(1564 – 1616) ولد الشاعر والكاتب المسرحي وليم شكسبير في نيسان عام ،1564 في مدينة (سترانفوردأون أفون) في إنكلترا، وكان والده تاجرا ناجحاً اسمه جون شكسبير. وقد تلقى تعليماجيدا في المدرسة المحلية حيث تعلم اللاتينية واليونانية، وحصل شكسبير قدرا كبيرا منالمعلومات التاريخية، سواء في المدرسة او في منزله. وفي عام ،1582 تزوج شكسبير آنهاثاوي، وهي احدى فتيات ستراتفورد، وكانت تكبره بثماني سنوات. وقـد انجبا ثلاثةاطفال، بنتاً سمياها سوزانا، وتوأمين هما هانيت وجوديت. وفي تلك الفترة،كشف بعض الغموض الذي يكتنف حياته عن طريق قصة مشهورة، وإن لم تكن مؤكدة، مفادها انهنزح الى لندن هربا، بعدما سرق غزالا من الغابة المتاخمة للقرية. ومهما يكن الدافع وراء انتقال شكسبير الى لندن، فانه وصلها في عام ،1587 ولم تكدتمضي سنتان على وصوله (1589) حتى اصبح مالكا لمسرح BLACKFRIARS. اما عن مهنتهالسابقة، فهي غير معروفة على وجه التأكيد، شأنها في ذلك شأن كل ما يتعلق به. لكن منالمحتمل انه كان يعمل في التدريس. ولم يمض عليه وقت طويل، حتى كان قد كرّس نفسه للمسرح. ولعل اول وظيفة شغلهاكانت وظيفة ممثل، ومما لا شك فيه ان التأليف المسرحي في بداية امره كان خاضعا لمهنةالتمثيل الشاقة. ولكن شهرة شكسبير كمؤلف مسرحي في عام ،1592 كانت كافية بعدما ظهرتالطبعة الاولى من احد مؤلفاته (قصيدة فينوس وادونيس). وفي عام ،1594 اخذتمسرحياته تنشر بانتظام، وكان ذلك هو العام الذي اصبح فيه عضوا بارزا في احدى الفرق التمثيلية المعروفة باسم فرقة رجال اللورد تشامبرلين. وهي الفرقة التي كتب لها معظم مسرحياته. وفي عام 1597 بلغ من النجاح حدا مكّنه من شراء منزل ضخم في ستراتفورد يعرفبـ"المنزل الجديد". وفي العام التالي اصبح شريكا في ملكية مسرح GLOBE THEATRE لعرضمسرحياته. وفي عام ،1612 استقر في ستراتفورد، وامضى السنوات الاخيرة من حياته فيمحاولات متقطعة للتأليف، الى ان توفى في عام ،1616 وهو بعد في الثانية والخمسين منعمره... ولم يكن له ذرية أحياء. لا يمكن وصف الوضع المالي لشكسبير بالثراءالفاحش، او البؤس. اما كيف امكن مثل هذا الرجل الذي يبدو طبيعيا للغاية، ان يستكشفعبر مسرحياته كل تلك الجوانب من العواطف الانسانية، من انفعالات المآسي العميقة،الى الفكاهة الشعبية في مسرحياته الهزلية، فهو امر ليس بأقل بعثا للحيرة مما يحيطبشخصيته. وبقدر ما كانت حياته العامة عادية، كان يدرك كل ما يمكن ان تنطويعليه اخلاق البشر من سمات. لقد كتب شكسبير ما لا يقل عن 154 قصيدة غنائية. وبعض هذهالقصائد الغزلية كتبها الى "الجمال الاسود"، وهي شخصية قد تكون احدى غراميات شكسبيرمن جانبه فحسب. وفي عصر كانت اللغة الانكليزية في اوج ازدهارها، اكتشف فيها شكسبيرآفاقا جديدة من الجمال الشعري. فأسلوب جولييت السلس، والبرود المتعالي فياسلوب الملك لير، يسموان كثيرا فوق مستوى اسلوب الحديث العادي. ومسرحية "العاصفة" تتضمن الكثير من الفقرات الرائعة، بخلاف حديث بروسبير القائل: "ان القباب التيتعلوها السحب، والقصور الفاخرة... والمعابد المهيبة، والكرة الارضية العظيمةنفسها... اجل وكل ما خلقته، سوف يتلاشى، وهي مثل هذا البهاء الزائف سوف تذبل ولاتترك وراءها اثرا. هكذا خلقنا، كأننا اطياف احلام، وحياتنا القصيرة يكتنفهاالكرى...". اما شكسبير المؤلف المسرحي، فيكاد يكون كاملا. التلاحم بينشخصياته محدد وواضح، واحساسه بالزمن والنتائج رائع. واننا لنجد مشاهد المسرحيةتنتقل انتقالا سريعا من قارة الى اخرى (كما في مسرحية انطونيو وكليوباترا)، دون انيفقد المشاهدون الاحساس بتتابع الاحداث، او يبتعدون عن ملاحقتها. ان عبقريةشكسبير تتجلى في اروع مظاهرها في شخصياته. والادوار الثانوية، مثل بولينيوس Polinius ومركوشيو Mercutio واينوباربوس Enobarbus وجاك Jacques تبرز شخصيات ظلتتجذب اليها المشاهدين طيلة قرون. اما المهرجون والمغفلون