الإيمان بالجنة

الناقل : heba | المصدر : www.kl28.com

الـــــعـقيــدة

الإيمان بالجنة
الإيمان بوجود الجنة:
المسلم يؤمن أن في الآخرة دارًا أعدها الله للمحسنين والمؤمنين من عباده. فيها من كل الخيرات، فيها أنهار من ماء عذب، وأنهار من عسل مصفى، وأنهار من خمر لذة للشاربين، يأكلون فيها ويشربون، ويطوف عليهم ولدان مخلدون، وهم فيها خالدون، نزع الله الغل من صدورهم، إخوانًا على سرر متقابلين، تحيتهم فيها سلام، قال سبحانه في الحديث القدسي: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) [البخاري] .كما قال تعالى في كتابه: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} [السجدة: 17].
والمسلم يؤمن بأن الجنة درجات، وأن هذه الدرجات أعدها الله -عز وجل- للمؤمنين على قدر أعمالهم الصالحة، قال تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار} [البقرة: 25].
وقال (: (في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس) [أحمد والترمذي].
والمسلم يؤمن أن للجنة ثمانية أبواب تسمى بأسماء الأعمال الصالحة، فهناك باب للصائمين يدعي( الريان) وهناك باب الصلاة، وباب الإحسان، وباب الصدقة، وباب الجهاد.
والمسلم الذي كان يكثر من الصيام يدخل من باب الصيام، وكثير الصلاة يدخل من باب الصلاة.. وهكذا، وهناك أناس يدعون من جميع الأبواب، قال (: (من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من
أبواب -الجنة-: يا عبدالله، هذا خير. فمن كان من أهل الصلاة؛ دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة، دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام، دُعي من باب الصيام، وهو باب الريان) فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: هل يُدْعَى أحد منها كلها يا رسول الله؟ قال: (نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر) [متفق عليه].
والمسلم يؤمن أن من أبواب الجنة بابًا يسمى الريان، جعله الله -عز وجل- للصائمين خاصة، قال (: (إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد) [متفق عليه].
والمسلم يؤمن أن هناك أعمالا تُدخل أصحابها الجنة من جميع الأبواب، قال (: (ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبد الله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) [مسلم].
والمسلم يؤمن أن في الجنة غرفًا أعدها الله -عز وجل- للمؤمنين، قال تعالى: {لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية} [الزمر: 20]. وقال (: (إن في الجنة لغرفًا يُرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها، فقام إليه أعرابي، فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: هي لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام) [الترمذي].
وقال: (إن أهل الجنة ليتراءون (يشاهدون) أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدُّرِّي الغابر من الأفق من المشرق أو من المغرب، لتفاضل ما بينهم). قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: (بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين) [مسلم].
والمسلم يؤمن أن تربة الجنة الزعفران، وأن بناءها لَبِنَة من ذهب ولبنة من فضة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، ممَّ خُلق الخلق؟ قال: (من الماء). قلنا: الجنة ما بناؤها؟ قال: (لبنة من فضة، ولبنة من ذهب، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، ومن دخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تَبلى ثيابهم، ولا يَفنى شبابهم) [الترمذي].
والمسلم يؤمن أن في الجنة بيوتًا وقصورًا، قال (: (بينا أنا نائم في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر. قلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب) [البخاري].
وقال: (إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد) [الترمذي].
والمسلم يؤمن أن في الجنة خيامًا جعل الله فيها الحور العين، قال تعالى: {حور مقصورات في الخيام} [الرحمن: 72]. وقال (: (في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل، ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن) [مسلم].
والمسلم يؤمن بما في الجنة من ثمار وأشجار، وهذه الثمار لا تشبه بعضها البعض في الطعم واللون، وهي موجودة على الدوام. قال تعالى: {وفاكهة كثيرة. لا مقطوعة ولا ممنوعة} [الواقعة: 32-33].
وقال (: (إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام، واقرءوا إن شئتم: {وظل ممدود}) [الحديث رواه البخاري].
والمسلم يؤمن بأن هناك زرعًا لمن أراد أن يزرع في الجنة، قال النبي ( وكان عنده رجل من البادية: (إن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع. فقال: أو لست فيما شئت؟ - أي متمتعًا بما تريد- قال: بلى، ولكني أحب أن أزرع. فأسرع وبذر، فتبادر الطرف نباته، واستواؤه، واستحصاؤه وتكويره أمثال الجبال، فيقول الله -تعالى-: دونك يا ابن آدم، فإنك لا يشبعك شيء). فقال الأعرابي: يا رسول الله: لا تجد هذا إلا قرشيًّا أو أنصاريًّا، فإنهم أصحاب زرع، فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع. ضحك النبي ( [البخاري].
والمسلم يؤمن بأن في الجـنة أنهارًا من ماء غير متغير الطعم، وأنهار من عسل مصفى، وأنهار من خمر لذة للشـاربين، وهـذه الأنهار ماؤها أشـد بـياضًا من اللبن، وأجمل طعمًا من العسـل، لا يمل الإنسان من الشرب منها، قال تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار} [البقرة: 25].
