أختى الفاضلة الأستاذة أميمة السيد,
لقد دفعتنى وشجعتنى متابعة بابك "إفتح قلبك" على أن أحكى لكِ قصتى بعدما ضاقت بي الدنيا وضللت كل السبل,ولقد أرسلت لكِ أكثر من مرة..وسوف أحكى لكِ الموضوع ...
أنا كنت رجل ميسور جداً قبل الثورة هنا بمصر وأعمل بالسياحة منذ عام 1995عمرى 37عاماً,وكان لدى أعمال سياحية كثيرة ورائجة فى إحدى المدن الأكثر سياحة بمصر,ومن خلال عملى تعرفت على فتاة روسية ونويت أن أتزوجها ,فعرضت عليها الإسلام فوافقت فى أول الأمر لأنها أحبتنى وأرادت أن تعيش معى ,فحمدت الله ووجدتها فرصة طيبة لأن أتزوجها وأعلمها الإسلام بتعمق حتى يدخل فى قلبها وعن إقتناع,وبالفعل وفقنى الله فى الزواج منها وفى إقناعى لها وتعمق الإسلام ومحبته فى قلبها لدرجة أنها الأن إرتدت النقاب , الحمد لله فلقد رزقنى الله منها بطفلتين 5 سنوات 3 سنوات ولكن شاء الله أن يرزق إبنتى الصغرى بمرض فى الجانب الأيسر من جسدها سبب لها عجز ,وقمت بعرضها على الأطباء حيث قال أنها تحتاج علاج طبيعى ,مع العلاج الأخر ولكنه أصبح حالياً مكلفاً للغاية ,لأننى والحمد لله بعد الثورة وإنهيار السياحة خسرت كل أموالى, ومعظمها على نفقات علاج إبنتى بعدما إكتشفنا ذلك العجز لديها,حتى محل بيع الإكسسوارات أغلقته ,لدرجة أننى بعد رغد العيش الذى كنا فيه, أصبحت مكبلاً بالديون وتركت هذه المحافظة وأتينا إلى القاهرة,ولكنى للأسف الأن بلا عمل حتى نقتات منه أنا وزوجتى وبناتى,ففكرت أن أستدين مرة أخرى للسفر بمفردى لأداء العمرة وحتى أبحث عن عمل بالسعودية, ومشكلتى سيدتى أننى أقع فى حيرة شديدة حيث أن أهل زوجتى قد علموا بحالنا من روسيا وبعثوا لها لتأتى هى وبناتى,أثناء سفرى وأنا أخاف جداً عليهن حتى لا يحاولون معها هناك هى وبناتى ليردونهن عن ديننا ـ الإسلام ـ فأنا لاأستطيع أن آخذهم معى هناك لتكاليف السفر طبعاً والإقامة فى حال وجدت عملاً,على الرغم من أننى أتمنى أن أصطحبهم معى للسعودية والإقامة هناك حتى تتعلم زوجتى اللغة العربية لحفظ القرآن الكريم, فلقد حاولت هنا كثيراً ووجدت صعوبات روتينية وخصوصاً بعد الثورة,وعلمت أن بالمملكة العربية السعودية تيسير فى هذا الأمر, بالله عليكِ أستاذة أميمة تنصحيننى, وتقولين لى رأيك أنتِ وقرائك الكرام, ماذا أفعل هلى أوافق على سفر زوجتى والإقامة مع أهلها لحين عودتى أم لا أوافق وأتركهم هنا وأنا أخشى عليهم الفقر ومر الحاجة وأنا بعيد؟؟؟
أختى الفاضلة,,,لى أيضاً طلب من جميع قرائك المحترمين.. ألا يتهكمون أو يشككون فى قصتى,فيعلم الله أننى صادق مع الله فى أقوالى وأفعالى,ولقد بعثت لكِ ما يثبت كلامى من مستندات منعاً للتشكيك ,فإننى لاحظت كثيراً من الهجوم علي ما تنشرين وبعض القراء يشككون فى صحة الكلام وفى أصل ما تنشرين من مشكلات ,وجزاكِ الله خيراً.....أخيك فى الله ـ أبو عائشة.
