الغول من أين جاء الغول يا أبي؟ هل هو كالوحوش و الذئاب ؟ يأتي من الأدغال أم مارد شرّير من عالم الأموات؟ الغول يا بنيّتي نبات مبعثر الأحشاء جذوره السوداء كالعتاب مندسّة بين الزوايا الدامسة تحترش العذاب أغصانه المعثكله كثيرة الفروع و الأشواك تدفعها الرياح للعرى للبرد و الضياع على الرصيف زاحفه أوراقها دموع عبر الفصول نازفه يجرفها الرثاء لمْ أفهمْ يا أبي الغول يا بنيّتي أشجار ثمارها طيور تنام بالنهار كالأشباح و عندما يستسلم العناء للكرى و الدفْء و الأحلام تستيقظ من نومها غاضبة تستنفر الجراح تنقظّ كالإعصار على هدوء الغاب تمتصّ من مسامنا الدماءّ و الحبّ والأفراح أخفتني يا أبتي بهذه الأوصاف هل هو كالشيطان ؟ لقد صدقت ياابنتي الغول كالشيطان يأتي من الإنسان هو الذي أنبته رعاه حتّى غدا ثعبان