ومنهم بوطوم Bottom،وفالستاف Falstaff اللذان كان في استطاعتهما ان يتكلما بأكثر مما حدد لهما، فقدكانا قادرين على استدرار ضحكات مشاهديهما، بنكاتهما ذات الطابع المختلف. ولا مغالاة في ان جميع المشاهدين يشعرون بالتأثر العميق لمواقف هاملت،وماكبث وعطيل ولير، وهم ينغمسون في الكوارث، في ظروف لا يمكن وصفها الا بأنها "مآسشكسبيرية". ولكن الناحية الاقرب الى المأساة تكمن في ان ترديهم هذا، كان ناتجا منانحرافات في اخلاقهم نفسها. ان في شخصيات شكسبير من التعقيد وفي الوقت نفسهمن الاقناع، لدرجة ان النقاد لا يترددون في مناقشة دوافعها الحقيقية، كلما كان هناكمجال للنقد الادبي الجاد. و نظرا لعبقرية شكسبير ومنجزاته وذيوع صيته فيبدو من الغريب أن أسمه لم يصنف معالمائة الأوائل وهذا ليس استهانة بمنجزاته ولكن نظرا لان الشخصيات الأدبية والفنيةعلى العموم لا تملك تأثيراً كبيراً على التاريخ البشري. فنشاط الزعماء الدينيين والعلماء السياسيين والمكتشفين والفلاسفة أو المخترعينغالبا ما تؤثر في تطورات الحياة البشرية في مختلف المجالات. فالتقدم العلمي مثلا كان له تأثيره الواضح على المشاكل السياسية والاقتصاديةوقد أثر أيضا على المعتقدات الدينية والمواقف الفلسفية وتطور الفنون. ولكن يبدو أن شكسبير هو المبرز بين الشخصيات الأدبية دون منازع فقليل من الناسفي هذه الأيام يقرؤون شوسر وفرجيل وحتى هوميروس ولكن في أي حفلة مسرحية لإحدىروايات شكسبير يحضرها الكثيرون وغالبا ما يقتبس من أقوال شكسبير من قبل أشخاص لميقرؤوا أو يروا مسرحياته. فمسرحياته قد سببت السرور والمتعة لكثير من القراء والمشاهدين خلال أربعة قرونتقريباً ومن المنتظر أن تظل أعماله مألوفة من قبل الناس لعدة قرون نائية. ومع أن شكسبير قد كتب باللغة الإنكليزية إلا أنه كان شخصية معروفة عالمياً وقدترجمت معظم أعماله بشكل واسع وقرئت مسرحياته ومثلت في عدد كبير من الأقطار.
الرجل الذي كتب لكل العصور قبيل انتهاء القرن الماضي راود وسائل الإعلام سؤال واحد ، كان على الرغم من أهميته معروف وواضح الإجابة : من هو أهم شخصيات الألف سنة الماضية ؟؟ وجاءت الإجابة بنهاية عام 1999 حيث انبثق اسم تكرر كثيراً على أفواه الناس : ويليام شكسبير . وفي استفتاء قامت به بي بي سي ، فقد هزم شكسبير كل من الشخصيات العالمية من أمثال وينستون تشرشل وإزاك نيوتن . والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا كل هذا الإطراء ؟ ولماذا احتل كاتب مسرحي مات منذ فترة طويلة وكاتب للعديد من المسرحيات تحكي عن ملوك قتلوا وقصص حب مفرطة ومصير المرابين ، لماذا يحتل تلك المكانة المرموقة ؟ تعد أعمال شكسبير الأكثر قراءة وشيوعاً على مدار التاريخ ، كما تمت ترجمة هذه الأعمال إلى أكثر من 100 لغة كما تحولت مسرحياته الشهيرة إلى أكثر من 300 فيلم سينمائي بدءً بـ King John في عام 1899 والأخير Titus Andronicus والذي قام ببطولته أنتوني هوبكنز وتم عرضه في شهر سبتمبر في بريطانيا ، بالإضافة إلى عرض أعماله على المسارح في جميع أنحاء العالم حتى بعد وفاته بأكثر من 400 عام . أفكار عالمية إذن ما هو السر الخفي وراء استمراريته وخلوده ؟ وتنبثق إجابة هذا السؤال من خلال عدد من الأعمال الحديثة التي اعتمدت على كتاباته مثل West Side Story والذي اعتمد على Romeo and Juliet وكذلك Kiss Me Kate المأخوذة من The Taming of the Shrew كما اعتمدت القصة العلمية Forbidden Planet على مسرحيته The Tempest كما اعتمدت الملحمة البطولية Ran على فكرة مسرحية King Lear . كل هذه الأعمال ما هي إلا شاهد إثبات على أقوى خصائص أعمال شكسبير الخارقة : وهي بلورتها للأفكار والمشاعر الكونية من إحساس بسيط بالغيرة إلى أدق الأفكار والأحاسيس مثل خطر تقديم العاطفة على العقل والفشل في حسم الموقف والقيام بفعل ما ، أي من ناحية أخرى التردد ، أي أن أعمال شكسبير ناقشت