لاشك أنَّ مَن يحظى بأقل درجات الإنصاف فإنه يجد نفسه يمتلئ بالاعتزاز بأن يكون رئيس مصر رجلاً في مكانة الدكتور محمد مرسي، ومن يفيض قلبه حبًا للدكتور مرسي يجد نفسه معتذرًا عن مواقف من الدكتور الرئيس، وهناك قسم ثالث وهم الذين حملوا راية الحقد الأسود أو الخوف الأعمى من الإسلاميين فراح يحمل الفضيحة لا النصيحة، والتجريح لا التصحيح، وصار منفلتًا من كل سياج أخلاقي، أو اعتبار وطني، فصرتَ لا تسمع منه إلا قذفًا، ولا ترى إلا قذىً، ولا ينطق إلا عن هوى، ولا يكتب إلا كذبًا، ولا يرمي إلا بهتانًا لدرجة أن لفَّق أحد أصحاب الشاشات قصة رخيصة أن مرسي منعدم الإنسانية؛ لأنه – كطبيب – رفض علاج طفل يحتضر على يدي أبيه المسكين؛ لأن الأب لم يدفع له 300 جنيه قبل الكشف الطبي، فمات الطفل بسبب قسوة الدكتور الطبيب مرسي على حد كذبه لأن د.مرسى لم يكن طبيبًا يومًا واحدًا!! بل هو الدكتور المهندس لا الطبيب.
ونحن هنا نعتز برئيسنا اعتزازنًا لكونه حافظًا للقرآن وقد قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء:82]، وحفظه للقرآن يحفظه من الخلل والمؤآمرات والكيد والمكر، لقوله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء:54]، وآية الكرسى وحدها من جوامع الحفظ الربانى لمن يحفظها ويرددها بقلبه وعقله ووجدانه، بل حفظ القرآن مصدر من أكبر مصادر الهدى والرشاد.
ونعتز برئيسنا د. محمد مرسى لأنه أستاذ جامعي من نوابغ مصر فى الهندسة، والله تعالى يقول: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:11]، وقد أورد السيوطي بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم"، وأورد الماوردي الشافعي والفراء الحنبلي في الصفحة الأولى من كتابهما "الأحكام السلطانية فى الولايات الدينية" قول الشاعر:
لا يصلح الناس فوضى لا سِراة لهم ... ولا سِراة إذا جهالهم سادوا
وقد نُقل إلينا عن أحد مستشاري المخلوع حسني مبارك في جامعة القاهرة، فقال: عندما أضربنا عن العمل يومًا واحدًا احتجاجًا على اغتصاب وزير داخليته زكي بدر أرضنا بنادي هيئة التدريس، أرسل لنا مستشاره برسالة جاء فيها: "قول لأساتذة الجامعة دول، إذا كانوا عندهم دكتوراة في العلم، أنا عندي دكتوراة في العند!".
فالحمد لله تخلصت مصر من صاحب الدكتوراة في العند، وانتخبوا لأول مرة رئيسًا مدنيًا عنده دكتوراة في العلم من أعرق جامعات أمريكا، وقدم أبحاثًا عديدة في تطوير مركبة الفضاء في وكالة ناسا.
ونعتز برئيسنا الذي فاز بأفضل برلماني في العالم بالمعايير العالمية رغم كل الأذى والتضييق الذي كانت تعاني منه الكتلة البرلمانية الإسلامية، ونعتز به أن شكل مع إخوانه حزبًا قويًّا "الحرية والعدالة" في وقت قياسي، وفاز فى أجواء عصيبة بأغلبية نسبية في انتخابات البرلمان والشورى والنقابات، واستطاع أن يجمع الكثير من الشتات المصري في أكبر تكتل سياسي.
ونعتز به رئيسًا يرفع رأس مصر العروبة والإسلام سواء في أوروبا أو أمريكا أو الهند أو الصين أو باكستان أو دول الخليج أو جنوب أفريقيا أو السودان، ويعتز بمذهب أهل السنة والجماعة في إيران، ويترضى على أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وخاطب رؤساء 40 دولة لوقف العدوان على غزة حتى أوقف هذا الظلم على أهلنا في غزة بعد أن كان هذا الظلم من رجال أمن الدولة حيث كان الضرب والقتل والتعذيب يصدر في حق رجال المقاومة على يد النظام السابق، ومواقف أخرى لا ينكرها إلا جاحد ولا ينفيها إلا حاقد.
