تحكمي في الغيرة واسعدي بحياتك الزوجية
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
أحمد عباس
| المصدر :
woman.islammessage.com
رغم أن الإحساس بالغيرة بين فترة وأخرى هو أمر طبيعي ولا يمكن أن يكون غريبًا على طبيعة النفس البشرية، إلا أن المرأة عندما تجد أن حالة الغيرة أصبحت تداهمها بشكل يومي فإن هذا يعني بالضرورة مؤشر خطر لا يجب السكوت عنه أو تجاهله.
وعندما تصل الغيرة إلى هذه الدرجة الخطيرة تجدين نفسك في حالة عقد مقارنات بشكل مستمر بينك وبين العديد من الشخصيات حولك أو في خيالك، ويتبع ذلك أن تحسي بالتهديد المستمر والخوف من أن يتخلى عنك زوجك من أجل شخصية أخرى.
أضرار الغيرة
ولا تقف الأضرار الناشئة عن حالة الغيرة المستمرة عند حدود المواجهات التي ستنشأ بينك وبين شريك حياتك، ولكنها تمتد إلى مرحلة الريبة والشك التي تحيط بك وتجعلك تسيئين الظن في كثيرين ممن حولك، كما أنك قد تفسرين العديد من المواقف تفسيرًا خاطئًا وقد تستمعين إلى حديثًا بريئًا عابرًا ولكنك تخرجين منه بنتائج تخالف الواقع تمامًا.
والحقيقة أن الأفكار السلبية، والشكوك، وإحساسك بعدم أمان، كل ذلك يدخلك في دوامة مستمرة من المخاوف والهموم تضعك دائمًا تحت ضغط مستمر ينعكس بالسلب على حياتك الأسرية وعملك وكافة أنشطة حياتك.
ولو تركتي نفسك لهذا الطريق غير المأمون العواقب فإنك لن تصيبي نفسك بالهوس فقط وإنما ستجعلين حياة كل المحيطين بك تدخل نفقًا مظلمًا، فالبشر بطبيعتهم لا يشعرون بالراحة أو الاستقرار عندما تكون كل مواقفهم وكلماتهم محل ريبة وتفسر بشكل سلبي.
من المهم كذلك أن تتأكدي من أن استمرارك في حالة الغيرة المتصاعدة قد يؤدي إلى انهيار زواجك لأن الرجل بطبيعته يميل إلى الانسحاب من العلاقات التي تسبب ضغطًا نفسيًا مستمرًا على أعصابه، وقد يأتي قراره بالتخلي عن الزواج مفاجئًا لك لأن تفكيرك ظل منصبًا لفترة طويلة على شكوكك وهواجسك.
كيف تتعاملين مع الغيرة؟
الآن وبعد استعراض بعض جوانب خطورة حالة الغيرة والتشكك يمكن البدء في استشراف آفاق التعامل مع هذا الخطر الذي يهدد حياتك والذي قد ينتابك في أية مرحلة من مراحل عمرك بسبب ضعف الإيمان في قلبك، ومبدئيًا يمكن الإشارة إلى أن أفضل طريق للتعامل مع الغيرة أو الشكّ يكمن في فتح حوار صريح وشفاف مع زوجك حول القضية التي تسبب لك الهاجس الأكبر من الغيرة، والتي قد تتمثل في طبيعة عمله، أو بعض معارفه أو أقاربه، أو بعض هواياته أو غير ذلك.
كتمان مشاعر الغيرة بداخلك وعدم مناقشتها بشكل مفتوح مع شريك حياتك يجعل هذه المشاعر المكبوتة تبدأ في الظهور عبر ردود أفعال غير منطقية وصادمة، وقد تجدين نفسك باحثة عن الاهتمام بآخرين لا يستحقون هذا الاهتمام المتكلف فقط من أجل أن تلفتي نظر زوجك بأسلوب قد لا يصل إليه بطريقة صحيحة نظرًا لأنه لا يتصور حالة الغيرة التي تواجهك من الأساس.
