سَمِعْتُ بكاءَ الغزالَةِ
في الليلِ..
ما زلتُ أسمعُهَا في الأقاصيْ
تنوحُ على وَتَرِ الحزنِ
رافعةً روحَهَا مثلَ أيقونةٍ
لهلالِ الحسينْ!
***
سمعتُ هديلَ الحمامةِ
في شَجَرِ الأرزِ
قبلَ الغروبِ..
سمعتُ تنَهَدَّ أجراسِهَا
تتأمَّلُ في عتمةِ الليلِ عَشْرَ شموعٍ،
وتبكي على قَمَرِ الرافِدَيْنْ!
سمعتُ نداءَ السنابلِ في الحقلِ
ما زلتُ أسمعُ أغنيةَ القمحِ
تدخلُ شبَّاكَ فلاّحةٍ كالنجومِ،
وتسقطُ مثلَ الرسَالَةِ
في الراحتينْ
سمعتُ نُوَاحَ اليمامةِ فوقَ النخيلِ
تَصُوتُ على نجمةٍ في الجنوبِ..
وتلكَ النُّصُوبُ تصلّي إلى الغيمِ..
ما زلتُ أسمعُ
في آخر الصيفِ
طفلَ الفقيرِ
يغنِّي لسنبلتينْ
سمعتُ غناءَ المغنيِّ
لأرملَةِ النهرِ
لا تَقْطَعِي وتَرَ العودِ!
كيما أعمِّرَ أيلولَ حبٍّ جديدٍ
بشَتْلَةِ لوزٍ،
وريحانَتِيْنْ
سمعتُ الفقيرَ يغنيِّ
على صَخْرَةٍ في المساءْ:
تجيءُ الغزالةُ منْ نومنا الأبديِّ
كما الحُلْمِ،
والبدرُ يهبطُ أدراجَهُ كالنبيِّ
لِيَضْفَرَ إكليلَ قمحٍ
على شرفةِ الفقراءْ
وتأتي الأيائلُ من حزنها
أولَ الصيفِ
شاردةَ البالِ
تسألُ عن بيتها طائرَ الأقحوانِ..
فيركضُ نايٌ "إليها،
ويفلتُ مهرُ الغناءْ
سَمِعْتُ غِنَاءَ الصبيَّةِ:
أَوَّلُ عاشقةٍ
رَفَعَتْ رُوْحهَا للنجومِ أنَا،
أوَّلُ امرأةٍ أثَكَلَتْهَا الغيومُ..
وأوَّلُ أنثى تنامُ على النَّايِ
بينَ النساءْ