سألتكَ يا صاحبيْ:
أيّ يأسٍ تولاّكَ هذا المساءَ
فأشعلتَ وقتَ البكاءِ شموعكْ؟!
***
وضعتُ يديَّ على وجهكَ الكهلِ
أمسحُ حزناً قديماً
فألفيتُ قلبكَ قد ماتَ...
منذ زمانٍ،
وروحكَ سالتْ مع الدمعِ
كيما تخونكْ!!
أأنتَ حزينٌ إلى آخرِ الروحِ
حتى تشطَّ بكَ الناي؟!
واأسفاهُ رفعتُ سراجي لعينيكَ
كيما أراكَ..
رأيتكَ سكرانَ تبكي... ...
يبلّلُ لحيتكَ الدمعُ..
والنايُ يرعى شؤونكْ!!
تغيّبتَ عني فأوحشني العمرُ
حتى افتقدتكَ في عزلتي يا غريبُ!..
وحينَ سعيتُ إليكَ
بصرتكَ ظمآن!!...
آنسَ قلبكَ شجواً بعيداً فناحَ..
أناشدكَ الروحَ يا والدَ الحزنِ
كيفَ تركتَ يتاماكَ يبكونَ
هذا البكاءَ؟!
وكيف تركتَ المواويلَ مشنوقةً،
والكمنجاتِ تبكي شجونكْ؟!