تقرير موجز يكشف حقيقة الروائي (نجيب محفوظ)

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : سليمان الخراشي | المصدر : www.islamway.com

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد وفاة الروائي نجيب محفوظ بالأمس من المتوقع أن تقوم معظم وسائل الإعلام العربية بعمل هالة من البطولة الزائفة والعظمة المصطنعة له، محاولة حجب حقيقته عن المتلقين؛ لذا أحببت أن أساهم بهذا التقرير الموجز عنه، دالا القارئ على الدراسات والمقالات التي توضح له الحقيقة دون زيف إن أراد الاستزادة:

- ولد نجيب محفوظ سنة 1911م في القاهرة، وبدأ رحلته مترجماً وكاتباً سنة 1932م قبل أن يتخرج سنة 1934م في جامعة القاهرة - قسم الفلسفة -.

- عمل موظفاً في إدارة الجامعة، وفي وزارة الثقافة حتى تقاعده عام 1971م. نال جائزة نوبل عن روايته السيئة "أولاد حارتنا" عام 1988م.

- له 52 عملاً روائياً من أشهرها: همس الجنون (1938م)، عبث الأقدار (1939م)، رادوبيس (1943م)، القاهرة الجديدة (1945م)، خان الخليلي (1945م)، زقاق المدق (1947م)، بداية و نهاية (1950م)، الثلاثية: بين القصرين (1956م) قصر الشوق (1957م) السكرية (1957م)، أولاد حارتنا (1959م)، اللص والكلاب (1961م)، السمان و الخريف (1962م) ،الطريق (1964م)، الشحاذ (1965م)، ثرثرة على النيل (1966م) ميرامار (1967م)، المرايا (1972م)*.

- كانت وجهته أول الأمر فرعونية جسدتها رواياته الأولى: (رادوبيس - كفاح طيبة - عبث الأقدار). ثم توجه إلى الماركسية.

- استفاد الوجهتين - الفرعونية والماركسية - من أستاذه النصراني الحاقد على الإسلام "سلامة موسى"، ويجد القارئ على هذا الرابط: http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/14.zip حقيقة أفكار أستاذه. يقول نجيب: "كان سلامة موسى هو الراعي والمربي الأدبي لي، نشر لي وأنا بعدُ في الثانوي ثم في الجامعة عشرات المقالات وكتاباً مترجماً، وأول رواياتي، إنه أستاذي العظيم" (نجيب محفوظ بين الإلحاد والإيمان، ديب علي حسن، ص 30) ويُنظر: ("نجيب محفوظ يتذكر، ص 45"، و " أتحدث إليكم، ص 59-60، وص87"). ويقول: "كان لسلامة موسى أثر قوي في تفكيري، فقد وجهني إلى شيئين مهمين، هما العلم والاشتراكية، ومنذ دخلا مخي لم يخرجا منه إلى الآن" (نجيب محفوظ يتذكر، إعداد جمال الغيطاني، ص 88).

ولذا قال الدكتور سيد فرج عنه: "اختزن أفكاراً حاقدة على الإسلام والمسلمين، رضعها من فكر النصراني الذي كان يُشهر إلحاده: سلامة موسى" (أدب نجيب محفوظ وإشكالية الصراع بين الإسلام والتغريب، ص 55). لقد حدد نجيب محفوظ موقفه من الدين ومن الإسلام بالذات منذ وقت باكر حسبما وجه أستاذه سلامة موسى بأن مهمة الدين قد انتهت وأن العالم يعيش ديناً جديداً هو الاشتراكية.


- تدور معظم رواياته حول أمرين: الماركسية (وقد يسميها كذبًا بالعلم)، والجنس (تعاطفًا مع المومسات والمنحرفات استجابة لنظرته الماركسية). قال له أحدهم: "إن من يتابع أعمالك الفنية قبل الثورة وبعدها يكتشف بوضوح أنك كنت تميل إلى حزب الوفد قبل الثورة.. أما بعد الثورة فمن الواضح أنك أصبحت تميل إلى الفكر الماركسي، فالماركسيون في رواياتك هم الأبطال الشهداء، وحاملوا الزهور الحمراء، وهم الذين يضيئون الحياة بنور الأمل في الظلمات..."، فرد عليه قائلا: "لقد شخصتني فأجدت التشخيص" (أتحدث إليكم، ص 15-16). وقال في لقاء آخر: "إني مناهض للرجعية، وإن المثل الأعلى الذي أحترمه على الجيل الحالي هو الاشتراكية" (الشخصية وأثرها في البناء الفني لروايات نجيب محفوظ، نصر عباس، ص 29 نقلاً عن مجلة آخر ساعة). ويقول: "سنحل الأمور الاجتماعية بالاشتراكية" (المنتمي، غالي شكري، ص 295). وسأله سائل متعجبًا: "لماذا تستأثر المومس بمكانة كبرى في كتاباتك؟" (مع نجيب محفوظ لكاتب أحمد عطية، ص23).

