق فوز ديمقراطي فإن هناك مخاوف من اليد المتسللة للمجلس العسكري لإحكام قبضته علي السلطة بعد إصداره الإعلان الدستوري المكمل, وأن بعض الجماعات السياسية يقولون إن الجنرالات مصممون علي تدمير التحول الديمقراطي في البلاد. وذكرت في تقريرها الثاني أن الغموض يحيط بمستقبل الثورة المصرية بعد نحو16 شهرا من اندلاعها, وأنه بعد60 عاما من الحكم العسكري لا يمكن تخيل أن هدم أسس النظام القديم الذي يطلق عليه الدولة العميقة يمكن أن يسير بسهولة, لكن المؤشرات توضح أن المجلس العسكري يحكم قبضته علي السلطة في الوقت الذي يقترب فيه موعد تسليمها, مما ينذر باحتمال اندلاع مواجهة سياسية في المستقبل القريب. واختتمت بالقول إن التفاؤل الذي كان موجودا يوم11 فبراير2011 لم يتبدد بأكمله لكن هناك سببا للقلق وهو أن ميدان التحرير سيشهد مزيدا من المظاهرات. وتحدثت افتتاحية صحيفة الجارديان البريطانية تحت عنوان طريق متعرج وطويل إلي الديمقراطية عن غلطة المجلس العسكري الكبري بتعطيل عمل مجلس الشعب, مما أدي إلي صعود الإخوان المسلمين المرتقب لسدة الحكم. وأضافت أن الثورة المضادة قد تحولت, وبأثر رجعي, إلي مسرحية هزلية( كوميديا) من الأخطاء. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بخلاصة مختصرة, تبدو كنصيحة موجزة, جاءت علي النحو التالي: علي المجلس العسكري التخلي عن السلطة. أما صحيفة التايمز, فتخصص أيضا افتتاحيتها الثانية للحديث عن الشأن المصري بعنوان: الشتاء العربي. وقالت إن حكام مصر من العسكر قد قوضوا الحكم المدني عمدا. وأضافت أنه ينبغي علي الحكومات الغربية أن تحتج بشدة علي تدخل المجلس الأعلي للقوات المسلحة في مصر لتعزيز سطوته علي الحكم, علي حساب صلاحيات الرئيس المقبل للبلاد. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن روبين رايت الزميل بمعهد السلام الأمريكي قوله إن مصر تواجه خطر عدم استكمال الثورة, بسبب الشكوك حول تسليم المجلس العسكري السلطة الفعلية, رغم تعهده بتسليمها في30 يونيو الجاري. وكتبت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن المجلس العسكري يبعث برسالة سيطرة وأن الانقسامات المصرية تدعم الثورة المضادة. ورصدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الأزمة الوشيكة بين القوي الثورية والمجلس العسكري, قائلة إنه بعد الفوز في الانتخابات الرئاسية, يسعي الإخوان إلي تحدي الجيش, في إشارة إلي مليونية أمس التي تعارض الإعلان الدستوري. وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية في تقريرين منفصلين إن الثورة المصرية تتعرض لضربة ساحقة رغم فوز مرسي بالرئاسة, وأن أنصار الإخوان المسلمون والحرية والعدالة منقسمون بين الفرح بعد فوز مرشحهم بالرئاسة, والحزن بسبب تقليص صلاحيات الرئيس. وأضافت الصحيفة أن رؤية ديمقراطية شعبية في مصر تتلاشي, بعدما ثبت أن قوة الجيش أكبر من المطالبين بالتغيير والمعارضين له. ومن جهتها, وصفت مجلة التايم الأمريكية إصدار المجلس العسكري للإعلان الدستوري المكمل بعد ساعات قليلة من إغلاق صناديق الاقتراع في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة المصرية, بأنه بمثابة فوز للمجلس في هذه الانتخابات. وقالت في تقرير لها بعنوان كيف فاز المجلس العسكري في الانتخابات الرئاسية, إنه علي الرغم من غضب النشطاء من إعلان المجلس التوجيهات الخاصة بالدستور والتشريعة وعلي ما يبدو طبيعة الرئاسة, إلا أنه من المستبعد أن يقوم أحد بتغيير الوضع القائم. وتابعت المجلة قائلة إنه بعد عقود من الحكم الاستبدادي في ظل ثلاثة أنظمة عسكرية متوالية, قد تصبح مصر قصة نجاح حقيقية لعملية التحول الديمقراطي في أعقاب الربيع العربي, إلا أن المعضلة أن رئيس مصر القادم سيكون بصلاحيات قليلة للغاية في ضوء ما أعلنه المجلس العسكري مؤخرا. ومن أنقرة ـ كتب سيد عبد المجيد: قالت صحيفة وطن أمس أن مصر شهدت مرحلة هي نفسها التي مرت بها تركيا في الثامن والعشرين من فبراير عام1997 والتي عرفت بـ الانقلاب الابيض الذي اطاح بحكومة نجم الدين اربكان الاسلامية, وكان وراءه العسكريين الاتراك. وأضافت أنه قبل بدء فرز صناديق الاقتراع والتي أسفرت نتائجها عن فوز مرسي بنحو عشرين دقيقة فقط فوجئ المصريون بقيام المجلس العسكري الحاكم بسحب كافة صلاحيات رئيس الجمهورية بإصداره إعلانا دستوريا مكملا والذي كان بمثابة إنقلاب علي حد وصفها. وفي موضع آخر وتحت عنوان مرسي ـ شفيق لكن الفائز طنطاوي, قالت الصحيفة إن الانتخابات جرت بين محمد مرسي وأحمد شفيق إلا أن الفائز هو المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري. وأضافت أن قطاعات من الشعب المصري شعروا بخيبة أمل كبيرة لإصرار المجلس العسكري أن يكون له دور نافذ في الحياة السياسية وأنه صاحب القرار النهائي بالبلاد وختمت الصحيفة تقريرها ان الوضع في مصر بات ضبابيا وأنه قد يدفع مواطني المنطقة للتشاؤم تجاه الربيع العربي.