قالت: أتحبني؟ قلت: السؤال عن حبك كالسؤال عن الروح.. الحب من أمر قلبي ! قالت: لا تتحاشى الإجابة.. أتحبني؟ قلت: أحب أن أحبك. قالت وضجر يملأ عينيها: يوووه ! قلت: أحبك ! قالت: لمَ تحبني ؟ قلت: أعظم الحقائق في الوجود..لا تحتاج إلى تعليل. قالت: يعني؟ قلت: لو اكتشفت سبب حبي لك.. هل سيتغير شيء بيننا ؟ قالت: امممم.. أجب سؤالي أولاً ؟ قلت: أحبك كي أتجلّى فأبلغك. ارتسمت على شفتيها ابتسامة ذابت سريعاً في استعجالها الكلام وقالت: كم تحبني ؟ قلت: أنا جرمٌ صغير في كون هواك.. اعذريني لا أعلم كم حجم المجرة. على غير عادٍة اكتفت بالجواب ثم قالت: كيف أحببتني؟ قلت: أخفق لساني في أن يصف ما حدث أول لقاء، فتحدث قلبي ! قالت: وماذا قال؟ قلت: قاموس القلب به كلمة واحدة فقط. قالت: وهي.. ؟ قلت أحبك ! قالت: ولكن القلب يكره ؟ قلت: كلا ! الكره شعور مصدره كل الجوارح حين تتفق على شخص يجب أن لا يلامس القلب. قالت: والقلب يغارُ أيضا قلت: الغيرة فعل الفطرة. شيء أسرع من خفقات القلب، هوس لا يستأذن أفئدتنا حين يصرعنا لحظة جنون. قالت: لن تقول لي أن القلب لا يشتاق !! قلت: وهل الشوق إلا بعض الحب ! سادت لحظة صمت مضت خلالها تقلب بقايا طلاء المناكير في أظافرها .. ثم قالت: متى أحببتني؟ قلت: حبك كان ميلادي.. ! قالت: متى؟ قلت: يوم عرفت الحياة ! قالت: وقبل أن تحبني.. كيف كانت الحياة؟ قلت: صياغة سؤالك.. خاطئة ! قالت: لم ؟ قلت: لم يكن قبلك قبلٌ ولا عمر ولا حياة ابتسمت وقالت: مراوغ ! قلت: كعينيك لحظة غزل ابتسمت وقالت: هل أنا جميلة؟ قلت: لا ! انفجرت عيناها ذهولاً.. تداركت الموقف قائلاً: ما أراه فيك ليس له وصفٌ سوى الدهشة.. كلما نصفه بالجمال فثمة ما هو أجمل منه ! ابتسمت ومالت شفتاها ثم قالت: هل تقصد بأني أجمل النساء ؟ قلت: لا تجوز المقارنة بين جنسين مختلفين قالت: يعني ؟ قلت: هنّ النساء.. وأنت لحظات السحر في ليالي البدر الشاتية. قالت: لا تراوغ.. هل أنا أجمل النساء؟ قلت: هناك واحدة هي منك أجمل. اتسعت عيناها.. أفردت أصابعها المشبكة وقالت بصوت متهكم: ومن تكون تلك المصون ؟ قلت: أنت حين تضحكين ! تنهدت وقالت: وماذا عن الأخريات ؟ قلت: ولهي بك يجعلني مشغولاً عما سواك.. وغيرتك لا تمنحني فرصة لأن أدرك أن امرأة أخرى تعيش في هذا الكون. قالت: يبدو أن غيرتي تزعجك ! قلت: بل تسعدني. قالت: كيف ؟ قلت: تمنحني اعترافاً بأنك لي. ولكن تجعلني أتعجب !! قالت: ممّ ؟ قلت: كيف تغارين وفي كل النساء نقصٌ لم يكتمل إلا لكِ ؟ قالت: وما هو ذاك النقص؟ قلت: ليس لهنّ فيّ نصيب. اتسعت عيناها وقالت: تباً لك ! انفجرت ضاحكاً وعادت تلملم محضر أسئلتها وقالت: أتغار عليّ ؟ قلت: ليس كثيراً.. ولكن في عشائنا الليلة الفائتة جعلت النادل يجلب لك شوكة وسكيناً بلاستيكية. قالت: وما علاقة هذا بالغيرة. قلت: لا أحتمل أن يضع أحدهم في فمه ملعقة بللها ريقك ! دفنت وجهها في المخدة وقالت: إذا تعلمت كيف تجيب سؤالاً بدون فلسفة سأكمل حديثي معك ! قلت: وهل يمكنني الاستعانة بصديق؟ قالت: افعل.. دفعت المخدة عن وجهها.. داعبت أصابعي شفتيها وقلت اسألي هاتين هما تعرفان متى وكيف وأين وكل الأجوبة. فجأة لم تستفسر عن سبب منطقي لقبلة عميقة وما حدث بعدها !