المشاعر الواضحة كالغيرة إلى أدق ما يدور في النفس البشرية مثل ما نراه في Othello و Hamlet . وعلى هذا الأساس فقد ظلت أعماله مرتبطة ارتباطاً وثيقا بعصرنا الحالي ، حيث منحت شخصياتها المعقدة المخرجين المعاصرين مزيداً من التفسيرات والأفكار الجديدة وهو السر وراء احتلال شكسبير لتلك المكانة في عالم الأدب . كتب شكسبير على الأقل 38 عملا دراميا ( وإن كان الرقم الصحيح مثار جدال حتى الآن ) متنقلاً من الأعمال الكوميدية خفيفة الظل والأعمال التاريخية الشهيرة إلى تراجيدياته الدموية . وقد تساءل العديد من الناس حول مصدر إلهام هذا الكاتب العبقري . وإن كان في غير استطاعتنا تفسير هذا اللغز ونحن لا نعلم إلا أقل القليل عن حياته الخاصة ، حتى تاريخ ميلاده غير محدد تماماً وإن كان نسبة لما حددته الأبرشية فقد تم تعميده في Stratford-upon-Avon, Warwickshire في 26 إبريل 1564. قصة غير مكتوبة ما هو مؤكد تماماً أنه كان أخ لخمسة أخوة للأب John Shakespeare حيث كان رجل أعمال وصل إلى مركز يضاهي عمدة Stratford ودخل الابن ويليام مدرسة The Local Grammar School بما يتناسب مع ابن وجيه من وجهاء المدينة ، وتزوج وهو في الثامنة عشرة من عمره فتاة في منتصف العشرينيات تسمى Anne Hathaway وكانت لديه ابنة اسمها Susanna وفي عام 1585 أصبح لديه توأماً . وللأسف الشديد أن اسم شكسبير اختفى من أي معلومات مسجلة لمدة سبع سنوات كانت هذه السنوات هي ثمرة انتقال هذا الشاب إلى لندن ونبوغه ككاتب مسرحي ينافس بل ويتألق على أعظم كتّاب الدراما في عصره . وفي غياب التفاصيل المهمة عن بلوغه بالإضافة إلى تعليمه المتواضع ، أدى هذا إلى ادعاء البعض أن شكسبير كاتب مستعار لكاتب آخر هو صاحب أو يستحق هذا الفضل مثل Sir Francis Bacon, Edward de Vere . وفي آخر تقدير ، فقد بلغ عدد الشخصيات التي قد يعود لها فضل تلك العبقرية إلى خمسين شخصية من شعراء الملاحم والبطولات Bard ) ) الحقيقيين . ولكن هذه النظريات المتآمرة لا تحملك على تصديقها وما هي إلا أقوال متملقة . وعموماً لا يمكن لأحد أن ينكر أن إيزاك نيوتن صاحب الثورة العلمية الكبيرة كان مجرد ابن مزارع . ومع ذلك يظل سر تعلم شكسبير لحرفة الدراما قائماً حتى الآن . ولا يمكن تحديد فترة كتابته لمسرحياته الأولى ، ولكنه من الواضح أنه بدأ بمعالجة القضايا أو الأفكار البسيطة أولاً . وقد ظهر أول مرجع يتحدث عن أولى أنشطته المسرحية في عام 1592 كوثيقة سميت The Groatsworth of Wit حيث تشير إلى أن شكسبير كان ممثلاً في نفس الوقت الذي بدأ فيه كتابة المسرحيات ، وتوضح الصلة بين شكسبير وكتابته للمسرحية التاريخية ذات الثلاثة أجزاء Henry VI . وكان مؤلف هذه الوثيقة هو Robert Greene كاتب مسرحي يعيش في لندن . وقد كتبت هذه الوثيقة قبيل وفاته وتتضمن تحذيراً واضحاً لكل من صديقه Oxbridge وكذلك لكل منChristopher Marlowe, Thomas Nashe و George Peele. وتبعاً لما قاله Greene فقد ذكر أن " ديكاً مبتدئاً " - حيث كان دائماً ما يدعو شكسبير بذلك - قد ينافسكم في مهنتكم ويهدد مصدر رزقكم . أحد الشخصيات المسرحية البارزة قامGreene باقتباس غامض لبعض السطور من مسرحيتين هما : الجزء الثالث من Henry VI– والمنسوبة غالباً لشكسبير – ونسخة مجهولة من نفس القصة باسم The True Tragedy . وبتحليل القصة الثانية من قبل بعض طلاب الأدب ، وجدوا أن المسرحية الثانية قد كتبت على يد Marlowe . وهذا يعني أن شكسبير قد تعرض لهذا الغضب الكبير من قبل Greene لإيمانه أن شكسبير الصغير قام بأخذ بعض النصوص من Marlowe وقام بتعديلها لينسبها لنفسه . وأياً كانت الحقيقة فقد كانت سنوات شكسبير الثمانية والعشرون قوة لها ثقلها في عالم لندن المسرحي . خلال عدة أسابيع من ظهور وثيقة Greene ، قدم الناشر اعتذاراً متذللاً لشكسبير وتزكيةً وتمجيداً لأمانته ومهارته وموهبته الأدبية . وكانت