وقال عنه أحد رفقائه في الانحراف - خليل عبدالكريم -: "إن روايات نجيب محفوظ - ما عدا أولاد حارتنا- حفلت بحشد هائل من البغايا والراقصات والقوادين والديوثيين واللصوص والنشالين والفتوات وصانعي العاهات والمرتشين والملحدين" (كتاب العصر، أنور الجندي، ص 201). "إن قصص نجيب تقوم على الحط من قدسية الدين وهيبته، ومزج رموزه مع الخمر والجنس والنساء، وبالذات احترام المومسات، فلا تكاد تخلو قصة من قصصه من المومسات"، و "حفلت قصصه التي تمثل تاريخ مصر بصور نساء غارقات في الخيانة، ومجتمعات تفوح منها رائحة الحشيش والإباحة" (السابق، ص 206-207). يقول الأستاذ أنور الجندي - رحمه الله -: "الجنس واضح في معظم روايات نجيب محفوظ، شأنه في ذلك شأن إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي، ولكنه عند محفوظ أشد خطورة؛ فهو يجعله نتيجة للفقر، ولا يرى للمرأة إذا جاعت إلا طريقاً واحداً، هو أن تبيع عرضها" (الصحافة والأقلام المسمومة، ص 191).

- يوهم نجيب محفوظ قارئ رواياته أن هناك تناقضًا بين العلم - ويعني به عند التدقيق الماركسية الإلحادية ! - والدين. ثم يكون الحل في نظره باستبعاد الدين ليحل العلم محله! ولكن أي دين يصوره نجيب في رواياته؟ إنه دين الدروشة والخرافة والتصوف الذي عاشه في بيئته الكئيبة، فنبذه متوجهًا إلى الماركسية بتوجيه من شيخه - كما سبق -. ولو كان صادقًا مع نفسه لعلم أن هذا الدين الخرافي هو مجرد بدع وشركيات يحاربها الإسلام الصحيح الذي لا تناقض بينه وبين العلم الدنيوي النافع. ولاعذر لنجيب؛ لأن دعاة الكتاب والسنة كانوا منتشرين في بلاده تلك الأيام - ولله الحمد -، ولكنه آثر الانحراف والتمادي في الباطل.

- يعتمد نجيب محفوظ في معظم رواياته - خاصة الأخيرة - على اللغة الرمزية، مستفيدًا من دراسته الفلسفية. وهذه الرمزية تتيح له أن يبوح بفكره الماركسي، ولمزه للإسلام بواسطة الرموز التي لاتُدرك إلا بعد التأمل (يُنظر مقال الأستاذ عبدالعزيز مصطفى: أقلام الردة، في مجلة البيان العدد 125، لمعرفة شيء من دلالات رموزه في بعض قصصه). والرجل - حسبما تبين لي - يغلب عليه الجُبن والخوف من المواجهة. (على سبيل المثال لامه بعض النقاد لوقوفه مع الناصرية ثم انقلابه عليها بعد وفاة جمال عبدالناصر!).

- أعطى الغرب نجيب محفوظ جائزة نوبل عن روايته "أولاد حارتنا"، التي بدأ نشرها مسلسلة في جريدة الأهرام سنة 1959م ثم ظهرت في كتاب عام 1967م عن دار الآداب ببيروت. وهي رواية رمزية تجرأ فيها على الله سبحانه وتعالى، وعلى الأنبياء عليهم السلام، وعلى الإسلام. وملخصها لا يخرج عن فكرته السابقة في ادعاء التناقض والصراع بين العلم والدين؛ ثم تكون النهاية بانتصار العلم. وقد حاول في هذه القصة أن يقول بالرمز كل ما عجز عن قوله صراحة.

- إن الحارة رمز للدنيا وأولاد الحارة هم البشر من لدن آدم عليه السلام إلى العصر الحاضر وربما دخل فيهم - عنده - الملائكة والشياطين. و"الجبلاوي" المتسلط في الرواية رمز لله - سبحانه وتعالى -، و"قاسم" رمز لمحمد صلى الله عليه وسلم، و "جبل" رمز لموسى عليه السلام - لأن الله كلمه في الجبل -، و"رفاعة" رمز لعيسى عليه السلام - لأن الله رفعه -.. وهكذا، ثم جعل "عرفة" رمزًا للعلم الذي يقتل "الجبلاوي"!! نعوذ بالله من الكفر.