(الرد)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,
أولاً: أخى الفاضل ..أهلاً بك وأشكرك على ثقتك فىّ,ولتسامحنى على التأخير فى الرد عليك, فيعلم الله أن الأمر خارج عن إرادتى بسبب كثرة الرسائل والإتصالات وهموم الناس,فاللهم فرج همومنا جميعاً.. وبالفعل لقد وصلتنى رسالتك مرفقة بوثيقة إشهار إسلام زوجتك الفاضلة من الأزهر الشريف,كما وصلتنى صور إبنتيك الجميلتان بارك الله لك فيهما وأنبتهما نباتاً صالحاً,وتألمت كثيراً من صورة إبنتك وهى بالجهاز الإصطناعى بالفخذ على فراش المرض,شفاها الله وعافاها, ولتطمئن أخى وليطمئن جميع قرائى الأعزاء بأننى لاأنشر أى مشكلة إلا بعد التأكد من صحتها ,وخاصةً فى الموضوعات المصيرية,ولكننى لاأقوم بنشر المستندات التى تصلنى حرصاً منى على خصوصية قرائى ..أما من يشكك فيما أنشر فهو يقذف بكلامه أمام الله وجميعنا محاسبون على حصائد ألسنتنا,ويعلم الله مدى الجهد الذى أقوم به حتى أعمل على مساعدة قرائى أصحاب المشكلات للخروج من أزماتهم وأحتسب الأمر كله أولاً وأخيراً لله تعالى لتفريج كروب إخوانى وإخواتى فى الله ,واللهم تقبله منى ومن جميع من يكتب رأياً لله ليشارك معى بما ينفع صاحب المشكلة.
وثانياً: أبشر يا أبا عائش بالخير كله وبحمر النعم,فما أنت به من إبتلاء كبير فى رزقك وابنتك ليس إلا إختبار ومنحة من الله ـ عز وجل ـ بعد أن كنت سبباً فى إسلام زوجتك الكريمة,وأن يأتى نسلها منك على ملة الإسلام وقول لاإله إلا الله محمد رسول الله,فما أعظمها من نعمة,وربما أيضاً أراد الله تعالى أن تفقد مالك حتى يطهر مالك من أى شبهة حرام به ويطهر نفسك من أى شائبة رياء .
ومن رأيى يا أبا عائشة ...ألا تترك زوجتك وابنتيك يسافرن للإقامة مع أهل زوجتك وحدهن ,فقد يرزقك الله بعمل هناك كما تتمنى وتضطر للتأخير عنهم وبالتالى لاتأمن مكر هؤلاء الأهل أو بعضهم فربما بالفعل كانت منهم محاولات لإرتداد زوجتك التى أسلمت وتعلق قلبها بالإسلام,وليس معنى هذا أننى أنصحك بأن تحرمها من أهلها نهائياً,ولكن هناك فرق ما بين الإقامة لأشهر معهم وربما أعوام,أو أن تزورهم أو يزورونها من وقت لأخر وأنت معهم وتحت عينيك.
فعليك أخى أن تتركهم هنا فى معية الله ,على أن تكون مطمئن عليهم بين جيران محافظين وملتزمين,وتقوم بتوصية بعض الأخوات التى تثق بهن من جيرانك, حتى يراعين زوجتك وبناتك ,وليتك توصى عليهن أيضاً بعض أهلك لو كان سكنهم بالقرب منكم, أيضاً أرى أخى الكريم,أن تبحث لزوجتك عن عمل مناسب ,تأمن عليها فيه وليكن فى مجال الترجمة الروسية, حتى تقتات منه هى وابنتيك وقت غيابك عنهن, وإلى أن يتبدل حالك للأفضل مادياً,وتستطيع وقتها أن ترسل لهن للعيش والاستقرار معك هناك ,على الرغم من أننى أدرك أن أمر عمل زوجتك يصعب عليها فى ظل تحملها لمسئولية طفلة مريضة وتعانى عجزاً,ولكن ما أطرحه عليك من إقتراحات أخى الفاضل يكون بشكلاً إضطرارياً لإجتياز الأزمة فقط .
وأنا بدورى ...أناشد جميع قرائى الأفاضل الذين فى إستطاعتهم أن يجدوا لك عملاً مناسباً بمصر أو السعودية,فاليتفضل مشكوراً ويراسلنى أو يقوم بالإتصال بى, حتى أقوم بإعلامك بالشكل الذى ستتواصل به معه,
فمعاً جميعاً أحبتى فى الله, نرحم عزيز قومٍ ذل.
وأدعوالله القادر أن يشفى ابنتك الصغيرة شفاءً تاماً لايغادر سقما وأن يثبت زوجتك على الإسلام ويثبتنا جميعاً وأن يبدل أحوالكم وأحوالنا جميعاً إلى ما فيه خيرى الدنيا والأخرة لنا وما فيه مرضاة الله.