القصة الأولى ركزت إحدى الأساطير الرائعة العديدة، التي توارثها الناس عبر آلاف السنين على شرب الجعة و تأثيراته على القدرة على التهدئة و التسكين و تحسين الحالة المزاجية. و تبدأ الأسطورة حين شاخ إله الشمس رع عنجما كان فرعوناً بشرياً ع الأرض. فاستهان به شعبه- و اعتبره حاكماً عجوزاً، واهناً و ضعيفاً. و شعر رع بخيانة البشر له. كيف تسنى لهم ألا يحترمونه؟ فالمصريون رغم كل شيء ولدوا من دموعه. و لشعوره بالألم و الغضب، سعى إلى مشورة الآلهة، الذين نصحوه بأن يوجه عينه الجبارة ضد البشر كعقوبة في صورة ابنته سخمت الرهيبة. و عندما سلط رع نظرته القوية على شعب مصر، ظهرت سخمت فواصلت الإلهة المنتقمة ذبحاً في البشر، و شرباً من دمائهم. و استمر هذا التدمير عدة ليال، حتى فاض النيل باللون الأحمر. و بدأ رع يشعر بالشفقة على الناس الذين هلك العديد منهم بسبب ثورة سخمت. و تملك رع الندم العميق لأنه خلقها. و توسل إليها لتوقف دماراها، إلى أن شهيتها زادت للدم. و عندما أحس رع باليأس منها قرر أن يتولى الأمر بنفسه. فبعث رسله إلى بلدة آبو ليحضروا له نباتات الماندراك و أكسيد الحديد الأحمر، و هي منتجات اشتهرت بها هذه البلدة. و أمر النساء بتخمير كل ما يستطيعونه من جعة، حتى امتلأت 7000 جرة. و أمر الرجال بأن يمزجوا الجعة بالماندراك و أكسيد الحديد الأحمر. و سكب هذا المزيج على كل الأرض التي عاثت فيها سخمت تخريباً. ثم جاء اليوم الذي القت فيه سخمت بصرها على المنطقة التي الحقت بها الضرر الشديد. فوققعت في هوى صورتها القرمزية، و شرعت في شرب الجعة المصبوغة باللون الأحمر. و سرعان ما أصبحت ثملة تماماً و غلبها النوم. و خلال هذه الفترة تراجعت ميولها العنيفة و التدميرية حتى تلاشت تماماً. (و هناك أساطير آخرى تروي أن رع سلب منها قوتها، مثلما منحها اياها) و عندما استيقظت سخمت كانت رغبتها في القتل قد انتهت. و غير رع اسمها إلى حت-حيرو الإلهة ذات رأي البقرة. و تقول أساطير آخرى أن سخمت أصبحت باست الإلهة ذات رأس القطة. وكلا من حت-حيرو و باست إلهة رقيقة للحب و السرور و السكر. و ظلت سخمت إلهة الدمار في تاريخ و أساطير مصر القديمة. و صار من الممكن التوسل بسلطتها لفائدة البشر، بطرد الشر و المرض. و منذ ذلك اليوم ظل كهنة حت-حيرو يشربون الجعة المصبوغة باللون الأحمر، على شرفها، خلال مهرجان السكر السنوي الذي يقع في الشهر الأول من موسم الفيضان. و يشرب الناس هذه الجعة بفرح خاص، حيث أنقذ هذا المشروب قبلا البشرية من وحشية سخمت، الإلهة الأقوى.. و توتة توتة فرغت الحدوتة
.
. قصة رع و ايزيس مع تقدم سن رع خالق الجميع في حياته الفانية كان سائراً على الأرض التي خلقها و اللعاب يسيل من فمه كرجل مسن. فدبرت ايزيس التي يملؤها الطموح اللهفة على النفوذ خطة لتجريد رع من قوته حتى تكسبها لنفسها. و قامت ايزيس بجمع بضع قطرات من لعاب رع و خلطتها بالتراب. و من هذا صنعت أبوفيس الثعبان السام و العدو الأبدي لرع، و نفخت فيه الروح. و في حرص، وضعت ايزيس أبوفيس في الطريق الذي يسير فيه رع يومياً ثم توارت عن الأنظار. و مع إقتراب رع ارتفع أبوفيس من الأرض و لدغ كاحله أثناء سيره. و بعدها اختفى و عاد إلى داخل الأرض. و صرخ رع من الألم و تعجب، من أين جاء هذا المخلوق الشرير- لأنه يعلم أنه لم ينفخ فيه الروح و من ثم ليس له سلطان عليه. و وسط يأسه استدعى رع الآلهة لطلب العون. فجائوا من الرياح و من الأرض و الصحراء و الماء. و جائت ايزيس من ضمنهم و كانت أول من خطى إلى الأمام و تحدث. و بإعتبارها ربة السحر وعدت رع بتخليصه من عذابه إذا صارحها باسمه الحقيقي و حاولت إقناعه أنها ستضع هذه المعرفة القوة الجديدة ضمن تشفيه من الألم، غير أن رع رفض. و استمر الألم يشتد، مع سريان السم في جسده، و في نهاية الأمر كشف عن جميع اسمائه... ماعدا الرين. و لم يكن من السهل خداع ايزيس الماهرة فبدأ صبرها ينفد. و تزايد كرب رع و أصبح عظيماً إلى الحد الذي دفعه لأن يسر باسمه الحقيقي "الرين" في اذنها. و فوراً انتقلت قوة رع إلى ايزيس و توقف سريان السم في جسد رع و تعهدت ايزيس باستخدام قوتها الجديدة في أغراض الخير و خدمة البشر.