أعلن "وايت كيوب غاليري" اللندني عن بيعه جمجمة بشرية مرصعة بالماس، للفنان البريطاني المثير للجدل ديميان هيرست. وكان قد أزيح الستار عن الجمجمة، آخر أعمال الفنان الذي أصبح أثرى فنان بريطاني معاصر في حزيران الماضي، وهو عبارة عن جمجمة بشرية مرصعة بالماس والبلاتين أطلق عليها اسم "في الحب الإلهي". وتعتبر القطعة الأغلى في تاريخ الفن المعاصر، التي أثارت حفيظة بعض النقاد واعتبرها البعض مجرد حركة استعراضية. واشترت القطعة مجموعة استثمارية لم يعلن الغاليري الكائن في جنوب لندن عن اسمها.
الجمجمة مرصعة بـ 8601 ماسة وتعلو جبينها قطعة ضخمة حجمها 52.5 قيراط، إضافة إلى قطع أخرى لتظهر العينين والأنف، وتغطى جميعها بقالب البلاتين الذي صنع طبقا لجمجمة بشرية حقيقية، التي ما زال الفنان يحتفظ بها في بيته.
وقال فرانك دافني مدير أعمال الفنان، إنه سيكون لهيرست بعض الحقوق التي تسمح له أن يقرر كيف ستعرض من أجل مشاهدتها من قبل الجمهور. وأضاف دافني أن الصفقة ستتم خلال أربعة أسابيع وأن الاتفاق ينص على أن تعرض في المتاحف خلال السنين القادمة، إلا أن التفاصيل الدقيقة بخصوص الموضوع لم تنته بعد.
وقال الفنان، 42 عاما، في مقابلة ليلة أول من أمس مع الـ"بي.بي.سي" إنه يأمل أن ينظم المشتري جولة لها في العالم حتى يراها أكبر عدد من الناس، وألا تبقى في مخازنهم من أجل الاستثمار فقط. وقال متحدث باسم الغاليري لصحيفة "ايفنينغ ستاندارد"، إن الفنان حريص على أن يراها جمهور عريض من الناس.
وحسب الفنان الشهير بأعمال مثل الحيوانات المخللة، التي عرضت في غاليري "ساتشي" في لندن، فإن سعر الـ 50 مليون جنيه إسترليني، لا يعكس ثمن الجواهر التي صنعت منها الجمجمة، وذلك حتى لا يشتريها شخص يعتقد أن القيمة الإجمالية للماس تعكس السعر المطلوب. السعر الحقيقي لثمن الماس المستعمل في العمل قدر بـ 12 مليون جنيه إسترليني فقط. وتمكن "وايت كيوب غاليري" خلال هذا الصيف من بيع اعمال وصلت قيمتها الاجمالية الى 130 مليون جنيه استرليني، وهذا قبل اكمال صفقة الجمجمة.
صاحب الجمجمة غير معروف وغير مسجل اسمه رسميا، وقال الفنان انه اشترى الجمجمة من تاجر متخصص بجمع جماجم من العصر الفكتوري. وحسب الفحوصات الطبية فإن صاحب الجمجمة عاش في القرن التاسع عشر وتوفي وهو في الثلاثين من عمره. اما الأسنان، التي ظهرت وهي في حالة جيدة جدا باستثاء فقدان واحدة منها، فقد ركبت على الجمجمة المعروضة.
وقال الفنان لصحيفة "الغارديان" يوم افتتاح المعرض انه كان متخوفا من ان تظهر في شكلها النهائي بمظهر "الأعمال الرخيصة وكأنها تحفة براقة في مرقص ليلي". الا انه كان في غاية السرور والسعادة بالعمل في نهاية الأمر. وقال بالنسبة لي فإنها هادئة ولطيفة، واتمنى ان تعطي المشاهد كل ما يتوخاه من آمال وتزيد من اعجابه بالأشياء الجميلة". (الشرق الأوسط)