تفسير الاحلام لباب الياء13

الناقل : heba | المصدر : www.kl28.com

 من رأى) أنه يذيب حديداً فإنه يقع في ألسنة الناس ويغتابونه وما صنع من الحديد فإنه منفعة للإنسان وقوة له [ص 155] فالقدوم والمسحاة والفأس وغيرها خادم الإنسان أو أجير فما رؤى فيها من صلاح أو فساد عائد عليه وراجع تأويله إليه ومن ملك حديداً في المنام نال رزقاً بتعب لما فيه من الكلفة في قطعة من معادنه.

   
- (حداد) هو في المنام ملك عظيم أو سلطان مهيب بقدر قوته وحذقه في عمله والحداد ملك الموت والحديد بأسه وقوته لقوله تعالى: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس} والمنافع هي الأمتعة والأواني والأشياء التي ينتفع بها الناس والبأس تليين الحديد في يده ويتخذ ما يريد إن شاء اتخذ فأساً أو سيفاً أو سكيناً أو غيرها فإذا اتخذ الحداد ما يريد من الحديد فإنه يصيب ملكاً عظيماً.

   
- من رأى) أنه حداد وقد لان له الحديد ويعمل منه الآلات فإن كان الرجل من أهل الملك أو كان في أجداده فإنه ينال ملكاً ولا ينظر إليه في ضعفه بل يعبر على أجداده والحداد المجهول سلطان عظيم أو ملك بقدر خطره وقوته في علاجه الحديد تدل رؤيته على الشرور والأنكاد ومنع التسرف وربما دلت رؤيته على تيسر العسير وربما دلت على الرجل السوء العامل بعمل أهل النار وإن قيل في المنام فلان رفع إلى حداد أو رفع أمره إليه فإن كان معافى نزلت به حادثة تلجئه إلى السلطان أو إلى من يلوذ وإلا يجلس إلى رجل لا خير فيه فكيف به إن أصابه شيء من دخانه أو شرره فضر ذلك ببصره أو ثوبه أو ردائه وأما من عاد في منامه حداداً فإنه ينال من وجوه ذلك ما يليق به بما تأكدت عليه شواهده ويدل الحداد على كل من يتعيش بالنار كالطباخ والخباز والنحاس ومن أشبههم ومن دخل على حداد جلس عنده فإن كان مريضاً أو ميتاً صار إلى النار لا سيما إذا كانت ثيابه سوداً أو وجهه ودخل إلى السجن لأن العرب تسمي السجان حداداً.

   
- (حفار) في المنام رجل في أمر صعب لا يستريح منه إلى الممات يكون سؤاله عنه وبالاً عليه ونجاة للمقبر.

   
- من رأى) أنه يحفر في الثرى فإنه يخوض في باطل لا يجدي عليه وحفار الجبال رجل يزاول رجلاً عظيماً صعباً وحفار الآبار والجبال رجل مكار حازم في مكره حقود خادع كاتم العدوة وإذا أخذ عليه أجره فإنه يكون رجلاً مكاراً حازماً محتالاً لأن الحفار مكر والحفار تدل رؤيته على السجان والستر للأمور القبيحة.

   
- (حمال) في المنام من رأى أنه يحمل حملاً [ص 156] ثقيلاً فإنه يصيبه هم بقدر ذلك والحمال يحتمل أذى الناس ويقضي حوائجهم وهو صاحب هموم وحلم.

   
- (حمامي) تدل رؤيته في المنام على قضاء الدين وزوال الهموم والأنكاد ونفاذ الأمر والطهارة وربما دلت على الضيق أو المرض.

   
- من رأى) أنه حمامي أو القائم فيه لا يخدم الناس في الحمام فإنه قواد ولد زنا لا يطاوع الناس ولا ينتفع منه فإن كان عليه ثياب بيض فإنه يجلو عن الناس همومهم وهو أيضاً قيم من يدل الحمام عليه لأن الحمام دل على أشياء كثيرة.

   
- (حمام) يدل في المنام على بيت أذى فمن دخله أصابه هم لا بقاء له من قبل النساء لأن الحمام محل الأوزار والحمام اشتق اسمه من الحميم فهو حم أو قريب فإن استعمل فيه ماء حاراً فإنه يصيبه من قبل النساء أو بمرض وقيل الاغتسال بالماء الحار صالح لأنه في الحمام فإن كان مغموماً ودخل الحمام خرج من غمه فإن اتخذ في الحمام مجلساً فإنه يفجر بامرأة ويشتهر أمره لأن الحمام موضع كشف العورة فإن بنى حماماً فإنه يأتي الفحشاء ويشيع عليه ذلك ويخوض فيها ويفتش عن العورات فإن كان الحمام حاراً ليناً فإن أهله وصهره وقرابات نسائه موافقون مساعدون مشفقون عليه وإن كان بارداً فإنهم لا يخالطونه ولا ينتفع بهم وإن كان شديد الحرارة فإنهم يكونون غلاظ الطبائع ولا يرى سروراً لشدتهم.