لهجته المتذللة دليلاً على خوفه من عزل أحد كبار نجوم المسرح في لندن . ولكن سرعان ما ظهرت موهبة شكسبير الأدبية في المسرحيات التاريخية الرائعة مثل Richard II وتأكدت عبقريته الفنية من خلال The Comedy Of Errors وRomeo and Juliet . في نهاية عام 1590 قام شكسبير بإبداع مسرحيات جديدة غير مسبوقة وهي Henry V و Hamlet والتي تحكي عن قصة مأساوية لأمير شاب لا يستطيع مواكبة متطلباته ، وتعد هذه المسرحية من أعظم الأعمال الدرامية التي كتبت على الإطلاق . وبقليل من الذكاء و المهارة ، قام شكسبير باستخدام بعض الفكاهة في مسرحياته الدرامية وحتى التراجيدية لزيادة حدة الموقف . كما أن هناك العديد من الأعمال المسرحية الكوميدية الكاملة أيضاً والتي تجمع بين الكوميديا السمجة والسخرية ، الفنتازيا والواقعية الساحرة مثل A Midsummer Night’s Dream, As You Like It, The Merry Wives of Windsor. ولكن تظهر عبقرية شكسبير بوضوح في مسرحياته التراجيدية وخاصةً Hamlet وثلاث مسرحيات أخرى كتبت تقريباً في عام 1605 وهي Othello, King Lear, Macbeth . حيث تُظهر جميعها شخصيات قوية ومعقدة تورطت في النتائج المؤسفة لحماقتهم الخاصة : مثل قائد ينساق وراء غيرته الشديدة ليقتل زوجته المحبة المخلصة وحاكم كهل قاده سوء الحكم على الناس وسوء اتخاذ القرار إلى مقتل بناته وموته هو شخصياً وإقطاعي اسكتلندي تم تدميره وتحطيم آماله بقوى مضادة من الطموح والندم . حققت أعمال شكسبير الشهرة والمال له . وبعد عرض مسرحية Macbeth والتي كتبت خصيصاً للملك جيمس الأول ، أصبح غنياً بما يكفي لشرائه ممتلكات له في لندن وستراتفورد . كما وجد لديه الوقت لكتابة الشعر حيث قدم مجموعة من أكثر من 150 سونيتة ( قصيدة تتألف من 14 بيتاً ) في عام 1609. بحلول عام 1612 ، استقر شكسبير في بيته في ستراتفورد وكان يذهب إلى لندن فقط للإشراف على أداء مسرحياته وتتضمن The Tempest, Cymbeline, The Winter’s Tale . كما يبدو أنه قد اشترك في تأليف بعض الأعمال مثل المشارَكة في كتابة Two Noble Kinsmen مع الدرامي الناجح John Fletcher وذلك طبقاً لما أوضحه تحليل الكمبيوتر للنص . الأسطورة التي لا تموت في بداية عامه الخمسين اعتزل شكسبير فن الكتابة ، ويبدو أن السبب يعود إلى تدهور صحته حيث قام في عام 1616 بكتابة وصيته التي أوصى فيها بتوزيع أمواله على عائلته ، أصدقائه والعامة من الفقراء وفي خلال شهر من كتابة هذه الوصية وبالتحديد في 23 إبريل 1616 توفي شكسبير . وتضمنت أعماله الخيرية جامعتان هما John Heminge و Henry Condell . وفي عام 1623 قامت الجامعتان بتنظيم إصدار يتضمن 36 من مسرحياته فيما يسمى الآن بـ First Folio وتمت إضافة مسرحيتان إلى هذا الإصدار فيما بعد وهما Pericles و Two Noble Kinsmen . ومازال هذا الإصدار First Folio يعد الأساس أو الجوهر لما يسمى اليوم بالأعمال الكاملة لشكسبير Complete Works of Shakespeare . ويشتمل هذا الإصدار على 800.000 كلمة حيث تعد 1700 كلمة منها من مصطلحات شكسبير الخاصة . كما أصبحت العديد من جمله تستخدم في العصر الحديث . كما صدرت العديد من الكتب التي قام شكسبير بالتنبؤ بالعديد من أسمائها . وكما قال هاملت أن " the play’s the thing " فإن أعمال شكسبير المسرحية هي التي أسفرت عن هذه العبقرية الفذة التي أسرت كل وجه من أوجه الحياة البشرية وظروفها ودوافعها الداخلية بلغة مازالت لها سحرها الخاص بعد ما يقرب من 500 عام