في الوقت نفسه صرنا نعتذر عن رئيسنا مرارًا ونتساءل مع أبناء شعبنا عن مواقف يحتاج أن يراجع نفسه فيها تكرارًا، لأنك منا ونحن منك، ومما نعتذر عنه البطء في اتخاذ القرارات في الأوقات المناسبة والتحرك في إصلاح مؤسسات الدولة بخطى وئيدة لا تتناسب مع كونك رئيسًا ثائرًا منتخبًا من الثوار.
نعتذر عنك فخامة الرئيس لأنك دخلت على مؤسسة الرئاسة وكانت تدير البلد بكل أنواع الظلم والقهر والفساد فأبقيت على 3000 في الرئاسة ودخلت بثلاثين من كرام أنصارك لا يكفون لإدارة محافظة من محافظات مصر الكبرى، وتحديات الثورة ومؤامرات الخارج وخيانة الداخل وصفاقة بعض أجهزة الإعلام وتعشش وتحكم الدولة العميقة، وأنصار المخلوع في مفاصل البلد، في الوقت الذي يدخل فيه الرئيس الأمريكي بـ6500 شخص يختارهم دون أن يراجعه الكونجرس أو تطارده وسائل الإعلام بالانحياز لحزبه وعشيرته.
نعتذر عن رئيسنا وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة والشرطة أنه لم يأتِ بفرقة من الصاعقة من جيشنا المصرى العظيم كى تحمى هيبة الدولة وقصر الرئاسة، ومرت 9 أشهر تتراجع فيها هيبة الدولة ويتساقط أمن المواطن، وتهدم المنشآت، وتعطَّل الطرقات، وينتشر في أرجاء مصر 300 ألف بلطجي منهم 93 ألف مسجل خطر ولا يزال رئيسنا متحرجًا مترددًا أن يدخل إلى جهاز الشرطة مغيرًا للخونة ومصلحًا للمرتعشين ومضيفًا لشرفاء الشرطة ما يكفي لتحقيق الأمن سواء بقرار رئاسي أو تشريع قانوني عن طريق مجلس الشورى يضمن أبجديات الأمن والأمان لمصر التي تحبها، وللمصريين الذين انتخبوك أو عارضوك.
نعتذر عن رئيسنا أنه ترك لبعض وكلاء النيابة العنان أن يفسدوا هيبة القضاء وأن ينحازوا إلى المجرمين فتضبط الشرطة البلطجي قاتلاً معه سلاحه مصوّرًا بكاميرات التليفزيون والتليفون واليوتيوب، ثم تفرج النيابة عنه ليخرج مفسدًا مهددًا قاتلاً في اليوم نفسه، فهل تجوز معاملة اللئام بما يعامل به الكرام؟!.
أوليس من واجبك وليس من حقك فقط أن تتدخل لوقف من يشوهون عدالة وطهارة رجال القضاء الشرفاء.
أوليس في إمكانك أن تدخل قانونًا عادلاً يجعل الإحالة للمعاش بين كل أبناء الوطن الواحد في سن واحد وهو الستون أو الخمسة والستون دون تفرقة بين أحد من أبناء شعبك إعمالاً لمواد الدستور في تحقيق العدالة والكرامة وحفظ الأمن بين أبناء مصر.
نعتذر فخامة الرئيس عن تأخر مشروع النهضة الذي وعدت به شعبك المصري العظيم الذي صار يحتاج قبل أي وقت مضى إلى الأفعال لا الأقوال، وإلى المشاريع لا الوعود، وإلى الأمن على نفسه وماله وأهله وحاضره ومستقبله قبل أي شيء.
فخامة الرئيس: لقد صرنا حيارى بين مشاعر متدفقة من الاعتزاز بك رئيسًا تستحق الحب والتقدير، والاعتذار عنك رئيسًا يحتاج إلى مزيد من التغيير والتأثير!.
وتذكر أن المريض الذي ينزف يجب إسعافه في الحال فإن وصل الطبيب متأخرًا فقد يموت أو يعيش معاقًا كلاَّ على مولاه.
نريدك كما عهدناك لا تؤخر الصلاة عن أول وقتها أن تتخذ القرارات في أول الأزمات، قالت العرب: "وفاز باللذة الجسور".
نريد باختصار أن يزداد اعتزازنا وأن يقل اعتذارنا..