أيّهذا الشقيّْ!
لا تواطنْ سوى الخمرِ
في وحشةِ الليلِ!
واعسلْ كذئبِ الجزيرةِ
إذ يتشمّمُ في شهوةِ الريحِ
رائحةَ الدمِ
كالخنجرِ البدويّْ!
***
فخياركَ عزلتكَ الآنَ
فارفعْ بفأسكَ أعلى من الليلِ،
واضربْ بجمعِ يديكَ
على حجرِ الوحشةِ
الأبديّْ!
لن تصافيكَ غيرُ المواويلِ
في أمسياتِ الشمالِ الحزينةِ..
سوفَ يظلُّ أساكَ أميراً على النايِ
يا بنَ الطواحِ الشجيّْ!
فروحكَ أقوتْ، وساكنها الحزنُ
والليلُ رمّلَ قلبكَ
واليأسُ في آخرِ الأمرِ خانكْ!
يا بنَ آوى المهجّر تحت سماءِ البراري
الكئيبةِ
لم تبق غيرُ روائح حزنٍ قديم،
وأصداءَ تأتي وتذهبُ في آخرِ الليل
موجعةً
لتباكي زمانكْ!
سيخونكَ كلُّ الذينَ أحبّوكَ
يوماً،
ويختنقُ الذئبُ في صدركَ المرّ
بين العواءِ
وبين البكاءِ
ويعطشُ صوتُ المواويلِ لليلِ
حين يجمُّ كمانكْ!
هذهِ الخمرةُ الآن تهدأُ في الروحِ
مثل مياهِ الينابيعِ
فاشربْ على حزنِ قلبكَ كأسينِ،
واذهبْ على ساعةِ الحزنِ منفرداً!
فالمدى مقفلٌ،
والغيومُ محدّبةُ الحزنِ فوق الهضابِ
وأنتَ خسرتَ رهانكْ!