- أيها النوم أنك تقتل يقظتنا.. - هناك ثمة وقت في حياة الإنسان إذا انتفع به نال فوزاً ومجداً، وإذا لم ينتهز الفرصة أصبحت حياته عديمة الفائدة وبائسة.. - إن الآثام التي يأتي بها الإنسان في حياته، غالباً ما تذكر بعد وفاته، ولكن أعماله الحميدة تدفن كما يدفن جسده وتنسى.. - إن المرء الذي يموت قبل عشرين عاماً من اجله، إنما يختصر مدة خوفه من الموت بنفس العدد من السنين.. - إن أي مركز مرموق كمقام ملك ليس إثماً بحد ذاته، إنما يغدو إثماً حين يقوم الشخص الذي يناط به ويحتله بسوء استعمال السلطة من غير مبالاة بحقوق وشعور الآخرين.. - الرجال الأخيار يجب ألا يصاحبوا ألا أمثالهم.. - هناك ثمة أوقات هامة في حياة سائر الرجال حيث يقرر أولئك مستقبلهم أما بالنجاح أو بالفشل.. وليس من حقنا أن نلوم نجومنا أو مقامنا الحقير، بل يجب أن نلوم أنفسنا بالذات .. - نكران الجميل أشد وقعاً من سيف القادر.. - الدنيا مسرح كبير، وان كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح.. - لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجاً.. فإذا جاء طلبت منهُ كل شيء.. - إن المرأة العظيمة تُلهم الرجل العظيم.. أما المرأة الذكية فتثير اهتمامه بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب.. ولكن المرأة العطوف.. المرأة الحنون.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية.. - إذا أحببتها فلن تستطيع أن تراها.. لماذا؟ لأن الحب أعمى.. - يمكننا عمل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر.. - لكن الحب أعمى والمحبون لا يستطيعون أن يروا الحماقات الصارخة التي يرتكبونها هم أنفسهم.. - إن المرأة العظيمة تُلهمُ الرجل العظيم، أما المرأة الذكية فتثير اهتمامهُ.. بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب، ولكن المرأة العطوف.. المرأة الحنون.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية.. - الرحمة جوهر القانون، ولا يستخدم القانون بقسوة إلا للطغاة.. - يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة.. - أن الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه.. - أننا نعلّم الآخرين دروساً في سفك الدماء.. فإذا ما حفظوا الدرس قاموا بالتجربة علينا.. - على المرء أن ينتظر حلول المساء ليعرف كم كان نهاره عظيماً.. - إن الغيرة وحش ذو عيون خضراء.. - الذئب ما كان ليكون ذئباً لو لم تكن الخرافُ خرافا.. - لا يكفي إن تساعد الضعيف بل ينبغي إن تدعمه.. - قسوة الأيام تجعلنا خائفين من غير أن ندري تماماً ما يخيفنا.. إذ أن الأشياء التي تخيفنا ليست إلا مجرد أوهام.. - مداد قلم الكاتب مقدس مثل دم الشهيد!.. - ليس من الشجاعة إن تنتقم، بل إن تتحمل وتصبر.. - من خلال أشواك الخطر، نحصل على زهور السلام.. - لا يتأوه عاشق مجاناً.. - عندما تأتي البلايا لا تأتي كالجواسيس فرادى.. بل كتائب كتائب.. - لا ترى كل ما تراه عينك ولا تسمع كل ما تسمعه إذنك..
ألبرت أينشتاين (1879-1955) ولد في مدينة أُلْم في ألمانيا وكان والداه هِرمان و يولين أينشتاين يهوديين منحدرين من أسلاف فلاحين لا يبالغون في تدينهم كان والده يدير معملا كهر بائيا صغيراً بتمويل من احد أقارب يولين وكان إخفاقه قبل إن يكمل البرت السنة الأولى من عمره هو سبب رحيله إلى مونيخ حيث كوّن مع أخيه جاكوب شراكه بحيث أدار صناعة للكهروكيمياويات وبعد سنه ولدت مايا أخت البرت لم تكن هذه العائلة متمسكة دينيا فلم تكن تراعي شعائر اليهود كان البرت مثل نيوتن طفلا غير سابق لأوانه فكان بطيئاً في تعلم الكلام ولم تجر الألمانية على لسانه بسهوله إلا حين أصبح في العاشرة وخشي والداه أن يكون بليدا أو متخلفا ولكن على الأرجح كان يميل إلى أحلام اليقظة التي كانت تختطفه من هذا العالم فلم يبد كبير الاهتمام بدروسه في المدرسة الكاثوليكية التي واظب عليها خمس سنوات لذلك لم يهتم به مدرسيه حتى انه قد تقدم احد مدرسيه بتقرير لوالده بأنه لا أهمية للمجال الذي يختاره لابنه لأنه لن يفلح في أي مجال أبدا وفي عام 1889 انتقل البرت إلى ثانوية لويتبولد وهي مدرسه ألمانية نموذجيه حيث كان يعنى المعلمون بالمحافظة على انضباط الطلاب مثلما يعتنون بتعليمهم دروسهم فغرس هذا الجو ألقسري القاسي في نفس البرت ميزة الارتياب بالسلطة وخاصة التعليمية