تأكدي من أن مصارحة زوجك بشأن حالة الغيرة التي تعانين منها لا تعني بالضرورة أن تثمر عن تغيير في سلوكه أو قرارات حياته أو توجهاته وإنما الهدف الأساسي من هذه المصارحة هو ألا تحملي العبء وحدك وأن يكون زوجك متفهمًا لدرجة الألم والمعاناة التي تحيط بك وهذا يساعد في حل المشكلة والخروج بك من الأزمة لاسيما إن كانت علاقتك مع زوجك مبنية على الحب والتفاهم منذ البداية.
لا تكوني عدائية
حاولي ألا تكوني في حالة هجوم أو عداء مع زوجك بسبب الغيرة التي تسيطر عليك ولكن بدلاً من ذلك اعتمدي على الحوار الهادئ والمناقشة وتبادل وجهات النظر، بمعنى أنك من الضروري ألا تدعي حالة الغيرة تنال من صفاتك الأجمل التي تجعل محبتك مستمرة في قلب زوجك، واعلمي أن حالة الغيرة وإن كانت أسبابها متنوعة إلا أن واحدًا من أهم تلك الأسباب هو أن مشاغل الحياة والضغوط العملية قد تسببت في اتساع المسافة بينك وبين زوجك، ومن ثم فإن الحوار بينكما يجب أن يهدف بالأساس إلى تضييق هذه المسافة ومنحكما فرصة لاستعادة التواصل التلقائي بينكما.
ضمانات مريحة
ليس هناك ما يمنع أن تطلبي من زوجك بعد الضمانات التي قد تريح أعصابك وأخبريه صراحة أن هذه الضمانات ليست متعلقة به وإنما هي مرتبطة بشكل أكبر باحتياجك إلى شعور الأمان والاستقرار النفسي، وبالتالي فإنه بقبوله بهذه الضمانات وإن كان سيتنازل قليلاً في حياته إلا أنه سيكون من الناحية الفعلية قد ألقى إليك بطوق النجاة للفكاك من حالة الغيرة والتشكك وبمرور الوقت يمكن لهذه الضمانات أن تصبح في حكم المنتهية.
تفسيرات إيجابية
هناك وسيلة أخرى مهمة يمكن من خلالها التغلّب على الغيرة وهي محاولة النظر إلى الأحداث حولك والتي تثير شكوكك بطريقة مختلفة.
من المعروف أن كل الأحداث سواء كانت بسيطة أو معقدة يمكن النظر إليها من خلال أكثر من منظور وحالة الغيرة التي تعتريك هي في الحقيقة بمثابة أسوأ منظار يمكن أن تجدي نفسك تنظرين إلى المواقف من حولك عبره، ومثال ذلك الواضح أنك إذا حاولتي الاتصال بهاتف زوجك ثم لم يرد عليك فإن هناك مجموعة من الاحتمالات فإما أنه مشغول للغاية في عمله، أو أن هاتفه قد تستنفذ طاقة شحنه التي هي في مراحلها الأخيرة ـأو أنه قد يكون بعيدًا عن هاتفه في هذه اللحظة، ومن أجل التغلب على حالة الغيرة يجب عليك ألا يخطر على بالك إطلاقًا احتمال أن يكون منشغلاً عنك بإنسانة أخرى، وحتى لو جال هذا الخطر في ذهنك فعليك أن تسارعي بطرده واستبعاده وعدم التفكير فيه.
ومما يساعدك على تفسير الأحداث بهذه الطريقة الإيجابية التي تنأى بك عن إشعال المزيد من الغيرة في أعماقك أن تبادري بشكل إيجابي وبابتسامة جميلة إلى التفكير السريع في أفضل الاحتمالات التي تفسر هذا الحدث أو ذاك وعودي نفسك على ترجمة كل المواقف بصورة إيجابية وهذا يرتبط إلى حد بعيد بمدى حسن ظنك بالله وحرصك على مواصلة ذكره سبحانه وتعالى حيث تفيض على قلبك أنوار الطمأنينة والسكينة.