صبحٌ لشيرينَ الصغيرة
فوقَ سطحِ البيتِ،
شلحُ "بلابلٍ" زرقاءَ
تلعبُ في دراج النومِ،
أغنيةٌ ملفّعةٌ بشالِ اللوزِ
تصحو تارةً وتنامْ
عصفورُ موسيقى بشبّاكِ الحبيبةِ
راحَ مثل الأرزِ
يوقظُ بالغناءِ العذبِ
امرأةَ الحمامْ
ذهبتْ بسلّتها الصغيرةِ في طريق الحقلِ
باحثةً عن الرمانِ
سمّاها البنفسج غيمةً للعيد،
والناطورُ سمّاها على الأزهار
سوسنةَ الكلامْ
قالتْ لها الأزهارُ كوني
"أمّنا البيضاءَ"!
نادتها حفافي القمحِ
كوني أختنا في الخبزِ!
والينبوعُ أسمعها خريره
لكنّ شيرينَ الصغيرهْ
سمعتْ حفيفَ الحورِ
يأتي من خريفِ الريحِ
فانتبهتْ لأجراسِ الخريفِ،
وضوءِ قنديل الغروبِ
على جذوع السنديانْ
فتأمّلتْ قمرَ الغيابِ
بطيفهِ النائي
يطالعُ من وراءِ الغيمِ
دنياهُ الحزينةَ بالرحيلِ؛
فأجهشتْ وبكلِّ ما في الروح من ألمٍ
على صدرِ الكمانْ!
كانَ الحمامُ يتيمها بالدمعِ،
والليمونُ توأمها بأزهارِ الحنانْ.
كتبتْ رسائلها إلى الأشجارِ
وارتحلتْ لمملكةِ الأغاني؛
كي تزوّجَ قلبها للغيمِ،
والقمرِ الجميلْ.
كانَ الخريرُ رفيقها في الدربِ،
والأجراسُ جوقتها الكفيفةَ،
والمحارمُ فوقَ غصنِ الصبحِ
تمعنُ بالهديلْ.
مدَّتْ يديها للغيومِ
فسالَ حزنُ حليبها المكسورُ..
نادتْ راهبَ الكرمِ البعيدِ
فلوَّحَ الناطورُ
وانهمرتْ على أيلولَ أوراقُ الرحيلْ
* *
شيرينُ يا شيرينْ!
يا وردةَ العالي
كانَ الحمامُ ببيتنا ومضى
والآنَ لا عنبٌ ولا ذكرى
أوّاه لو تدرينْ!
والبيتُ خالي.