السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... حلب من أقدم مدن العالم المأهولة حتى الآن ويزيد عمرها على عشرة آلاف سنة. تقع شمال سورية وتعد ثاني مدينة فيها وكانت عاصمة العموريين في الألف الثالث قبل الميلاد غزاها الحثيون ثم الميتانيون ثم الآشوريون ثم البابليون ثم الفرس ثم اليونانيون ثم الرومان ثم فتحها المسلمون بقيادة / أبي عبيدة بن الجراح / عام /636/ ميلادي . ضرب الفرس مدينة حلب مرتين في القرن السادس الميلادي ونظراً لأهميتها التاريخية فقد اعتبرتها منظمة اليونسكو مدينة تاريخية مهمة لاحتوائها على تراث انساني عظيم يجب حمايته. الموقع وتمتد مدينة حلب بين المتوسط ونهر الفرات على خط العرض /12-36/ شمال خط الاستواء وخط الطول /10-37/ شرق غرينتش مما يجعلها تتمتع بالمناخ المتوسط المعتدل ذي الشتاء القصير البارد والرطب ، والصيف الطويل الحار والجاف ، ويتميز هذا الموقع نظراً لبعده عن الساحل باتساع الفروق الحرارية بين الليل والنهار وبين الصيف والشتاء. السكان ويبلغ عدد سكان حلب حوالي خمسة ملايين نسمة ومساحتها /18500/ كيلو متر مربع وتشكل هذه المساحة حوالي 10% من مساحة سورية. اسم حلب في التاريخ ليس هناك تحديد جازم حول أصل كلمة حلب وفي تفسير الأسدي لمعنى كلمة حلب ذكر أنها مؤلفة من كلمتين (حل - لب) أي مكان الشجاعة. وقد ورد في الأساطير أن ابراهيم الخليل عليه السلام قد خيم في مرتفع أصبح فيما بعد قلعة حلب وراح يحلب بقرته الشهباء اللون فأُطلق على أهل المدينة (حلب الشهباء) وقد ورد ذكر حلب في رقم مملكة ايبلا باسم /أرمان/ كما ورد اسمها /حلب/ في رقم ماري وقيل ان كلمة حلب تعني في اللغة العمورية /معادن الحديد والنحاس/ أما في اللغة السريانية تعني /البياض/ نسبة إلى بياض تربتها وحجارتها. المعالم الأثرية نظراً لأن مدينة حلب مأهولة بالسكان فقد تعذر إجراء كامل التنقيبات فيها ولذلك بقي قسم كبير من تاريخها مطموراً تحت ترابها ومبانيها ومن معالمها الأثرية: 1- أسوار حلب : أحيطت حلب منذ القديم بأسوار قوية وأبراج وتقوم أسوارها الحالية فوق انقاض أسوار أقدم منها تعود إلى العهود اليونانية والرومانية والبيزنطية وهي في شكلها الحالي تعود للعصر المملوكي (القرن الخامس عشر الميلادي). 2- أبواب حلب :يعود أقدم أبواب حلب إلى القرن الثاني عشر الميلادي وأحدثها إلى بداية القرن السادس عشر وقد جددت أبواب حلب عدة مرات والباقي منها حتى الآن: باب انطاكية - باب النصر - باب قنسرين - باب المقام - باب الحديد - أما الأبواب التي زالت وبقي اسمها فهي: باب الفرج - باب الجنان - باب النيرب والأبواب التي لم يبق لها اسم هي: باب العراق - باب العدل - باب الفراديس - باب السعادة - باب السلام - باب العافية - باب الأربعين - باب العبارة - باب الأحمر. قلعة حلب هي أكبر قلعة في العالم ولم يستطع أي فاتح في التاريخ أن يحتلها حرباً وأن دخلها بعضهم حيلة وخدعة. دخل العرب المسلمون مدينة حلب صلحاً عام /16/ هجرية /637/ ميلادية ولم يتخذوا القلعة مقراً للولاة وإنما عمدوا إلى بناء قصور خارج أسوار المدينة . وتقع القلعة فوق مرتفع طبيعي ثلثه الأعلى اصطناعي وقاعدتها /550 مترا × 350 مترا/ وسطحها /375 مترا × 373 مترا / ويحيط بها خندق عميق كان يملأ بالماء خلال الحرب أما القلعة بشكلها الحالي فترجع إلى عهد السلطان الملك الظاهر غازي في بداية القرن الثالث عشر والسادس عشر الميلادي. وتاريخ قلعة حلب جزء من تاريخ المدينة وفي التنقيبات الجارية الآن في القلعة تم العثور على أحجار صوانية تعود إلى الألف السابع قبل الميلاد . الحمامات في حلب بلغ تعدادها في أوج ازدهارها /177/ حماماً ثم تدنى عام 1970 إلى /40/ أربعين حماماً ولم يبق منها الآن سوى /18/ حماماً ويتألف الحمام من حيث التصميبم من ثلاثة أقسام: أ- البراني وهوالقسم الخارجي المؤلف من باحة واسعة وتحيط به المصاطب المفروشة. ب- الوسطاني وهو أصغر من البراني . ج- الجواني ويكون شديد الحرارة لوجود بيت النار فيه . أسواق حلب ويبلغ تعدادها /37/ سوقاً يختص كل منها بنوع من البضائع والحرف وكان لكل منها أبواب يغلقها حارس السوق مساءً وتشكل بمجموعها أكبر /سوبر ماركت/ في العالم. خانات حلب ويبلغ عددها /23/ خانا و/6/ قيسريات وهي أبنية شيدت لأغراض التجارة والصناعة والإقامة والسياحة معاً. وأشهر خانات حلب هي: القاضي - البنادقة - الصابون - القصابين - خاير بك والوزير وهوأجمل خانات حلب ، وخان الشونة وهوسوق للمهن اليدوية بني في عهد الوالي العثماني خسرو باشا منذ /450/ سنة. الطعام في حلب وتشتهر حلب بزراعة الفستق الحلبي والتين كما تشتهر بزرعة الزيتون وتشير الإحصاءات إلى وجود حوالي /19/ مليون شجرة زيتون في محافظة حلب إضافة إلى زراعة القطن وحالياً البطاطا. وأجمل ما قيل عن حلب تاريخيا لأبو فراس الحمداني: لقد طفت الآفاق شـــــرقاً ومغربا ....وقلبت طرفي بيينهما متقلبـــــا فلم أر كالشهباء في الأرض منزلاً.... ولا كقويق في المشارب مشربا وقال أبو العلاء المعري: يا شاكي النوبِ انهض طالباً حلبا.... نهوض مضني لحسم الداء ملتمس واخلع حذاءك إذا حاذيتها ورعاً .......كفعل موسى كليم الله في القدس ومن مذكرات قنصل فرنسا في حلب تقول: الحلبيون أحسن شعوب الممالك طباعاً وأقلهم شراً وآمنهم جانباً وأشدهم تمسكاً بمكارم الأخلاق . وأخيرا قال الأخطل الصغير : نفيت عنك العلى والظرف والأدبا وان خلقت لها ان لم تزر حلبا...