غزة-فاطمة أبو حية العمل، والدراسة، والمهارات، والتعامل مع الآخرين، والكثير من المجالات يمكن تنميتها وتطويرها عبر العمليات التدريبية المختلفة، ولكن، هل يكون ذلك في مجال تخصص الشاب، أو هوايته، أو فيما يصب باتجاه أهدافه؟، أم يقبل الشاب على تنمية ذاته وقدراته في كل المجالات واستغلال كل ما يُتاح أمامه من فرص للتدريب؟
يقول مدرب التنمية البشرية نمر السلفيتي: "لما يفكر الشاب في الالتحاق بدورة تدريبية لتنمية مهاراته وقدراته؛ فلديه عدة خيارات: إما أن يلتحق بكل دورة مهما كانت، وإما أن يلتحق بدورة تتماشى مع تخصصه وهدفه، والأكثر ملاءمة في هذه الخيارات هو أن يبني الشاب جدولًا لترتيب الأولويات".
الأولوية في الحصول على الدورات التدريبية تبدأ _بحسب ما ذكر السلفيتي_ من الدورة المهمة التي تفيد التخصص، ووقتها كذلك مهم، إذ ينبغي الحصول عليها في وقت معين، ويليها الدورات المهمة ذات التوقيت غير المهم التي يمكن الحصول عليها في أي وقت، وبعد ذلك تأتي الدورات غير المهمة، ولكن وقتها مهم، وأخيرًا الدورات غير المهمة التي وقتهًا كذلك ليس مهمًّا.
ويتابع: "وفق هذا الجدول يرتب الشاب أولويات التحاقه بالدورات، فلاشك أن دورة مهمة (تخدم تخصصه)، ووقتها مهم (قد لا تُعوض) تُقدم على غيرها من دورات، ويأتي بعدها ما يلائم حاله ووضعه ورغباته".
وعن التدريب في الأمور التي تأتي في آخر قائمة الأولويات؛ يبين أن التدرب والتعلم بشكل عام مفيدان في الوقت الحاضر وفي المستقبل؛ لما يحققانه من اكتساب للمهارات، وليس فيهما تضييع للوقت لمن يتعلم أو يتدرب، أو يتقدم في جوانب حياته التعليمية والتدريبية والعملية، مستدركًا: "ولكن من الأجدر أن ينتبه الشاب إلى وقته ثم التكاليف، فلا ينفق وقته وماله فيما ليس هو من أولوياته الأولى، والأكثر إلحاحًا لتحقيقه".
ويؤكد السلفيتي أن تحديد الهدف هو روح التدريب، "فالهدف هو من أهم ما يحرك الشاب نحو المستقبل ونحو العطاء، إذ يكون حافزًا له في الحياة على العمل، والإبداع، والتقدم، والكسب، والتعلم"، مشددًا على أهمية أن يكون الهدف محددًا واضحًا ممكنًا، ومحددًا بزمن، وواقعي أيضًا؛ حتى لا يصاب الشاب بخيبة وإحباط، إن كان خارجًا عن هذه المواصفات، إضافة إلى ضرورة الانسجام بين خيارات الشاب؛ حتى يصبح كل مسار يسلكه في حياته يقربه من هدفه.
وعن الفرق بين تنظيم العملية التدريبية والمجالات التي يتدرب فيها من جهة، والاستعداد لأي فرص قبل أن تأتي من جهة أخرى، يقول السلفيتي: "من العرف المتبع في المجموعات التدريبية أن يحدد المتدرب الغاية التي أرادها لدى التحاقه بالمجموعة، فهنالك هدف خاص للمتدرب، وهنالك هدف عام يشترك فيه كل أفراد المجموعة، فعند تحديد المطلوب سوف يسعى خلال الدورة التدريبية إلى أن يسير نحو المطلوب، وإلى اكتساب كل ما يعينه على الحصول عليه، أما إن لم يحدد لنفسه المطلوب من التدريب؛ فسوف يكون التحاقه بالتدريب عبارة عن إثراء وزيادة معرفة وتعلم مهارات، وليس عملية تغييرية للمطلوب الذي يريد الحصول عليه".