وقد أكد البرت بعد ذلك أن معلمين هذه المدرسة غير صالحين لعملهم وهي كغيرها من المدارسة وهذا ما اثبت لألبرت أن على المرء أن يكون شكاكا دائما بالأعراف (العلمية فقط ) وهي الطريقة التي اتخذها البرت في نظرته للميكانيكا التقليدية حين كان يعتقد اغلب المدرسين أن الفيزياء انتهت ولم يتبقى منها سوى القليل . وقد حدث لألبرت حادث ترك اثر عميقاً في نفسه إذ عثر على كتاب وهو في الثانية عشر عن الرياضيات وتعلم منه الهندسة قبل أن تدرس له في المدرسة وترك اتساق النظريات أثرا لم ينمحي . في عام 1894 بعد أن اخفق هرمان في عمله انتقل والداه وأخته إلى ميلانو في إيطاليا ولما لم يكن البرت قد استوفى شروط شهادته التي كانت ضرورية لقبوله في الجامعة فقد تخلف عن أسرته وبقي في رعاية بعض الأقارب ولما لم يكن سعيداً في مدرسته والمنزل بدأ يهمل في عمله إلى أن طلب منه أخيرا احد الأساتذة أن يترك الثانوية فقبل البرت نصيحته بكل سرور ورحل إلى ميلانو للانضمام إلى أسرته وقد بدأ يفكر جديا بسبب وضع أسرته المالي القلق في نوع المهنة التي عليه أن يمارسها ولاسيما أن افتقاره للشهادة الذي حرمه من الانتساب إلى أي جامعه في ايطاليا ’ ولكن سرعان ما علم أن معهد البوليتكنيك (المتعدد التقانات) في زوريخ في سويسرا لا يتطلب شهادة ثانوية لانتساب إليه وأن ما على الطالب المرشح إلا أن يجتاز فحص القبول وهكذا سافر أينشتاين إلى سويسرا وتقدم للامتحان ولكنه لم ينجح وكان إخفاقه ناجما عن عدم تحضيره المناسب أكثر مما كان ناجما عن افتقاره للمعرفة في علوم الرياضيات الأساسية لذلك انتسب إلى المدرسة الثانوية في آرو وأجهد نفسه في دراسة الموضوعات الضعيفة لديه مثل علم الأحياء واللغات وقد وجد أينشتاين أن سنته في آرو كانت سارة بخلاف سنواته في ثانوية لويتبولد فمعظم المعلمين كانوا يظهرون اهتمام أكبر في تعليم الطلاب أن يفكروا وحدهم بدلاً من أن يرهبوهم . ومهما يكن فقد تقدم للامتحان القبول في عام 1896 ونجح فيه نجاحا حسنا هيأه لمتابعة أربع سنوات بعدها يصبح معلما وقد أتى قبوله في معهده البوليتكنيك السويسري في أواسط نفس العام بعد ستة اشهر من تخليه عن الجنسية الألمانية رسميا وظل بلا جنسيه لنه لم يطلب الجنسية السويسرية . ولم تكن سنوات المعهد الخارقة فقد استمر في مناقشات طويلة مع أصدقائه في مواضيع تتدرج من السياسة والدين إلى العلم والرياضيات وكان لا يهتم كثير بملبسه ويعزف على كمانه من حين إلى أخر في حفلات موسيقيه فرديه وكان يقوم بنزهات طويلة سيرا على الأقدام في الريف وتعلم قيادة المركب الشراعي وقد وجد بعد جو دراسته الأكاديمية الكئيب في ألمانيا حياة راقيه ولطيفه في المعهد غير أن موقفه الواهن وغير النشط تجاه قاعات الدرس لم يتغير فنادرا ما كان يحضر المحاضرات وكان يقرأ كتبه في غرفته ويستعير الملخصات من زملائه كي ينجح في امتحانه ومع ذلك وجد البرت أن الشروط الأكاديمية تتطلب منه لكي يحقق رغبته في أن يصبح فيزيائي أن يكون لديه أساس متين في علوم الرياضيات كما أقنعت مطالب المنهج البرت بميزة نظام التعليم الذاتي فاجبر نفسه على امتلاك ناصية المبادئ الأساسية وبعد نيله الشهادة عام 1900 اخفق في الحصول على مركز مساعد في المعهد لان عدم اهتمامه لم يشجع احد من الأساتذة على قبوله وقد تدبر عمل في زوريخ مع أ ز ولفر مدير مرصد السويسري الفيدرالي