وفكرة "موت الإله" كما يقول الأستاذ عبدالله المهنا: "فكرة فلسفية غربية، كتب عنها نجيب محفوظ في بداية حياته مقالات عدة، وخاصة عندما كان يدرس الفلسفة، وهي مستقاة من مقالات وكتب لسلامة موسى.." (دراسة المضمون الروائي في أولاد حارتنا، ص 62). يقول الدكتور عبدالعظيم المطعني: "الخلاصة أن هذه الرواية تترجم في وضوح أن كاتبها ساعة كتبها كان زاهداً في الإسلام كل الزهد، معرضاً عنه كل الإعراض، ضائقاً به صدره، أعجمياً به لسانه، فراح يشفي نفسه الثائرة، ويعبر عن آرائه في وحي الله الأمين بهذه الأساليب الرمزية الماكرة، والحيل التعبيرية الغادرة، رافعاً من شأن العلم الحديث.. فالرواية –وهذا واقعها- رواية آثمة مجرَّمة بكل المقاييس" (جوانيات الرموز المستعارة..، ص 229). فالرواية: "ترسي مبادئ الاشتراكية العلمية والماركسية الملحدة بديلاً للدين والألوهية والوحي، وتبشر بوراثة العلم الدنيوي المادي للدين الذي ترى أنه استنفذ أغراضه، ووهنت قواه!" (الطريق إلى نوبل عبر حارة نجيب محفوظ، ص 5).

- من أقوال نجيب محفوظ المهمة: "إن الثلاثية وأولاد حارتنا والحرافيش هم أحب أعمالي إلى نفسي" (نجيب محفوظ يتذكر، ص 68). "أكتب بملابس البيت مع فنجان قهوة واحد على الأكثر، وسيجارة، ويمنعني السُكر من الاقتراب من الخمر" (أتحدث إليكم، ص 42). وقد اعترف في موضع آخر بتعاطي الخمر (نجيب محفوظ يتذكر، ص 88). "أما عن حل المشكلة الجنسية في مجتمعنا فأنا لا أستطيع أن أقوله، ولا أنت تكتبه! ولكنني أستطيع أن أقول: أوروبا تمكنت من حل المشكلة الجنسية بطريقتها الخاصة، تجد أن البنت عمرها 15-16 تلتقي في حرية تامة مع أي شاب، لا مشكلة جنسية ولا مشكلة عفاف ولا بكارة، وحتى إذا أثمرت العلاقة طفلاً، فالطفل يذهب إلى الدولة كي تربيه إذا كانت أمه لا تريد" (نجيب محفوظ بين الإلحاد والإيمان، ديب علي حسن، ص 144).

تحدث الدكتور سيد فرج في كتابه السابق (أدب نجيب محفوظ..، ص 26-27 ) عن التناقض الذي عاشه نجيب في قضايا المرأة؛ فبينما رواياته تعج بالفاحشة وعفن العلاقات المحرمة والتعاطف مع المومسات، إلا أنه عندما اختار الزواج حرص "على الطريقة التي كرر في رواياته أنه يرفضها.. فتزوج على الطريقة التي تتزوج بها الأسر التي يعدها في رواياته برجوازية وجامدة"، وباعد بين زوجته وبين حياته خارج البيت. أما ابنتاه "فلا يحاول أن يربطهما بعالمه من قريب أو بعيد، فلا هو اختار ولا هما الاقتراب من عالم النساء الرجيم الذي تطفح به رواياته.. ولأنه شفوق عليهما أبعدهما عن عالمه، وحاول أن يُشبع نهمه بأكل لحم الأخريات نيئًا.. إنه ببساطة يريد أن يسخر من كل النساء في كل زمان ومكان، أما ابنتاه فإنه يسعى من أجل إسعادهما.." الخ. وصدق الله تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}.


أنصح القارئ الكريم بهذه الكتب لمعرفة حقيقة فكر نجيب محفوظ:

1- أدب نجيب محفوظ وإشكالية الصراع بين الإسلام والتغريب، للدكتور سيد أحمد فرج، مجلد في 325 عن دار الوفاء بمصر.
2- الصحافة والأقلام المسمومة، للكاتب أنور الجندي - رحمه الله -، ص 189-196.
3- كتاب العصر تحت ضوء الإسلام، له أيضًا، ص 199-210.
4- أعلام وأقزام، للدكتور سيد العفاني، 1/311-363.
5- جوانيات الرموز المستعارة لكبار أولاد حارتنا، للدكتور عبدالعظيم المطعني، مجلد في 236 صفحة، وقد وجه في آخره نصيحة لمحفوظ لعله يتبرأ من روايته.. ولكن!
6- دراسة المضمون الروائي في أولاد حارتنا، للأستاذ عبدالله بن محمد المهنا، مجلد في 222 صفحة، عن دار عالم الكتب بالرياض.
7- الطريق إلى نوبل عبر حارة نجيب محفوظ، للدكتور محمد يحيى والأستاذ معتز شكري، كتيب.
8- كلمتنا في الرد على أولاد حارتنا، للشيخ عبدالحميد كشك - رحمه الله -.
9- تحت المجهر، للشيخ عبدالعزيز السدحان.
10- تركي الحمد في الميزان. على هذا الرابط: http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/4.zip وفيه مقارنة بين ثلاثية نجيب محفوظ وثلاثية الحمد.
11- مقال: نجيب محفوظ.. خلفية فكرية لفنه الروائى، للأستاذ مصطفى سيد، مجلة البيان العددان 109 و110.
12- مقال: الانحراف الفكرى لأصداء السيرة الذاتية لنجيب محفوظ، للأستاذ محمد الشباني، مجلة البيان، العدد 129.


والله الهادي.