ليسَ للحبّ سيفٌ أخيرٌ
سوى ما يقطّعُ أوردةَ الروحِ
في ذروةِ الهذيانِ
ويجتثّ منها شفافية القطنِ
ليسَ لهُ غيرَ لطمِ المواويلِ
والدمعِ وهو يسيلُ من العينِ
كالماسِ
فوقَ ندامةِ ثلجٍ حزينٍ
فكيفَ أدثرُ روحي من البردِ؟
في أيّ ليلٍ أبادلُ حزنَ النجومِ بحزني؟
وكيفَ ألاعبُ تلك العصافيرَ؟
وهي تشقشقُ قمصانَ زرقتها
دونَ قلبِ امرأه
يتسقطُ وقعَ الخريفِ على الروحِ
تحتَ سماءٍ مكفّنةٍ بالغيومِ
كأنْ ما يجيءُ مع الليل ليس السوادَ
بل الحبّ
مختبئاً بنعاسِ المرايا
يفيضُ بمعناهُ بين النوافذِ مثل الغريبِ
وينأى
كهدهدةٍ مرجأهْ
سألتُ الأغاني التي تتألّمُ في المهدِ
والقمرَ المتكسّرَ في الليلِ
لكنني لم أجدْ صخرةً
لأريح عليها عنائي الطويلْ
ولا أغنيهْ
لتبلغَ روحي نايَ الهديلْ
فأيّ امرأهْ
تَحْدِل الحزنَ عن وجهيَ الطفلِ
حين يغيبُ الهلالُ؟
وأيّ غزالهْ
تمسُّ على النبعِ قلبي
مسّ السحابةِ بالسلسبيلْ؟
كلُّ ما يتركُ الحبُّ في الروح
محضُ غناءٍ محتهُ سنونُ الطفولةِ
لكنْ وقبلَ التماع البروقِ على الغيمِ
يشتعلُ الرأسُ شيباً
ويفترقُ الناسُ كلّ إلى "حزنهِ"
وحدهُ الحبُّ يمشي لزاويةٍ في الجدارِ
أُعدّتْ له مسبقاً
في ظلالِ الأصيلْ