   
- (فإن رأى) أنه في البيت الحار وقد انتفخ الماء من مجراه وهو يريد أن يسده فلا ينسد فإن رجلاً يخونه في امرأته وهو يجتهد أن يمنعه فلا يتهيأ له فإن امتلأ الحوض وجرى الماء من البيت الحار إلى البيت الأوسط فإنه يغضب على امرأته وإن كان الحمام منسوباً إلى غضارة الدنيا فإن كان بارداً فإن صاحب الرؤيا فقير قليل الكسب لا تصل يده إلى ما يريد فإن كان حاراً ليناً واستطاب به فإن أموره تكون على محبة ويكون كسوباً صاحب دولة يرى فيها فرحاً وسروراً وإن كان حارا شديد الحرارة فإنه يكون كسوباً ولا يكون له تدبير ولا مدارات ولا له عند الناس محمدة ولا لنعمته بهاء ولا ذكر.

   
- من رأى) أنه دخل حماماً فهو دليل الحمى الناقص.

   
- من رأى) أنه شرب من البيت الحار ماء مسخناً أو صب عليه أو اغتسل به على غير هيئة الغسل فهو غم ومرض وفرع من الجن بقدر سخونة الماء وإن شربه من البيت الأوسط [ص 157] فهو حمى صالب وإن شربه من البيت البارد فإنه برسام.

   
- (فإن رأى) أنه اغتسل بالماء البارد فهو برؤه وإذا اجتمع الحمام والاغتسال والنورة فخذ بالاغتسال والنورة ودع الحمام فإن ذلك أقوى في التأويل.

   
- (فإن رأى) في تلك المحلة حماماً مجهولاً فإن هناك امرأة تأتيها الناس.

   
- من رأى) أنه يغتسل في الحمام أصابه غم من عدوه وربما يمرض.

   
- من رأى) أنه يبني حماماً قضيت حاجته والحمام يدل على جهنم وقيم الحمام يدل على خازنها ويدل على دار الحاكم وقيمها القاضي ويدل على المرأة وقيمها زوجها أو العاقد يدل على دار زانية وقيمها رجل ديوث وهو الذي يجمع بين الرجال والنساء ويدل على السجن وقيمها السجان ويدل على البحر وقيمه رئيس السفينة ومديرها وربما دل الحمام على دور أهل الشر والخصام والكلام.

   
- من رأى) نفسه في حمام أو رآه غيره.

   
- (فإن رأى) فيه شيئاً فإنه في النار والحميم لأن جهنم أدراك وأبواب مختلفة وفيها الحميم والزمهرير.

   
- (وإن رأى) مريض ذلك فإن رأى أنه خرج من البيت الحار إلى البيت الزمهرير وكانت علته في اليقظة حراً تخلت عنه وإن اغتسل أو خرج منه خرج سليماً وإن كانت علته برداً تزايدت وخف عليه فإن اغتسل مع ذلك ولبس ثوباً من البياض خلاف عادته وركب مركوباً لا يليق به كان ذلك غسله وإن كان ذلك في الشتاء خيف عليه الفالج.

   
- (فإن رأى) أنه داخل إلى البيت الحار فعلى ضد ما تقدم في الخروج يجري الاعتبار ويكون البيت الأوسط لمن جلس فيه من المرضى دالاً على توسطه في علته حتى يدخل أو يخرج منها فإما لكسبه أو فاقته فإن كان غير مريض وكانت له خصومة أو حاجة في دار حاكم أو سلطان كان في الحكم له أو عليه على قدر ما ناله في الحمام من شدة حرارته أو برده أو زلق أو رش فإن لم يكن شيء من ذلك وكان الرجل أعزب تزوج أو حضر وليمة أو جنازة وكان فيها من الجلبة والغوغاء والغموم والهموم كالذي في الحمام وإلا نالته غمة من سبب النساء وقد يجمع ذلك فيناله غمة من سبب مال الدنيا عند حاكم لما فيه من جريان الماء والعرق وهي أموال وربما دل العرق خاصة على الهم والتعب والمرض مع غمة الحمام وحرارته فإن كان متجرداً من ثيابه فالأمر مع زوجته ومن أجلها [ص 158] وناحيتها وناحية أهلها يجري ما يؤذن الحمام فإن كان بأثوابه فالأمر من ناحية أجنبية أو بعض المحارم كالأم والبنت والأخت.