العظيمة تجاربه في ضوء والنظرية الجسيمية التي كونها عنه فحين كان في وولثورب قام بتجارب على الموشور ولاحظ أنه عندما يمر شعاع ضوئي عبر موشور ( كان ينكسر ولكنه يتجزأ إلى أجزاء تنكسر بانحرافات مختلفة وأن الحزمة التي تسقط على الحاجز ليست مجرد بقعة متسعة من الضوء وإنما هي شريط ذو ألوان متتابعة مرتبة بحسب ترتيب ألوان قوس قزح المألوفة الأحمر فالبرتقالي ثم الأصفر فالأخضر فالأزرق ثم البنفسجي ) وحين كان يمر الضوء عبر موشور ثانٍ (مقلوب بالنسبة للأول) كانت الألوان تعود فتتحدد لتكون حزمة بيضاء فساقته هذه التجارب إلى استنتاج أن الضوء الأبيض يتكون من جميع ألوان القوس قزح وأرشده ثبات المركبات اللونية الظاهري للضوء وإنما للضوء الأبيض إلى تكوين نظرية جسيميه للضوء عبر إذ (اعتقد أن الأشعة الأفرادية (وهي برأيه جسيمات من قدر معين) تثير عندما تسقط على شبكة العين احساسات بألوان إفرادية ) ومع أن زملائه قبلوا بعد ذلك بوجه عام نظريته أن الضوء يتألف من جسيمات غاية في الصغر إلا أن عدد من المعارضين مثل كريستان هو ينغر كانوا يحاجون بأن الضوء يتألف من أمواج غير أن نيوتن كان يرد على ذلك بأن الضوء لو كان تموجياً لكان يجب أن ينعطف (يتعرج) عند الظلال على نحو ما ينعطف الصوت حول الحواف ويصبح مسموعاً وكان نيوتن على حق في فكرته هذه ولم يمض سوى سنوات حتى أثبتت تجارب أكثر دقة بأن الضوء ينعطف فعلاًًًًًًًًًًًًًً وأنه لذلك يملك خواص تموجية ولكن النظرية الجسيمية أعيدت لها الحياة مع ذلك بمعنى ما في بداية القرن العشرين حين اقترح ألبرت أينشتاين أن الضوء يتألف من جسيمات منفصلة تدعى اليوم ( فوتونات ) وعلى كل حال فإن الحوار في هذا قد لا ينتهي أبداً إلى نتيجة حاسمة لأن الضوء يظهر كلا الطبيعيتين الجسيمية والتموجة .وبعد أن أعيد افتتاح كمبردج في1667انتخب نيوتن عضواً في كلية ترينيتي وبعد ذلك بعامين تخلى موجه نيوتن وناصحه إسحاق بارو عن مركزه موصياً بأن نيوتن خلفاً له فبدأ نيوتن بإلقاء محاضرات في البصريات دون أن يكون قد نشر بعد أي شيء عن اكتشافاته كما تابع تجاربه في الضوء وصنع أول مقراب عاكس وقد نشر بعد أي شيء عن اكتشافه كما تابع تجاربه في الضوء وصنع أول مقراب عاكس . وقد أثار هذا المقراب اهتماماً عظيماً لدى الجمعية الملكية أدى إلى انتخاب نيوتن عضواً في هذه الهيئة عام 1672 فشجع هذا الشرف نيوتن على تقديم نشرة علمية في البصريات لاقت هجوماً قاسياً من روبرت هوك (الذي كان آنذاك رئيساً للجمعية الملكية ويعد نفسه خبيراً في البصريات )..
وقد أثارت طريقته المتعالية في مراجعة النشرة غضب نيوتن الذي كان لا يستطيع تقبل أي نقد لعمله أو أي جدل مقيت (ولم يمض عام كامل على تقديم نيوتن لنشته حتى ضاق ذرعاً بتبادل الآراء في المناقشات وأصابه من الضجر ما جعله يقطع صلاته ويعيش في عزلة فعلية ). أما خلافات نيوتن مع هوك هو ينغز في طبيعة الضوء فقد طغا عليها جدل دار حول اكتشاف حساب التفاضل والتكامل الذي بدأ في عام 1684 عندما نشر غ.و. لينبتز بحثه عن هذا الموضوع وكان تأخر نيوتن في نشر بحثه عن هذا الحساب حتى عام 1704 هو السبب في اختلاط الأمر حول من له الحق في هذا الاكتشاف حتى إلى ما بعد ذلك التاريخ وكان كل من الرجلين يبدي صداقته للآخر ومن المرجع أن ليبنتز كان قد بدأ بتطوير حساب التفاضل والتكامل حتى قبل أن يبدأ ليبنتز بدراسة الرياضيات ولكن النزاع بدأ يطرح على الصعيد القومي بين أناس لم يكونوا يعرفون أي شيء عن عمل كل من العالمين ومع ذلك كانوا يجادلون بانفعال حول صاحب هذا الاكتشاف أهو إنكليزي أم ألماني ولم تنته المشكلة طيلة حياة نيوتن ففي حين كان كثيرون من زملائه راغبين في تبرئته من تهمة الإدعاء بسبب عدم توفر أي دليل (نظراً لشهرته العلمية الواسعة ) كان معظم علماء القارة الأوربية (دون الجزر البريطانية ) ورياضيوها يستخدمون رموز ليبنتز ومصطلحاته واستمر استخدامها إلى الآن لأنها أكثر ملائمة ولقد حقق نيوتن أهم اكتشافاته في الضوء والرياضيات في لأواسط الثمانينات من القرن السابع عشر لكنه فيما عدا نشرات قليلة عن البصريات لم ينشر إلا القليل من أعماله ولا سيما قانونه في الثقالة حتى أن علاقته المتوترة مع العديد من معاصريه في الجمعية الملكية كانت تجعله بين حين وآخر يشمئز من العلم ويتوجه باهتمامه إلى مواضيع أخرى كانت تحيره دائماً كالدين و التأملات الصوفية بل إن أهم عمل له المبادئ كان من الممكن ألا