وقال -عز وجل-: {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنها من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم} [محمد: 15].
والمسلم يؤمن أن من أنهار الجنة النيل والفرات، قال (: (النيل والفرات من أنهار الجنة) [مسلم]. ومن أنهارها أيضًا الكوثر، وهو نهر أعطاه
الله -عز وجل- لرسوله (، ماؤه أبيض من الثلج، وأعذب من العسل، قال (: (الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج) [الترمذي وابن ماجه].
والمسلم يؤمن أن في الجنة أسواقًا يذهب إليها المؤمنون، لقوله (: (إن في الجنة لسوقًا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال (ريح المطر)، فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنًا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حسنًا وجمالا، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالا) [مسلم والترمذي].
والمسلم يؤمن بأن للجنة سررًا وآنية وفرشًا من الحرير، قال تعالى: {فيها سرر مرفوعة. وأكواب موضوعة. ونمارق مصفوفة. وزرابي مبثوثة}
[الغاشية: 13-16]. وقال تعالى: {ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير. قوارير من فضة قدروها تقديرًا} [الإنسان: 15-16].
والمسلم يؤمن أن أهل الجنة يلبسون ثيابًا من الحرير، ويتزينون باللؤلؤ والذهب والفضة، قال تعالى: {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير} [الحج: 23]. وقال تعالى: {عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة} [الإنسان: 21].
والمسلم يعلم أن هذه الثياب لا تبلى ولا تتمزق، وتبقى على جمالها ودقة صنعها كما هي، قال (: (من يدخل الجنة، ينعم لا يَبْأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه) [مسلم والترمذي].
والمسلم يؤمن بأن الملائكة يدخلون على المؤمنين يحيونهم ويسلمون عليهم، قال تعالى: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} [الرعد: 23-24].
وقال: {لا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا. إلا قيلاً سلامًا سلامًا}
[الواقعة: 25-26]. وقال:{دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} [يونس: 10].
والمسلم يؤمن بأن في الجنة ولدانًا يخدمون المؤمنين، قال تعالى: {ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤًا منثورًا} [الإنسان: 19].
وقال: {يطوف عليهم ولدان مخلدون. بأكواب وأباريق وكأس من معين. لا يصدعون عنها ولا ينزفون. وفاكهة مما يتخيرون. ولحم طير مما يشتهون}
[الواقعة: 17-21].
والمسلم يؤمن أن الله -عز وجل- ينـزع الغل والحسد من قلوب أهل الجنة، ويجعل بينهم المودة والمحبة، قال تعالى: {إن المتقين في جنات وعيون. ادخلوها بسلام آمنين. ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانًا على سرر متقابلين. لا يمسهم فيها نصب ولا ما هم منها بمخرجين} [الحجر: 45-48].
وقال (: (إن أول زمرة تدخل الجنة، على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة. قلوبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض) [متفق عليه].
والمسلم يعلم أن آخر أهل النار دخولا الجنة رجل يأتي بعد دخول الناس الجنة والنار، فيأمره الله -عز وجل- أن يدخل الجنة، قال (: (إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها، وآخر أهل الجنة دخولا، رجل يخرج من النار حبوًا، فيقول الله: اذهب فادخل الجنة. فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى. فيقول: اذهب. فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى. فيقول: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها -أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا- فيقول: تسخر أو تضحك مني وأنت الملك؟!). فلقد رأيت رسول الله ( ضحك حتى بدت نواجذه، وكان يقول: (ذلك أدنى أهل الجنة منزلة) [متفق عليه].
والمسلم يؤمن بخلود أهل الجنة في الجنة، وبخلود أهل النار في النار، قال (: (إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يُجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي منادٍ: يا أهل الجنة لا موت. يا أهل النار لا موت. فيزداد أهل الجنة فرحًا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنًا إلى حزنهم) [متفق عليه].
والمسلم يؤمن بأن الله -عز وجل- يمنُّ على المؤمنين بالنظر إلى وجهه الكريم، وقال تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة} [القيامة: 22-23].
وعن جرير بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنه قال: كنا عند النبي ( فنظر إلى القمر ليلةً -يعني البدر- فقال: إنكم سترون ربكم، كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته) [البخاري وأبو داود وأحمد].
وفي الحديث أن الرسول ( تلا هذه الآية: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} [يونس: 26] . ثم قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقول
الله -تبارك وتعالى-: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى وجه ربهم -عز وجل-) [مسلم والترمذي وأحمد].
والمسلم يؤمن بأن الله -عز وجل- يرضي عن المؤمنين الذين دخلوا الجنة فلا يسخط عليهم أبدًا، قال تعالى: {وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكين طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} [التوبة: 72].
وقال (: (إن الله -تبارك وتعالى- يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة. فيقولون: لبيك ربنا وسعديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطِ أحدًا من خلقك! فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدًا) [متفق عليه].

1

الحقوق محفوظة لكل مسلم