إن فهم شخصية المتربي هي بمثابة رؤية موضع قدمك أو مكان نثر بذورك ومن هنا تستمد أهميتها.إ • إياك أن تعتمد على فراستك وراحتك في فهم الشخصية المقابلة فحسب، بل ركز على المعايير الموضوعية،والأمور المحسوسة، فهي الأداة التي لا تتمايل مع تمايل العاطفة. • يعاني بعض الناس من فقر حاد في باب العلاقات الاجتماعية، لا تجعل ذلك يصدك عن الخوض في حقيقة هذا الصنف من الناس، وتذكر دائماً أن الكثير المثمر الطيب إنما تحوطه قشرة غليظة مرة. • استفد من آراء الآخرين وتحليلاتهم، ولكن حذار أن تكون ظلاً لهم فقد تلحظ ما لا يلحظون. • الخلفية المسبقة للمقيِّم أو لقبيلته،أو عائلته، أو بلدته، قد تساعدك في فهم الشخصية، ولكن إياك أن تجعلها أداتك الوحيدة، فلكل قاعدة شواذ –كما تعلم-. • لا تظن أنك قادر على فهم الآخر من خلال لقاءاتك الأولى اعتماداً على قدرتك الفذة في معرفة الرجال! ولا تنس أن كثيراً من الانطباعات الأولية سرعان ما تصبح مثارا للضحك والاستهجان في وقت لاحق. • يرتاح الكثير للآراء المجملة في تحليل الشخصية المقابلة، لا تكن منهم وتذكر أن كلمة تحليل تعني التفصيل والتدقيق في مجمل جوانب الشخصية المقابلة. • إذا كنت تعتقد أنك قادر على إطلاق تحليل الآخرين دون أن ترقبهم أو تقترب منهم فأنت مخطئ، إن الصياد الماهر هو الذي يرقب ويقترب بدقة من هدفه قبل أن يطلق العيار. • تمثل البيئة الخرجية للمتربي ميداناً مهماً لفهم واقعه النفسي، إن هذه البيئة الخارجية تعني أصدقاءه وميوله وحتى عاداته الاجتماعية السائدة. • يملك بعض الناس قدرة جيدة على إظهار بعض المهارات في فنون الاتصال وما شابهها، ضع هذه الاعتبارات في بالك أثناء تقييم شخصية المتربي وسبرها، وتنبه ألا يسوقك الاغترار بالمظهر عن النفوذ إلى الجوهر. • حتى تستطيع أن تفهم الآخرين فاسمع منهم أكثر مما تُسمعهم،ولاتكن من أولائك الذين يقيمون الآخرين من خلال تقويم استجابتهم وتفاعلهم مع ما يلقونه عليهم فحسب. • تنبئ الأفعال التي يقوم بها الإنسان عن خلفيات وأبعاد نفسه،ولكن لا تبالغ في هذه الرؤية فتجعل من الموقف الواحد معياراً شاملاً للتقييم. فالنفس البشرية أعقد من أن تربط أو تفهم من خلال موقف واحد. • قد تفلح البرامج الجماعية في إبراز أو إظهار بعض ما يملكه الآخرون من قدرات ومواهب. ولكن تذكر أن كثير من الجوانب الشخصية الخفية لا تكاد أن تظهر إلا من خلال الاحتكاك الشخصي والبرامج الخاصة. • افهم نفسك أولاً حتى تنجح في فهم الآخرين، فالطرائق والأساليب التي نفكر بها لها أكبر الأثر على الحكم الذي نصدره على من حولنا، ولأن فشلنا في تعديل هذه الأساليب الخاطئة في التفكير فلا أقل من أن نجعلها تحت ملاحظتنا الدقيقة