يكتب بتاتاً لولا دعوى خصمه القديم هوك بأن من الممكن تفسير حركات الكواكب بقانون التربيع العكسي للجاذبية مع أن هوك غير قادر على إثبات نظريته فما كان من إدموند هالي صديق نيوتن إلا طرح المسألة على نيوتن وسأله كيف يجب أن تتحرك الكواكب إذا كانت قوة التجاذب بينها وبين الشمس تتناقص متناسبة عكساً مع مربع أبعادها عن الشمس فأجاب نيوتن بأن الكواكب يجب أن تسير في مدارات إهليلجية (قطوع ناقصة ) وحين سأله هالي بعدئذ لماذا تعتقد بأنها تتحرك على هذا النحو أجاب بأنه حسب مداراتها"وهكذا طلب هالي من نيوتن أن يبرهن نظريته سبباً في أن يبدأ بتأليف كتاب يشرح فيه نظريته عن الجاذبية (الثقالة )ويشرح كل قوانين الحركة الثلاثة التي صاغها " وقد أنجز نيوتن كتابه المخطوط في 18 شهراً ثم نشره على نفقة هالي بعنوان (المبادئ الرياضية للفلسفة العلمية ) ومع أن هذا الكتاب كان قد كتب على شكل سلسلة من البديهيات والبراهين المصاغة بكلمات مكثفة جداً إلا أنه يظل أعظم ما كتب من الأعمال العلمية وأشدها تأثيراً على الإطلاق فلقد أعطى صورة للاكون وفقاً لجميع الحركات الديناميكية التي تخضع لقانون الجاذبية واكتسب نيوتن بفضل كتابه المبادئ شهرة عالمية وضمن به مكانة مرموقةً لا مثيل لها في المجتمع العلمي :"لقد كان النظام النيوتني قائماً على مجموعة من الافتراضات القليلة البسيطة المطورة وفق تفكير رياضي واضح وجذاب يكاد يصعب على المحافظين (الحذرين من التجديد ) أن لديهم العزم والجرأة لمحاربته ". ولكن نيوتن الذي اصبح رمزاً حياً لعصر العقل سرعان ما ضل عن طريق العلم وبدأ يبذل جهوداً جهيدة لا طائل منها لكي يثبت كيف تتحول المعادن الخسيسة إلى ذهب , وراح يكتب عن الكيمياء أسفاراً مطولة لك تكن لها مع ذلك أي قيمة أو نفع على الإطلاق وقد كتب نيوتن أيضاً بوصفه مؤمناً احتفظ بمعتقداتها الدينية لنفسه وكتمها كي يضمن بقاءه في عمله في كمبردج أكثر من مليون كلمة يبدي فيها تأملاته عن معاني آيات الكتاب المقدس الخفية وبين أن عمر الأرض 5000 اعتماداً على عدد الأجيال المذكورة في التوراة". وقد عانى نيوتن عام 1692 من انهيار عصبي ربما كان ناشئاً عن الإجهاد ليس إلا ولكنه أجبره على ترك العمل ما يقارب من عامين على الرغم من أنه شفي من المرض تماماً .ومع ذلك فقد توج بحوثه العلمية بخاتمة بارزة ،إذ أمضى بعض الوقت خلال العقدين التاليين وهو يجمع أدلة وقرائن عن نظريته في الضوء التي نشرت قبل أن تظهر بالعنوان المشهور بالبصريات عام 1704 بعقدين . وكان السبب في تأخر نشر الكتاب ، هو أن نيوتن كان يرفض نشره قبل وفاة هوك عام 1703 . وفي هذا العام انتخب نيوتن رئيساً للجمعية الملكية (خلفاً لهوك) وقد ظل يشغل هذا المنصب حتى وفاته. كما انتخب أيضاً عضواً في البرلمان عام 1689 ولكنه لم يطلب الكلام طيلة السنوات العدة التي قضاها في عضويته إلا مرة واحدة عندما طلب إغلاق نافذة كانت مفتوحة . وفي عام 1696 عُين نيوتن مراقباً لدار سك النقود ، وبعد ذلك بثلاث سنوات تسلم منصب الرئيس الأعلى للدار ومع نيوتن ظل محافظاً على انتسابه المهني إلى الجامعة حتى عام 1701 إلا أن تعيينه في الدار أنهى عملياً مهامه الأكاديمية نظراً لانتقاله إلى لندن لتسلم واجباته الرسمية .ولقد حاول بعض المعلقين أن يثبتوا هذا التغيير في عمل نيوتن حرم العالم العلمي أكبر شخصياته شموخاً لمدة تقرب من ربع قرن من حياته ولكن نيوتن نفسه كما يبدو كان لديه الاستعداد لأن يعيش خارج الجامعة كما كان راغباً في أن يتمتع بشهرته في دوامة لندن الاجتماعية ثم أن هذا التعيين لم يكن مجرد شرف رمزي لأن نيوتن نفسه بذل مجهوداً كبيراً لإنجاز مشروع السك وقد رُفع نيوتن أيضا إلى رتبة فارس من قبل الملكة آن في عام 1705 وكان هذا شرفا لم يُمنحه عالم من قبل قط وكان يحظى بدخل ثابت وقد استمر ذلك إلى أن توفي ولم يحظى قبله ولا بعده شرفا قوميا كالذي حظي به نيوتن